Thursday 30th December,200411781العددالخميس 18 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

أضواء أضواء
تسمين المستوطنات الإسرائيلية
جاسر عبدالعزيز الجاسر

يسعى أرييل شارون على تسويق خطة الخروج من قطاع غزة على أنها القنطرة التي تعبر عليها مسيرة السلام الجديدة التي ستؤدي إلى تنفيذ خطة حليفه وداعمه الرئيس جورج بوش (خطة خارطة الطريق) في حين تشير كل أفعال وأقوال شارون والوقائع على الأرض أن رئيس الحكومة الإسرائيلية يسعى من وراء تطبيق هذه الخطة إلى الانفراد بالضفة الغربية وتقليص عملية السلام على خطته التي تمثل (الحصرم) للفلسطينيين.
في حين يحصل الاسرائيليون على (البلح) والمقصود هنا إعطاء الفلسطينيين قطاع غزة وحواف في الضفة الغربية والاستيلاء على ما تبقى من الأراضي الفلسطينية، فقد كشفت كتلة السلام الإسرائيلية يوم الثلاثاء الماضي عن وجود مخطط لقوات الاحتلال الاسرائيلي في تكثيف قضم الأراضي الفلسطينية وبناء المستعمرات الجديدة من خلال تسمين تلك القائمة وإضافة أحياء ملاصقة لها خاصة في المناطق المحاذية للخط الفاصل بين أراضي عامي 1948 و1967م، ضمن استراتيجية لتعديله بشكل واسع.
وقال تقرير أصدرته الكتلة والذي نعرض أهم ما جاء فيه: إن النشاط الاستيطاني المتجدد في الضفة الغربية المحتلة يجري تحت غطاء الحديث عن خطة فك الارتباط عن قطاع غزة، مشيراً إلى أن الاحتلال يتمحور في بناء الأحياء الاستيطانية بمحاذاة حدود 1967، في الأماكن الفلسطينية التي يصعب الوصول إليها نتيجة إقامة الجدار.
واعتبرت كتلة السلام، أن الخطوات الاسرائيلية الراهنة، تستكمل استراتيجية تجريد الفلسطينيين من أراضيهم، مضيفة أنه عندما تواجه حكومة ارئيل شارون ظرفاً سياسياً غير مريح لبناء المزيد من الاستيطان تلجأ إلى استغلال الفرصة لإرساء الدعائم والأسس للجدار بسرعة تمهيداً لاستكمال بناء الجدار حينما تسنح الفرصة.
وأوضحت كتلة السلام الإسرائيلية في تقريرها ان شارون يعوض التباطؤ في بناء الجدران نتيجة مقاومة الفلسطينيين لها أو تعليقها بالمحاكم، بتسمين المستوطنات القائمة، وهذا يعني بناء أحياء كبيرة على بعد كيلومترات من المستوطنة الأم، كما يحصل في مستوطنة (الفي منشيه) التي تتوسع على حساب قريتي رأس الطيرة ورأس عطية.
وبين التقرير وضعاً مشابهاً في مستوطنة تسوفين اليهودية، التي يضاف إليها الآن 2100 وحدة سكنية على حساب قرية جيوس قضاء مدينة طولكرم، وكذلك 2000 شقة في مستوطنة سلعيت اليهودية، على حساب أراض خربة جبارة، بهدف خلق تواصل جغرافي مع مستوطنة تسور نتان اليهودية الملاصقة لحدود العام 1967 وهذا هو الوضع أيضا في مستوطنة ريحان اليهودية وفي سائر المستوطنات شمال الضفة الغربية التي أنجز فيها بناء الجدار العنصري.
وأعلنت كتلة السلام أن المشروع الاستيطاني ينفذ على يد شركات خاصة أقامها المستوطنون، إضافة إلى وحدة الاستيطان التابعة للوكالة اليهودية، وكل ذلك تحت حماية ودعم جيش الاحتلال الاسرائيلي.
واتهمت كتلة السلام شارون باعتماد استراتيجية بعيدة المدى لقضم حدود 1967، وإضاعته بتجريد الفلسطينيين من أراضيهم، واجتذاب المزيد من المستوطنين ب(جودة الحياة) و(الامتيازات) إلى جانب هدفه بتوسيع قاعدة دعم الاسرائيليين للاستيطان.
وأشارت كتلة السلام الاسرائيلية إلى أن الأوضاع العامة اليوم مواتية لإخراج هذه المخططات إلى حيز التنفيذ، سيما بعد إقامة حكومة التكتل القومي الوشيكة (الليكود والعمل)، داعية إلى المساهمة بالتصدي لها من خلال فضحها والمشاركة في دعم أهالي القرى الفلسطينية.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved