فوز الأزرق بكأس مسابقة الأمير فيصل بن فهد يمثل مرحلة (ضربة بداية) و(نقطة انطلاقة) لتدشين مرحلة جديدة تحمل ملامح التغيير بغية إحداث نقلة نوعية لفارس (بني هلال) كي يحتل المكانة اللائقة به كبطل عرف بعدم تنازله عن مقدمة الصفوف.. والأمير (الأزرق) الشاب محمد بن فيصل يفتتح عهده ومشواره بكأس ثمينة ستمنحه دفعة معنوية عالية وقوية خاصة بوجود مساندة شرفية وجماهيرية تنتظر في شخصيته التي تتسم بالطموح وحب العمل وعدم التسرع واستشارة الآخرين.. إعادة الامجاد الهلالية التي كانت تملأ الساحة الرياضية.
ولا شك أن (البيت الأزرق) الذي عادت له الفرحة بكأس أولى مسابقات الموسم الجديد لن يقتنع بواحدة..وكفى ولكنه سيسعى جاهداً لتأكيد هيبته بالفوز ببطولات.. وسامحونا!!
كرة راقية بنكهة الحلوى العمانية!!
كان ياما كان في قديم الزمان متنخب اسمه عمان! وما أدراك ما عمان! دلف دورة الخليج في دورتها الثالثة بالكويت للمرة الأولى من أجل المشاركة ولقاء الأشقاء وعلى وجه السرعة تشكل منتخب يضم في غالبيته الطلبة العمانيين الذين يتلقون تحصيلهم الدراسي في الكويت.. كان ذلك قبل ثلاثة عقود وفي تلك الدورة وما تلتها من دورات طبق منتخب عمان روحا ونصاً.. شعار (رحم الله امرأ عرف قدر نفسه) فالهزائم الكروية... أكثر من أن تعد أو تحصى والمرمى العماني في كل بطولة يظفر بدون منافس بلقب الأكثر استقبالاً وترحيباً بالكرات التي تفضل (عناق الشباك).
ومن بطولة إلى أخرى.. كان الفرد العماني يتعلم ويكتسب خبرة جديدة ويستفيد من أخطاء الماضي ومن نقاط القوة لدى الغير.. هذا هو سلوك ونهج حياة المواطن العماني في المجالات والميادين كافة.
وقد انطلق من مواقع التخلف إلى مواقع التقدم بخطوات مرسومة روعي خلالها اعتماد الرؤية المستقبلية والخطط الشاملة.. قصيرة وبعيدة المدى. ونجحت سياسة عمان (السلطان قابوس) في تنفيذ أهدافها وطموحاتها حين التزمت مبدأ الصمت بعيداً من الضجيج الإعلامي وغدت عمان الشقيقة علماً بارزاً على الساحل الخليجي وكان مصدر تفوقها هو (الإنسان) العماني الذي رسم لنفسه ثقافة خاصة ترتكز على الواقعية والوسطية والاهتمام ببناء الشأن الداخلي... ليصبح الوطن عمان منارة إشعاع حضاري على الصعيدين المادي والمعنوي.
أن تركيبة المواطن العماني وبكل صدق وأمانة تختلف من حيث المكنونات الشخصية مقارنة بغيره من مواطني دول الخليج وبالتأكيد فهي تسجل لصالحه إيجاباً.. ولعل هذا ما يفسر لنا كمشاهدين ومراقبين مستوى النمو المذهل الذي تنفرد به عمان الحبيبة التي تبدو وكأنها انغلقت على نفسها في الداخل لتتابع مسيرة ورش العمل المختلفة ومنها المشهد الشبابي والرياضي فهذا الحضور البارع اللافت للأنظار في بطولة الخليج لكرة القدم التي استضافتها الدوحة يبرهن بكل المقاييس والأدلة على صحة مقولة رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة.
كلنا تفاعلنا مع الأداء الكروي الجميل والمستوى الراقي للمنتخب العماني الذي عزف أحلى سيمفونيات كرة القدم وإذا كانت الكأس قد ذهبت للعنابي القطري في مباراة الحسم النهائية التي خذلت فيها ركلات الترجيح نجوم عمان فإن علينا أن ندرك جيداً أن العمانيين من الحبسي للحوسني مروراً بعايل والميمني وأحمد مبارك.. إنما يمثلون إشراقة الأمل للكرة العمانية التي يتوقع لها مستقبل باسم تحصد خلاله البطولات.
عاشت عمان... عاشت عمان.. ومرحباً ألف.. وألف نقولها بصدق وعاطفة ممزوجة بالتفاؤل للإبداع.. وهذا المذاق ل (الحلوى العمانية) والكرة العمانية أيضاً. وسامحونا!
الرئيس.. كامل الدسم!!
حينما خسر منتخبنا في موقعة الخليج التي دارت رحاها على أرض الدوحة سارعنا للالتفات يمنة ويسرة نبحث عن (كبش فداء) وبمواصفات معينة.. ولا سيما إذا كان من النوع (كامل الدسم) و(السمين) كحالة منصور البلوي.. وليعذرني لاستخدام الكلمات (ما بين الأقواس).
واللبيب بالإشارة سيفهم أنني لا أستهدف معانيها الدارجة بالقدر الذي أعبر من خلاله على مكانة العزيز أبي ثامر التي استمدها كرئيس ذهبي عيار 21 ومن بين قائمة رؤساء العميد على مدار تاريخه الذي تجاوز الـ 70 عاما.. هنا سيكون الصيد ثمينا للغاية!! وحتى إن كانت السهام الموجهة قد تبرر بشكل بائس من قبل (مرسليها) بأن الهدف من (تشريح) نهج الاتحاد في مجال استقطاب ذلك الكم الهائل من نجوم اللاعبين إنما يتم من أجل مصلحة ومستقبل الكرة السعودية!
عذراً.. ليست المشكلة في منصور البلوي الذي لم يسلك طرقاً ملتوية وغير مشروعة تقوم مثلاً على (الاحتيالية) والتمرير من تحت الطاولة ونجد دائماً النظام يقف في صفه وغدت كل (صفقاته) تتوافر لها صفة المشروعية والأحقية التامة!
لقد كتبت قبل عام وأكثر في هذه الزاوية.. أن نظام انتقال اللاعبين يجب أن يخضع لشروط معينة وعلى سبيل المثال: يحق لكل ناد في الموسم الواحد تسجيل عدد محدد من اللاعبين بحيث لا يتجاوز ثلاثة في مقابل (إطلاق سراح) نفس العدد لمصلحة أندية أخرى ولو بالمجان!! لكن أن يترك الحبل على الغارب ويأكل السمك الكبير.. الصغير.. (وبعد خراب مالطة) يخرج علناً من يردد قائلاً: منصور البلوي يخطط لتدمير الكرة السعودية!! ولكن!!
وسط موجات الضجة الأخيرة يبرهن للمرة الألف.. القامة الشامخة الاتحادية أن الرياضة وسيلة محبة وسلام تكرس روح الأخوة وتزرع بذور التكافل الإنساني وتعمق قيم ومبادئ الترابط الاجتماعي انطلاقاً من مفهوم الأسرة الواحدة... والجسد الواحد.. ولله درّك أيها المنصور.. وما أروعك.. وأنت تتعالى فوق الجراح لترسم صورة صادقة تؤكد خلالها على البعد الإنساني المتمثل في مشاركتك الإيجابية المشرفة تجاه اللاعب عبد الله سليمان.. وهو بالمناسبة كما يعرف الجميع (لم يكن اتحاديا) وحينما تعرض لمشكلة شخصية أدت به للبقاء خلف القضبان بعيداً عن عائلته.. كانت لك تلك الوقفة الإنسانية.. وهذا التبرع السخي - لوجه الله - بغية تحقيق التعاون في سبيل إنقاذه وإطلاق سراحه.
أعتقد شخصياً أننا كرياضيين لن نتطرق لمحاسن منصور البلوي - بعيداً عن حسابات الفوز والخسارة - إلا بعد رحيله واعتزاله حركة إثراء الساحة الشبابية والرياضية.. وسامحونا!
(الجزيرة) والطرح المتميز
للذين سارعوا بالقول في صوت متشنج يعتمد على الانفعالية والسير على قاعدة (معاهم معاهم... عليهم عليهم) فالصحافة الرياضية... وكتاب الأعمدة يتحملون معاً خسارة بطولة.. ويا .. ألطاف الله.. ما هذه الأحكام المتسرّعة؟
رويدكم... رويدكم.. أيها الأحبة... وهنا سأورد مثالين قائمين - على سبيل التذكير - كي أبرهن بما لا يدع مجالاً للشك على أن الصحافة وهي تمارس دورها الإيجابي - بالطبع لها سلبياتها - تعمل جاهدة على كشف الأخطاء ونقل حقائق الأمور من جهة.. ومن جهة تبادر من حين لآخر إلى طرح الفكر والرأي المستنير سعيا للارتقاء بجوانب الحركة الشبابية والرياضية في الوطن الغالي.
و(الجزيرة) على وجه الخصوص التي تؤمن برسالة الصحافة اعتادت - عن قناعة تامة - العمل جاهدة لتأصيل هذا المبدأ بشكل لا يمكن التخلي عنه.
ولعلكم أيها الأحبة.. تابعتم قضية نادي الجواء في محافظة رياض الخبراء مع مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب الفرعي في الرس وتداعياتها... وقدمت الحقائق دون تحيز أو محاباة لطرف على آخر.. هذا مثال.. وهناك أيضاً.. تفتح (الجزيرة) صفحاتها لنشر ردود الأفعال ووجهات النظر المتباينة حول موضوع أعتز بطرحي إياه وهو يدور حول مستقبل الرياضة في الزلفي.. إلى أين؟
وقد يكون الواقع ماثلاً في عدة مناطق أخرى!!
وسامحونا!!
|