Wednesday 29th December,200411780العددالاربعاء 17 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "تغطية خاصة"

في حفل كبير يقام غداً بنفود أم رقيبة في حفل كبير يقام غداً بنفود أم رقيبة
الأمير مشعل يرعى مهرجان جوائز الملك عبدالعزيز لمزايين الإبل
المهرجان اكتسب شهرة محلية وخليجية واسعة .. ويهدف إلى المحافظة على التراث

* نفود أم رقيبة- محمد السنيد:
يرعى صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز صباح غدٍ الخميس حفل مهرجان جوائز الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه- لمزايين الإبل لعام 1425هـ في مقر المهرجان بنفود أم رقيبة - طريق حفر الباطن الرياض حيث سيشرف سموه الكريم الحفل الخطابي الذي سيقام بهذه المناسبة والذي سيبدأ بالقرآن الكريم ثم كلمة لصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز بهذه المناسبة. بعد ذلك قصيدة شعرية ... على هامش الحفل تم تعلن لجنة السباق والتحكيم أسماء الفائزين من المشاركين في هذه المسابقة من ملاك الإبل - المجاهيم، والوضح، والصفر، حيث سيتشرف الفائزون بالسلام على سموه الكريم واستلام الجوائز والهدايا من يدي سموه.
بعد ذلك يشرف صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز وأصحاب السمو الملكي الأمراء العرضة السعودية التي ستقام على هامش المهرجان بمشاركة فرق الدرعية ثم يشرف سموه والحضور حفل الغداء الذي سيقام بنهاية الحفل.
وقد شهدت نفود أم رقيبة منذ إجازة عيد الفطر المبارك توافد أعداد كبيرة من ملاك الإبل من مختلف مناطق المملكة للمشاركة في هذه المناسبة الغالية مسابقة الملك عبدالعزيز لمزايين الإبل حيث انتشرت المخيمات والأسواق والمطاعم والأمسيات الشعرية طيلة فترة المسابقة وانتشرت مئات القطعان من الإبل في نفود أم رقيبة وخاصة السلالات التالية:
*****
* أولاً: المجاهيم السود:
وهي إبل الدواسر والقحاطين وآل مُرة: وهي سوداء اللون تتفرع منها ألوان (الصهب) والملح والزرق، كما يطلق عليها الإبل النجدية وهي كبيرة الحجم بطيئة الحركة ذات ألوان مسودة أو داكنة غزيرة الإدرار للحليب، كما أنها تتحمل الظروف القاسية بكل تضاريسها وتحولاتها المختلفة، وتقول العرب (خير الإبل صهبها وحمرها)، وتأتي في المرتبة الأولى من حيث العدد في الجزيرة العربية، وتوجد غالباً في نجد وجنوب شرق الجزيرة العربية، ومتوسط إنتاجها من الحليب يصل إلى (10) لترات يومياً لمدة تتجاوز (12) شهراً إذا تأخر تلقيحها، وقد تستمر حتى (480) يوماً، ومواليد هذا النوع سريع النمو.
* ثانياً: المغاتير البيض (الوضح):
وهي إبل الشيابين من عتيبة: من الإبل متوسطة الإدرار للحليب، وهي جميلة المظهر وتأتي في المرتبة الثانية بعد المجاهيم من حيث العدد وتوجد بكثرة في شمال الجزيرة العربية والنفود والدهناء وأجزاء أخرى، وقد تصل في إنتاجها من الحليب إلى (10 لترات في اليوم)، وقد تستمر في الحلابة إذا تأخر تلقيحها إلى (400يوم)، ونمو الحوار أقل من المجاهيم.
* ثالثاً: الصفر:
وهي إبل شمر وعنزه: وهي كبيرة إلى متوسطة الحجم، لونها خليط بين الأبيض والأحمر، وتوجد في شمال الجزيرة العربية، غالباً إنتاجها من الحليب معتدل، وتأتي في المرتبة الثالثة من حيث العدد بعد المجاهيم والوضوح، وهي إبل تمتاز بغزارة الوبر، ويطلق عليها (الصفر الجعاد)، وينحدر منها الشعل وهي إبل الشرارات في منطقة الجوف وعرعر يميل جلدها للحمرة، وذات ألوان متداخلة بين الأحمر والأشقر، ومعروفة بسرعة الجري. (المصدر.. الإبل أسرار وإعجاب).
ويدخل مهرجان جائزة الملك عبدالعزيز لمزايين الإبل لهذا العام 1425هـ الذي تنطلق فعالياته يوم غدٍ الخميس 18 ذي القعدة دورته السادسة بعد أن اكتسب شهرة محلية وخليجية واسعة مكنته من احتلال الصدارة على مستوى مسابقات مزايين الإبل المحلية في المملكة للحفاظ على الموروث العربي الأصيل والسلالات العربية النادرة من الإبل.
ويقام المهرجان في منطقة أم رقيبة (150كم) جنوب غرب محافظة حفر الباطن حيث يتوسط الموقع قلب النفود الشمالي الشرقي لصحراء الدهناء، ويتفرد الموقع بالعديد من المعايير البيئية الجيدة التي جعلته موقعاً مناسباً لإقامة المهرجان سنوياً منها: الموقع الاستراتيجي الذي يتوسط محافظة حفر الباطن التابعة للمنطقة الشرقية، ومنطقة الرياض، والطبيعة الجغرافية المتمثل في التربة الرملية الذهبية، والغطاء العشبي الذي يمثل لوحة فنية تتشكل فيها النباتات والزهور البرية التي أبدعها الخالق، إضافة إلى انبساط المنطقة مما يسهل إقامة المخيمات في الهضاب الرملية، واستيعاب القطعان الكبيرة من الإبل.
ويهدف المهرجان إلى المحافظة على التراث، وتنمية عناصر من الثقافة الصحراوية ودمجها ضمن فعاليات التراث الثقافي الوطني، وإيجاد نوع من التنافس الشريف في الرياضات الشعبية التراثية، في حين تهدف الهيئة من مشاركتها إلى المحافظة على نوع من مظاهر التراث الوطني الأصيل وتشجيع وتنمية السياحة الصحراوية عبر تشجيع مربي الإبل في المملكة ودول الخليج العربي على اقتناء الإبل الأصيلة والمحافظة على سلالاتها واستثمارها إضافة إلى إحياء الأسواق التراثية غير الدائمة.
واحتل المهرجان مكانة مرموقة بين المهرجانات المماثلة وبين أوساط المهتمين في المملكة ودول الخليج خصوصاً من حيث تعدد المشاركات فيها والتي تجاوزت العام الماضي 12 ألف رأس من الإبل، وعدد من الجوائز المتمثلة في 80 سيارة من أحدث الموديلات منها 45 سيارة تقدم لأول مرة في مهرجان هذا العام كجوائز لسباق آخر يقام في نفس الوقت والمكان للسلالات الأصيلة من الإبل، وكذلك جوائز نقدية، وعينية، فيما لم تغير اللجنة المنظمة من شروط الجائزة عن الأعوام السابقة، كما أن المجال مفتوح للجميع بالمشاركة في رعاية المهرجان وتقديم جوائز للفائزين.
ويعلق غالبية المشاركين آمالاً كبيرة على هذه المسابقات للفوز بجوائزها الثمينة التي أسهمت في زيادة اهتمام مربي الإبل في الخليج العربي بالإبل عامة وبالسلالات العربية الأصيلة خصوصاً بعد رواج تجارة الإبل الأصيلة ذات المواصفات النادرة بين أوساط المهتمين، وبأسعار خيالية تتراوح ما بين 5 - 10 ملايين ريال، مما دفع البعض منهم لدخول عالم المربين لأول مرة في سوق رائجة تعد من أكبر الأسواق في العالم العربي.
ويراهن المتابعون على نجاح هذه المسابقات وتطويرها لتكون كرنفالات سياحية تقدم حزماً وبرامج ثقافية وتراثية للمرتادين والجماهير من داخل المملكة وخارجها ومن الجاليات العربية والأجنبية التي تحضر هذه المناسبات، وأن تكون هذه الكرنفالات وجهة سياحية جديدة خاصة إذاتم الاهتمام بها وتطويرها.
وتعد الفترة التي يقام فيها المهرجان والتي تمتد لـ 10 أيام من أفضل المواسم التي تشهد هطول كميات من الأمطار، وتتغطى الأرض بطبقة من النباتات البرية التي تشكل مراعي خصبة للإبل، إضافة إلى الأجواء الجميلة التي تسهم في تزايد أعداد المشاركين والجماهير في مهرجان الأصالة والتراث.
معايير الجمال
تتفق مقاييس جمال الإبل المرئية في فروع المسابقة (المجاهيم، والصفر، والشعل، والمغاتير) من حيث النسب والشكل واللون، ولكنها تختلف في الكمال غير المحسوس بصرياً، وهناك مقاييس جمالية أخرى قد تكون خافية عن أعين بعض الحكام والمشاهدين لكن تدركها النفس البشرية المتمرسة حيث يتعلق الحكم أو المشاهد أحياناً بالكل المتكامل المحسوس وغير المحسوس لهيئة الرعية وبحركاتها ونظرة عيونها، وفي كل الأحوال هناك معايير جمالية يجب توافرها في الناقة أو البعير يدركها الحكام، كما يمكن للمشاهد العادي تلمسها.
وتعد الرقبة الجرداء الطويلة وغير العريضة من أبرز مواصفات الجمال في الإبل إضافة إلى ضخامة الرأس واستطالته، والأنف الأفطس (ويكون لونه أسود في الرعايا المغاتير)، والعيون كبيرة ومكحلة (دعجاء)، وسيف اللحي (أي الخد) طويل، والشفة السفلى (البرطم) ضافي ومنهدل، والأذن طويلة نوعاً ما في (المجاهيم)، ويكون السنام ممتلئاً ومرتفعاً - أو منفهق كما يقولون - والغارب (مقدمة الظهر) بارز وطويل وممتلئ، والظهر خلف السنام قصير ومتأخر نحو الورك مما يعطي بروزاً عظيماً على الغارب، والناسع وعرض الجنب، والوبر محلق (معكرش)، أما الأرجل فتكون مقوسة نحو الخلف أي (هزع العراقيب) كما يقال، ويظهر هذا في كافة الفئات ما عدا (المجاهيم)، ولذلك تظهر الرعية مائلة نحو الخلف من جهة الورك في حين يظهر جسمها من الأمام مرتفعاً وهي هنا أقرب لشكل الزرافة، إضافة إلى أن الظهر في (المجاهيم) أفقي ومستوي أما في بقية الفئات فيكون مائلاً، والأيدي طويلة، والذيل قصيراً.
السوق الشعبي
يعد السوق الشعبي المصاحب للمهرجان أحد أهم الفعاليات الثقافية التي تصاحب المهرجان، ويتميز ببساطة عناصره، وتنوع معروضاته، وتمازج ألوانه بعضها البعض، وجمعه بين الأصالة والمعاصرة، كما أن مزادات بيع وشراء الإبل الأصيلة والنادرة في المنطقة والتي تقع على مقربة من حظائر الإبل تستقطب العديد من المتسوقين حيث يصنف على أنه واحد من أكبر المزادات الموسمية في بيع وشراء الإبل الأصيلة والنادرة ليس في المملكة بل على نطاق دول مجلس التعاون الخليجي والجزيرة العربية.
ويعرض في السوق منتجات نباتية مثل التمور والحطب والفحم الخشبي بجميع أنواعها وأصنافها، ومنتجات حيوانية وغذائية مثل الحليب واللبن والسمن والإقط، وملابس مختلفة مثل الثياب، والعباءات، والفري، والمزويات، والشمغ، والغتر، والطاقيات وغيرها، وكذلك المنتجات التراثية المصنوعة يدوياً. وتتمثل في المنسوجات من صوف الغنم، ووبر الجمال، وشعر الماعز مثل بيت الشعر (الفلائج، والطرائق، والرواق، والردفة، والقواطع)، والساحات والقطب، والبسط، والسملات، والقطائف، والخروج، والعدول، والمتاع، والمزاود، والدويرع، واللبات، وحبال الفواء، والارسن وغيرها مما يستخدم لزينة الإبل والخيول، ومنتجات نسيجية كالبطائن التي تستخدم أسفل شداد الإبل وكذلك أنطاع الجمال والنوق، إضافة إلى منتجات تراثية مصنوعة من الخشب والجلد مثل الأوتاد، والاشدة، والهوادج، ومنافخ النار، والقرب بجميع أشكالها وأحجامها وغير ذلك، والمنتجات المصنوعة من المعدن مثل دلال القهوة، والمحامس، والأجران، والصحون.
وكانت الهيئة العليا للسياحة قد قامت بدارسة مهرجان جائزة الملك عبدالعزيز لمزايين الإبل لعامي 1422هـ و 1423هـ الذي حضره قرابة 30 ألف زائر، حيث عمل فريق من برنامج الثقافة والتراث بالهيئة على توثيق فعاليات المهرجان.
الشعر يوثق مقاييس الجمال
وضع الشاعر دغيم بن غيام الجبلي مقاييس جمال الإبل في أربعة أبيات حيث يقول:


يا صاح كان انك تحب المغاتير
عليك باللي يرغبونه هل الصنف
وساع النحور اللي وبرها دواوير
جرد الرقاب اللي عرانينها هنف
وضحى طفوح الراس سند الاباهير
ما هي بلالقفا لا هي من الجنف
طويلة النسنوس هزعا مواخير
من حول هذا الوصف يا صاح خذ وانف


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved