* كتب - المحرر الأدبي:
قبل أشهر فقط، صدر للشاعر الكويتي الشاب، نايف مخيمر ديوان شعر يعتبر باكورة انتاجه، وان كان قد أعلن في آخره انه سيتبعه ديوان آخر بالشعر الشعبي الكويتي تحت عنوان (غرشة عطر)، وقد ضمن ديوانه (وجهاً لوجه) مقطوعة صغيرة من ديوانه اللاحق.
ونايف علي المخيمر (العتيبي) من مواليد سنة 1949م، له نشاط في مجال كتابة الأغنية، بالإضافة إلى ما ينشر له في جريدتي الرأي العام والسياسة الكويتيتين، وأيضاً مجلة النهضة.
يضم الديوان الذي يقع في 113 صفحة، قصيدة، من الشعر الحر.. يبدأها الشاعر بقصيدتين تخصان شقيقه المرحوم ناصر، حيث يهديه الديوان في الأولى، ويرثيه في الثانية وتختلف أغراض الديوان بين قصيدة وأخرى.. ففي أربع قصائد إلى ذباب يحوم حول رأسي - يقسمها أيضاً إلى معزوفة الوفاء، وجهاً لوجه، وأقول، وأنا وأنت والزمان والحقيقة انني حاولت أن أعرف المدلول وراء العنوان الذي كتبه الشاعر، ولماذا اختار الذباب الذي يحول حول رأسه حتى يهديه هذه القصائد الأربع، لكنني لم أجد ما يقنعني اقناعا حقيقياً. في القصيدة التي تلت أمنية: يعود الشاعر إلى القصيدة العامودية فيكتبها ولكن بنفس قصيرة.. أوشك ان يكون لاهثاً:
عيناك يا صبري ويا زادي
ويا مسافاتي وابعادي
عيناك عبر البؤس تمنحني
دفئا يلملم جرى الشادى
بعد ذلك.. يعود إلى القصيدة.. التي يجيدها.. عندما يكتب إلى شاعر صديق:
يا صديقي
يا قصيدة
ضمها الليل وليده
ثم هامت
جعلت لليل أنواراً تنير
وتتوالى قصائد الديوان، (على حساب ضعفي) و(هذيان) و(أربع بطاقات تهنئة للبحرين) ثم (البركان الصغير) وفيه عود مرة أخرى إلى الشعر العمودي، حيث انه أكثر حماساً وتعبيراً عن الذات الثائرة، خاصة وان القصيدة (خرجت من (أعماق) مفعمة بالعاطفة والأمل الأكيد، في ثاني يوم من أيام حرب حزيران المشؤوم ثم قصيدة عن التحرير، و(بيسريه) وهي أروع قصائد الديوان في نظري.. وهي تحكي قصة
الليل والفراغ
وهم وأحلام تصاغ
لخاطري العليل
وقلبي المدفون في رعشاته
حلمي القتيل
حلمي الذي ودعته
بدمعة الخذلان منذ قليل..
ان الذي أهوى (أصيل)!!
* * * *
وفي الديوان قصائد لسمراء، وعن ظمأ الشاعر، وآخر المطاف، وعن الشذى والجراح وعيون النيرس ثم أوتار قلبي، والغائب خلف ستار الشك ورعاية العطاء التي يهديها إلى (الفنان والإنسان) يوسف المهنا بعد ذلك شكوى وانتظار.. ثم قصيدتان لشاعرين يصفهما بأنهما (أقدس كرمتين.. في مشتل الحروف).
وينهي الديوان - كما أسلفت - بقصيدة من ديوانه المنتظر غرشة عطر، تحت عنوان (كويتيه).
وقصائد نايف الواردة في ديوانه، وجهاً لوجه، تدل على ان هذا الذي يحمل على كتفيه ثلاثة وعشرين ربيعاً فقط.. يحمل في قلبه أكثر من عددها زفرات.. يمكن أن تتحول إلى دواوين من الشعر.
|