مما لا شك فيه أن مركز الفنون الجميلة الذي افتتح بجدة منذ أيام جاء وليد الرغبة الصادقة والملحة في آن واحد لاحتضان المواهب العديدة التي تزخر بها بلادنا.. وتنمية روح الفن في تلك الأجيال.. إن هذا المركز وهو يستقبل العديد من الشباب السعودي من ذوي المواهب ليشارك في أداء رسالة طالما ترقبناها ويحقق أماني طالما حلمنا بها وترقبناها.
ووزارة المعارف التي أوجدت هذا المركز بإيمان من معالي وزيرها الشاب الشيخ حسن آل الشيخ إنما تدرك الأبعاد الحقيقية التي سيحقها هذا المركز.. وما سيعود به على الشباب من منافع عدة.. في صقل مواهبهم.. وتنمية مداركهم الفنية.. هذا المعهد الذي يستقبل شبابنا هواة الفن (التشكيلي) والفنون المرتبطة به من زخرفة وهندسة فنية.. ونحت.. إنما يعطي للشباب فرصة أكبر في إبراز مواهبهم بطرق فنية علمية ترتكز على مفهوم حديث للفن كأداة تعبيرية صادق ووسيلة تثقيف جماعي لما لهذا الفن من دور إيجابي في إبراز أوجه الحضارات.. رقي الأمم.. لا سيما وهو لغة عالمية تخاطب فيه الألوان الشعور.. وتجسد في النفس ما لم تستطع تجسيده سائر الفنون الأخرى.
إن إسناد مسؤولية المركز لفناننا الكبير عبدالحليم رضوي ذلك الفنان الذي شارك باسم بلدنا في العديد من المعارض الفنية العالمية واستطاع أن يحرز نجاحاً أذهل النقاد والمراقبين لهي ثقة نعتز بها وقد أوليت لمن يستحقها.. لا سيما وهو تقدير يستحقه.. وثقة هو أهل لها.. وقبل أن أهنئ الرضوي أهنئ نفسي وبلدي على تحقيق هذا المركز ذلك المرفق الحيوي المهم الذي سوف ستثمر جهوده في صقل شباب بلادنا بأسس علمية صحيحة.. ووزارة المعارف التي حققت هذا المركز أضفت على هذا المشروع أهمية كبرى حينما عهدت بالمركز إلى رجل في مستوى الكفاءة والمقدرة.. هو الأستاذ والفنان (عبدالحليم الرضوي) دعواتنا المخلصة أن يحقق هذا المركز الأهداف التي من أجلها أنشئ.. والرسالة التي من أجلها تحقق وأن نرى تلاميذه، بل أعضاءه يشاركون في بناء صرح نهضة فنوننا الجميلة.
وقبل أن أنهي هذه السطور يمثل أمامي هذا المطلب الذي أضعه أمام معالي وزير المعارف وأنا على ثقة كبرى بجم تجاوبه.. وكبير اهتمامه على أن يتم إنشاء مراكز مماثلة في المدن الكبرى بالرياض والدمام وأبها وليس ذلك بالعسير على همة وزيرنا الشاب فله أرفع هذا الأمل والرجاء.
|