Thursday 30th December,200411781العددالخميس 18 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

قصص تختلط فيها الفرحة بالحزن قصص تختلط فيها الفرحة بالحزن
ناجون من أمواج المد يروون تجربتهم في كارثة أودت بحياة الآلاف

  * باندا اتشيه (إندونيسيا) - رويترز:
في الوقت الذي قتلت فيه أمواج المد التي اجتاحت مناطق ساحلية على المحيط الهندي نحو 70 ألفاً عاش آلاف آخرون ليرووا قصصاً تختلط فيها الفرحة بالحزن.
وفيما يلي بعض القصص التي جمعها مراسلو رويترز من شتّى أنحاء المنطقة:
احتضن ساريا دارمار (35 عاماً) اثنين من أبنائه فيما أمسكت زوجته بالثالث وخرجوا من منزلهم عند مشارف بلدة باندا اتشيه الإندونيسية بسرعة بعد أن شاهدوا الناس يركضون ويصرخون (اخرجوا... اخرجوا)، لكنهم لم يتمكنوا من تجاوز سرعة الموجة العاتية التي وصلت سرعتها إلى 500 كيلو متر في الساعة وعبرت المحيط الهندي في ساعة واحدة يوم الأحد وسرعان ما غطت رؤوسهم وجرفتهم.
وقال دارمار وهو يرقد في مستشفى عسكري في باندا اتشيه أمس وقد امتلأ جسده بالجروح وكسرت ساقه: (المياه كانت قوية للغاية.. أمسكت بابني لأطول مدة استطعتها لكن المياه جرفتهما).. كما اختفت زوجته والطفل الآخر.. ويحكي دارمار انه تشبث بقطعة من الخشب وجرفته المياه إلى أن ارتطم بسقف متجر مما تسبب في كسر ساقه إلا أنه استطاع أن يتسلق إلى القمة.
وقال دارمار حياتي انتهت.. كل ما بوسعي هو أن أفوض أمري لله.
بورت بلير (الهند)- نجت صبية هندية عمرها 13عاماً بعد أن ظلت في البحر يومين تشبثت خلالها أولاً بباب ثم شجرة ثم حقيبة في جزر اندامان ونيكوبار النائية قرب ميانمار وإندونيسيا.
وقال رام كابس نائب حاكم المنطقة للصحفيين: حين جرفتها المياه طوال يومين واجهت سلاحف وأفاعي أثناء الليل. واستطاعت في النهاية أن تبذل ما يكفي من جهد لتصل إلى قرية على ساحل كار نيكوبار، حيث قدم لها الناس بعض مياه جوز الهند وبعض الطعام ونقلوها إلى مخيم الإنقاذ.
بوكيت (تايلاند)- (فكرت حقا أن هذه أسوأ طريقة للموت.. وقلت لنفسي: إنني لا استحق أن أموت هكذا).. كان هذا ما فكر فيه ويليام روبنز وهو يختبئ هو وعروسه في حجرة تخزين بأحد الفنادق فيما ارتطمت بهما أمواج المد.. كان الزوجان اللذان تزوجا حديثاً يقضيان شهر العسل في جزيرة بي بي التي اكتسبت شهرة بسبب فيلم (الشاطئ) الذي لعب بطولته ليوناردو دي كابريو. كانا يتنزهان قرب الشاطئ يوم الأحد حين سمعا الناس يصرخون وشاهدا السياح يقفزون من الزوارق.
وقال روبنز من فراشه بالمستشفى في بوكيت، حيث كسرت عظمة الترقوة ومزقت معظم أذنه اليمنى: (اعتقدنا أنها قنبلة إرهابية فقفزنا من فوق سياج بالفندق واختبأنا في حجرة تخزين). تضافرت أيدينا وقبعنا في زاوية ثم سمعنا انفجاراً مدوياً لم ينته). وبعد لحظات أنهار المخبأ من حولهما وجرفتهما المياه إلى مسافة 150 متراً في البحر قبل أن ينقذهما موظف بالفندق كان يستقل زورقا.
بوكيت (تايلاند)- تشبث بوري كارلسون بيأس بعمود في بهو أحد الفنادق وقد وصلت المياه الثائرة إلى صدره. وقال كارلسون (45 عاما) السويدي الذي هرع إلى الفندق فيما اجتاحت موجات المد شاطئ باتونج في بوكيت: (لم أستطع أن أصدق ما يحدث أمام عيني). واضطر كارلسون إلى أن يلتف بجسده حول العمود ويتشبث به حتى لا تجرفه المياه.
وأضاف كارلسون الذي يعمل بفندق آخر على الشاطئ (فيما كنت أقف هناك جرفت سيارة طافية إلى داخل بهو الفندق وانقلبت لأن التيار كان قوياً جداً. المياه وصلت إلى صدري وكنت ممسكا بيد صديقي لأنه لا يستطيع السباحة).


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved