* باندا أتشيه - (د.ب.أ):
وسط مخاوف بشأن تفشي الأمراض المعدية في مقاطعة أتشيه التي دمرتها أمواج المد العاتية الناجمة عن الزلزال واصلت فرق الإنقاذ المنهكة انتشال الجثث المتحلّلة أمس الأربعاء في الوقت الذي اقتربت فيه حصيلة الضحايا من 30 ألف قتيل.
وقد حذَّر مسئولون حكوميون من أن ندرة المياه النظيفة يمكن أن تؤدي إلى تفشي الأوبئة والأمراض المعدية في المقاطعة التي تأثرت بشدة من جراء الزلزال وتوابعه.
وفي العاصمة جاكرتا قال ناديال روسدال مسؤول وزارة الصحة إن الحصيلة الرسمية من الكارثة قد وصلت إلى 27714 شخصاً حتى صباح أمس الأربعاء.
ومن بين هذا العدد الإجمالي كان هنالك حوالي 15 ألف قتيل من منطقة أتشيه جايا في شمالي مدينة باندا أتشيه بالمقاطعة.
وعلى الرغم من جهود عمال الإغاثة لانتشال آلاف الجثث التي دفنت تحت الأنقاض فإن الأعداد الهائلة من الذباب الملتصقة بالجثث التي ما زالت مدفونة يمكن أن تسبب كارثة صحية محتملة.
وقال أحد السكان ما زالت هناك مئات أخرى من الجثث المبعثرة في الشوارع والمدفونة تحت الأنقاض وفوق الأشجار وفي الحقول والتي لم يتم إزالتها بعد، في الوقت نفسه يحاول الناجون من أسوأ زلزال تعرضت له البلاد على الإطلاق والذي بلغت قوته 9.8 درجات على مقياس ريختر التكيّف مع الأوضاع التي خلفتها الكارثة.
وقال مسئولون إنه من المناطق الأخرى الأكثر تضرراً مدينة مولابو الساحلية في مقاطعة أتشيه الغربية والتي تعد أقرب منطقة إلى مركز الزلزال، حيث إن أكثر من 80 في المئة من المباني والطرق والمنشآت الأخرى في المدينة قد دمرت كلها.
وقال سفيان جليل وزير الاتصالات والمعلومات الذي قام بجولة في المدينة يوم أمس إن كافة الاتصالات البرية من وإلى المدينة التي غمرها الطمي ومياه البحر باتت مقطوعة وصارت المدينة معزولة بحيث يتعذّر الوصول إليها إلا بالمروحيات.
ويذكر أن تزايد عدد الضحايا قد جعل الزلزال الذي ضرب البلاد صباح الأحد الماضي وتبعته أمواج المد البحرية العملاقة أسوأ زلزال تتعرض له إندونيسيا في تاريخها وأكثر الكوارث المهلكة في البلاد منذ تفجّر بركان كراكاتاو في عام 1883م.
وفي مدينة أولى لي الساحلية التي تقع خارج باندا أتشيه أدت الأمواج العاتية إلى تسوية جميع المنازل والمباني والمتاجر بالأرض بينما يعتقد المسئولون أن آلاف الأشخاص قتلوا.
وقال سيارول بدر الدين وهو عضو في الحكومة المحلية في أتشيه مدينة أولي قد سويت الآن بالأرض وقد توفي جميع سكانها.
وقال بدر الدين لوكالة الأنباء الإندونيسية انتارا أنه بالإضافة إلى الأغذية والأدوية والملابس فإن ثمة حاجة عاجلة إلى (عمال الإغاثة) للمساعدة في إزالة المئات أو الآلاف من الجثث التي قد بدأت تفوح رائحتها بالفعل في أنحاء المدينة.
من ناحية أخرى تعطّلت معظم شبكات الاتصالات من وإلى العديد من مناطق مقاطعة اتشيه أمس الأربعاء وبعد ثلاثة أيام من حدوث الزلزال الهائل تحت مياه المحيط الهندي الذي أعقبته أمواج بحرية عاتية ضربت المناطق الساحلية على امتداد دول جنوبي آسيا.
|