Wednesday 29th December,200411780العددالاربعاء 17 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

الحملة الإعلامية الوطنية للتدريب والسعودة الحملة الإعلامية الوطنية للتدريب والسعودة
صلاح الحمد

البرنامج الاستراتيجي لتوطين الوظائف ومحاربة البطالة كان لابد له من خطوات عملية تكسر حدة الجمود الذي اعتراه منذ فترة، وتصحيح المفاهيم التي ظلت غامضة لدى البعض، وذلك بقصد إشراك المواطن ورجل الأعمال في التسريع بسعودة وظائف القطاع الخاص حتى لا يعتقد الناس أن البرنامج يمكن أن ينفذ بطريقة تلقائية أو عفوية لمجرد أن الدولة تريد توطين الوظائف.
بهذا المفهوم تجيء الحملة الإعلامية الوطنية للتدريب والسعودة لتميط اللثام عن الكثير من الحقائق والمعطيات التي تساعد معرفتها في السير قدما وبلا معوقات على طريق السعودة خصوصا وأن الحملة سبقتها دراسة علمية مستوفية تناولت علاقة رجال الأعمال وبقية شرائح المجتمع بتلك الحقائق والمعطيات التي لابد من ملامستها عند تطبيق السعودة، وقد ساعدت تلك الدراسة كثيراً في استبصار وسائل الحملة وأهدافها وبرامجها وكيفية طرحها لأنها تراعي الجانب الثقافي والمعنوي للجمهور المستهدف، وتستصحب حالته الإدراكية والنفسية ومفاهيمه تجاه السعودة وأدواتها وأسبابها.
وتركز الحملة الإعلامية الوطنية للتدريب والسعودة التي انطلقت بإشراف المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني ومجلس القوى العاملة وصندوق تنمية الموارد البشرية ومجلس الغرف التجارية على التعريف بالأعمال التقنية والمهنية وضرورتها وأهميتها في الحاضر والمستقبل وتحرص من خلال فعالياتها ورسائلها المختلفة على إزالة الرواسب السلبية النمطية تجاه الحرف والمهن.
وتهدف الحملة بشكل أساسي إلى التغيير الإيجابي للمفهوم العام تجاه بعض المهن، وكذلك تصحيح مفهوم السعودة، وذلك بتفعيل دور الفرد والمجتمع تجاه تحقيق هذا الهدف السامي، كما تهدف برامج الحملة المتعددة إلى تعريف شرائح المجتمع رجالاً ونساء بفرص العمل المتاحة لدى مؤسسات وشركات القطاع الخاص وأهمية دور الكادر الوطني في قيادة العمل في تلك المرافق وكذلك التبصير بمخاطر استمرار الاعتماد على العمالة الأجنبية والأضرار الاقتصادية والاجتماعية والأمنية الناجمة عن التستر.
الحملة استخدمت كل الوسائل الإعلامية المتاحة للوصول إلى كافة شرائح المجتمع فعبر الإذاعة انطلقت البرامج واللقاءات وشعارات الحملة وبعض برامجها التوعوية، ومن خلال التلفزيون السعودي وبعض القنوات العربية الأخرى أخذت البرامج واللقاءات حول الحملة وأهدافها وبرامجها ووسائلها تصل إلى الجمهور العريض بل يشاهدها الناس خارج الحدود، ومن خلال الصحافة اطلع المواطنون على الكثير من التفاصيل والحقائق التي لم يقفوا عليها من قبل، فكانت الرسائل الصحفية من أبرز الوسائل وأهمها في إيصال الرسالة، ولم تغفل الحملة الوطنية للتدريب والسعودة أهمية اللوحات الالكترونية على الطرق ودورها في الإسهام في نشر التوعية بأهداف الحملة وكذلك المطبوعات المختلفة من كتيبات وبروشرات ونشرات وغيرها، وبما أن المعارض تلعب دورا مهما في إنجاح مثل هذه الحملات، فقد اهتم القائمون على أمر حملة السعودة بهذا الجانب وجعلوه في صلب برامج الحملة بالإضافة إلى الندوات والمحاضرات التي تشمل الجنسين والمراسلات البريدية سواء بالبريد العادي أو الالكتروني، واستخدام الهدايا حيث تنفذ برامج عديدة للطلاب والطالبات في كافة المراحل الدراسية باعتبارهم الجمهور المستهدف من الناحية التوعوية، فطلاب اليوم هم خريجو الغد، وهم طالبو الوظائف هذا إلى جانب إقامة المهرجانات من خلال المراكز التجارية والمكتبات، وينظم المركز الإعلامي للحملة برامج خاصة أيضا.
ارتكز جوهر عمل الحملة على الشفافية والمكاشفة حتى يقف الناس على حقائق الواقع ويدركوا لماذا يحدث ما يحدث بشأن السعودة على هذه الشاكلة فرجال الأعمال هم شريحة مهمة من هذا الشعب، وعنصر فعال في الوطن هم حريصون على توطين الوظائف وإحلال المواطن مكان الوافد في الوظيفة التي يجيدها المواطن ويتقنها بنفس مستوى أداء العامل الوافد، ولكنهم لا يقبلون بالخسارة وتعطيل عجلة الإنتاج لأجل إرضاء المواطن بوظيفة يجلس على كرسيها دون حساب المردود الإنتاجي، فرجال الأعمال هم ملاك القطاع الخاص الذي يمثل قطاعا رديفا للقطاع العام ورافدا مهما للاقتصاد الوطني لذا فإن تدني إنتاجية هذا القطاع لا تعود بالضرر على رجال الأعمال فحسب بل لها مساس بجوهر الاقتصاد الوطني، وبمستوى معيشة كل المواطنين من هنا تأتي أهمية استيعاب مفهوم السعودة التي تقوم على إحلال الكوادر المؤهلة الكفؤة مكان العمالة الوافدة على مراحل حتى تحدث عملية توريث للخبرات وإحلال هادىء لا يترك فجوة أو ثغرة تنفذ من خلالها أية نظرة سالبة تجاه السعودة.
لذا حرصت الحملة على مخاطبة رجال الأعمال واستقراء فهمهم ومعلوماتهم تجاه الوظائف التقنية والمهنية والتعليم الفني ونظرتهم المستقبلية للوظائف التقنية، وخاطبت في ذات الوقت الشباب الباحثين عن العمل بضرورة التسلح بالتأهيل والتدريب وحب العمل شارحة لهم مزايا المهن الفنية والتقنية وموضحة لهم الدور الذي تقوم به المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني في إعداد الشباب من خلال مكاتبها المنتشرة في كل مناطق المملكة وكذلك أهمية التعليم الثانوي الفني في إعداد الشباب وتأهيلهم وتسليحهم بالمهن القادرة على مواجهة سوق العمل.
للتسريع بخطوات السعودة كان لابد من القيام بمثل هذه الحملة التي ارتكزت على حقائق واقعية من خلال دراسة ميدانية علمية سبقت انطلاق الحملة واسترشدت بدراسات سابقة في ذات المجال، وكان لابد للحملة أن تنتهج هذا النهج الذي اتسم بالشفافية والوضوح تماما مثلما يواجه الطبيب مريضه بنتائج الفحص المخبري، فهي تحمل لرجال الأعمال الارقام المهولة من طالبي العمل والتأهيل الجيد المضمون الذي يحمله خريجو المؤسسة والمدارس الفنية وحرص أبناء الوطن على تحمل المسؤولية، وفي ذات الوقت حملت إلى الشباب رسالة رجال الأعمال والقطاع الخاص التي فحواها أن الإنتاجية هي معيار المفاضلة، وأن التأهيل والجدية في العمل هما طريق المواطن ليحل محل الأجنبي في وظائف القطاع الخاص.
لذا يمكن القول: إن الحملة جاءت في وقتها المناسب لتضع عربة السعودة خلف الحصان، وتضع خطوات السعودة الأولى على الطريق الصحيح للوصول إلى توطين وظائف القطاع الخاص.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved