في مثل هذا اليوم من عام 2003 توفي المفكر الفلسطيني البارز أحمد صدقي الدجاني. وهو من مواليد عام 1936، وحصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ من جامعة القاهرة وأقام في مصر منذ عام 1968 قضى حياته مدافعا عن قضايا الأمة العربية بشكل عام والقضية الفلسطينية خاصة، وهو أحد مؤسسي منظمة التحرير الفلسطينية، وكان عضوا في لجنتها المركزية مدة (10) سنوات، وكذلك عضوا في المجلس المركزي للمنظمة، ورئيس المجلس الفلسطيني الأعلى للتربية والثقافة والعلوم، كما كان عضو وفد جامعة الدول العربية في وفد الحوار العربي - الأوروبي. وكان الدكتور الدجاني عضوا في المجامع اللغوية في كل من المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية والجمهورية العربية السورية، وعضو مؤسسة آل البيت، وأحد مؤسسي المؤتمر القومي الإسلامي، والمؤتمر القومي العربي، وشغل منصب نائب رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان، وسبق له أن تولى عدة مواقع أخرى منها: عضو منتدى الفكر العربي، وعضو الأكاديمية الملكية المغربية. وله العديد من المؤلفات الفكرية والتربوية والسياسية التي تزيد على ستين كتاباً إلى جانب آلاف المقالات في الصحف العربية.عاش أحمد صدقي الدجاني حياة حافلة. كان مؤرخاً بارزاً، مراقباً دقيقاً للحياة السياسية العربية والفلسطينية، واحداً من مجموعة الرواد التي حملت على عاتقها تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية والمضي بها وسط الأنواء السياسية الطاحنة لعقد الستينات، كاتباً أديباً مغرماً بالعربية وأسرارها، ومفكراً عربياً مهموماً بحاضر العرب ونهضتهم. ولكنه فوق ذلك كله، أحد أهم الأصوات العربية الإسلامية في النصف الثاني للقرن العشرين، أحد الصفوة القليلة التي حافظت على اتزانها عندما اختل التوازن الثقافي والسياسي العربي وراحت القوى العربية القومية الإسلامية تخوض صراعاً دموياً، دفع بالساحة العربية إلى حالة من الاستقطاب وأودى بحياة بعض من أبرز عقول الأمة وأخلص أبنائها.
|