* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
أُبلغت الجزيرة من مصادر محلية في بلدة جيوس، بمدينة قلقيلية في الضفة الغربية أن جنود الاحتلال الإسرائيلي، اعتدوا يوم الاثنين الماضي، بالضرب المبرح على ثلاثة أطفال لم تتعدَّ أعمارهم الستة أعوام من البلدة واحتجزوهم داخل سيارة جيب عسكرية لفترة زمنية، ثم أطلقوا سراحهم.. وذكر المواطن الفلسطيني، باسم واكد، والد أحد الأطفال المعتدى عليهم أن جنود الاحتلال انهالوا بالضرب على ابنه براء (6 أعوام) وصديقين له بنفس العمر، أثناء لعبهم أمام منزله، قرب (جدار الفصل العنصري) ، الجاثم على أراضي المواطنين في البلدة.
وبحسب الإفادة الحقوقية التي أدلى بها والد الطفل (براء) : فإن منزله ومنزلاً آخر يعود لأحد أشقائه، يقعان قرب الجدار العنصري، الذي أقامته قوات الاحتلال على أراضي البلدة. وتقتحم هذه القوات منزلي الأسرتين المذكورتين على نحو شبه يومي، وخاصة في ساعات الليل، كما تمنع أفرادهما من الصعود إلى سطحي المنزلين، وتحظر عليهم فتح النوافذ المطلة على الجدار، الأمر الذي جعل حياة أفراد الأسرتين جحيماً ورعباً دائماً.
وأشار المواطن واكد في إفادته التي وصلت إلى مكتب الجزيرة: إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على أفراد أسرته وأسرة شقيقه، تهدف إلى دفعهم لهجر منزليهما والرحيل عنهما، بسبب قربهما من الجدار. يشار في هذا السياق، إلى أن جدار الفصل العنصري، الذي أقيم على حدود منازل جيوس، عزل أكثر من تسعة آلاف دونم من أخصب أراضي البلدة وأغناها بالمياه الجوفية..
شريط استعماري جديد غربي الجدار الفاصل لمحو حدود 1967
في غضون ذلك أعلنت كتلة السلام الإسرائيلية، يوم الثلاثاء الماضي، عن وجود مخطط لقوات الاحتلال الإسرائيلي في تكثيف قضم الأراضي الفلسطينية، وبناء المستعمرات الجديدة من خلال تسمين تلك القائمة، وإضافة أحياء ملاصقة لها خاصة في المناطق المحاذية للخط الفاصل بين أراضي عامي 1948 و1967، ضمن استراتيجية لتعديله بشكل واسع.
وقال تقرير أصدرته الكتلة، الذي تعرض الجزيرة أهم ما جاء فيه: إن النشاط الاستيطاني المتجدد في الضفة الغربية المحتلة، يجري تحت غطاء الحديث عن خطة فك الارتباط عن قطاع غزة، مشيراً إلى أن الاحتلال يتمحور في بناء الأحياء الاستيطانية بمحاذاة حدود 1976، في الأماكن الفلسطينية التي يصعب الوصول إليها نتيجة إقامة الجدار.
واعتبرت كتلة السلام، أن الخطوات الإسرائيلية الراهنة، تستكمل استراتيجية تجريد الفلسطينيين من أراضيهم، مضيفة انه عندما تواجه حكومة اريئيل شارون ظرفاً سياسياً غير مريح لبناء المزيد من الاستيطان تلجأ إلى استغلال الفرصة لإرساء الدعائم والأسس ل الجدار بسرعة تمهيداً لاستكمال بناء الجدار حينما تسنح الفرصة.
وأوضحت كتلة السلام الإسرائيلية في تقريرها أن شارون يعوض التباطؤ في بناء الجدران، نتيجة مقاومة الفلسطينيين لها أو تعليقها بالمحاكم، بتسمين المستوطنات القائمة، وهذا يعني بناء أحياء كبيرة على بعد كيلومترات من المستوطنة الأم، كما يحصل في مستوطنة (الفي منشيه) التي تتوسع على حساب قريتي رأس الطيرة ورأس عطية.
وبين التقرير وضعاً مشابهاً في، مستوطنة تسوفين اليهودية، التي يضاف إليها الآن 2100 وحدة سكنية على حساب قرية جيوس قضاء مدينة طولكرم، وكذلك 2000 شقة في، مستوطنة سلعيت اليهودية، على حساب أراضي خربة جبارة، بهدف خلق تواصل جغرافي مع، مستوطنة تسور نتان اليهودية، الملاصقة لحدود العام 1967، وهذا هو الوضع أيضا في، مستوطنة ريحان اليهودية، وفي سائر المستوطنات شمال الضفة الغربية التي أنجز فيها بناء الجدار العنصري.
وأعلنت كتلة السلام أن المشروع الاستيطاني ينفذ على يد شركات خاصة أقامها المستوطنون، إضافة إلى وحدة الاستيطان التابعة للوكالة اليهودية، وكل ذلك تحت حماية ودعم جيش الاحتلال الإسرائيلي.
واتهمت كتلة السلام شارون باعتماد استراتيجية بعيدة المدى لقضم حدود 1967، وإضاعته بتجريد الفلسطينيين من أراضيهم، واجتذاب المزيد من المستوطنين ب (جودة الحياة) و (الامتيازات) إلى جانب هدفه بتوسيع قاعدة دعم الإسرائيليين للاستيطان.
وأشارت كتلة السلام الإسرائيلية إلى أن الأوضاع العامة اليوم مواتية لإخراج هذه المخططات إلى حيز التنفيذ، سيما بعد إقامة حكومة التكتل القومي الوشيكة (الليكود والعمل) ، داعية إلى المساهمة بالتصدي لها من خلال فضحها والمشاركة في دعم أهالي القرى الفلسسطينية بمقاومتهم للجدار والمصادرة. وطالبت الكتلة الإسرائيلية بالمشاركة مع حركة (تعايش) و (اللجنة ضد هدم البيوت) وحركات يسارية وفلسطينية أخرى في أيام تطوعية لزرع آلاف أغراس الزيتون في أراضي جيوس التي صادر الاحتلال من أراضيها حتى الآن 8600 دونم، عدا 500 دونم أقيم عليها الجدار ذاته..!!!
قوات الاحتلال تشرع في بناء جدار الفصل العنصري شمال شرق القدس.. هذا وعلمت الجزيرة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي، شرعت يوم الاثنين الماضي، بوضع الأساسات الأولى لبناء جدار الفصل العنصري، الذي ستقيمه على أراضي الفلسطينيين المقدسيين في منطقة حزما، شمال شرق مدينة القدس المحتلة. وبحسب مصادرنا: فإن جرافات وآليات عسكرية إسرائيلية ضخمة، نصبت مقاطع إسمنتية في مسار الجدار على أراضي المواطنين في بلدة حزما، وأن جنود الاحتلال المرافقين لها تصدوا للمواطنين، وهددوا باستخدام القوة العسكرية لتفريقهم.. ولم يلبث أولئك الجنود أن أمطروا المواطنين بوابل من القنابل الغازية السامة، والمسيلة للدموع، والقنابل الصوتية.
وفي تعقيبه على الاعتداء الإسرائيلي الجديد، أكد السيد خليل تفكجي، مدير دائرة الخرائط والاستيطان والأراضي في جمعية الدراسات العربية، أن سلطات الاحتلال تسعى من خلال ذلك إلى التهام مساحات شاسعة من الأراضي وأحواض المياه الجوفية.
|