* الرياض - عبد الله العماري :
أوضح الدكتور ماهر إدريس مساعد رئيس الهيئة السعودية للمساحة الجيولوجية ، أن المملكة العربية السعودية ليست في مأمن من الزلازل ، لافتاً في تصريح ل(الجزيرة) إلى أنها تقع ضمن الصفيحة العربية ، وعدَّ في هذا السياق أن الحدود الجيولوجية للصفيحة العربية من الحدود النشطة زلزالياً .. مبيناً أنه يحدها من الغرب فالق البحر الأحمر ، أما من الجنوب فيحدها منطقة انفتاح البحر الأحمر وخليج عدن والصدع التحولي في البحر العربي ، فيما يحدها شرقاً منطقة التصادم مع الصفيحة الأوراسيه على امتداد جبال زاجرس في إيران وخليج عمان ، وفي الشمال تحدها منطقة تصادم مع الصفيحة التركية والصفيحة الأوراسية.
وذكر أن المملكة قد تعرضت إلى عدد من الهزات خلال السنوات الماضية ، موضحاً أن من أقوى ما تعرضت له المملكة زلزال العقبة عام 1995م بلغت قوته 7.2 درجات على مقياس ريختر ، وقد تعرضت بعض الدول المجاورة لزلازل قوية أيضاً مثل زلزال ذمار في اليمن عام 1982 ، وزلزال مصر عام 1992م.
وكشف الدكتور إدريس أن الهيئة تسعى إلى نشر عدد من المحطات الزلزالية في أماكن مختلفة من المملكة العربية السعودية ، وقد تقرر تركيب 27 محطة رصد زلزالي ذات مدى واسع كمرحلة أولى ، وتم الانتهاء من 13 محطة حتى الآن ، على أن يتم استكمال ما تبقى خلال الأشهر القادمة - إن شاء الله -.
وأشار د. ماهر إدريس إلى أن الهيئة تعمل على إنجاز عدة مشاريع مستقبلية هي :
مشروع تقييم المخاطر الزلزالية في المملكة : ويهدف هذا المشروع إلى تقييم المخطر الزلزالية والبركانية في المملكة ، من خلال إصدار الخرائط الخاصة بتوضيح المناطق المعرضة للخطر وتحديد مستوياته ، وذلك للتقليل من الآثار السلبية التي قد تحدث في الأرواح والممتلكات في هذه المناطق عند حدوث زلزال - لاسمح الله - ، حيث تم جمع البيانات الزلزالية التي حصلنا عليها من خلال الدراسات التي أجريت على مدار أكثر من عقدين ، باستخدام المحطات المتنقلة للرصد الزلزالي لإنتاج خرائط دقيقة بمواقع الهزات التي تم رصدها باستخدام برامج حاسب آلي متطورة ، كما تم جمع المعلومات الزلزالية الخاصة بالمملكة وبعض المناطق المحيطة بها ، التي سجلتها شبكة المدينة المنورة والمركز الزلزالي بجامعة الملك سعود ومركز معلومات الزلازل بهيئة المساحة الجيولوجية الأمريكية لإنتاج خريطة للنشاط الزلزالي في المملكة ، وذلك بناءً على ما توفر من بيانات زلزالية حتى تاريخه.
والمشروع الثاني هو مشروع إصدار خريطة المجالات الزلزالية (Microzonaiton) لمدينة جدة ، حيث تأتي المناطق المأهولة بما تضمه من مناطق سكنية وصناعية وعسكرية وغير ذلك على رأس الاهتمامات أثناء القيام بالدراسات والأبحاث الزلزالية وأعمال المراقبة ، ويهدف إصدار خرائط المجالات الزلزالية للمدن المعرضة للنشاطات الزلزالية إلى تقسيم المناطق المأهولة إلى نطاقات ، بناءً على مدى استجابتها للاهتزاز عند حدوث زلزال ما ، وتحديد قيم التسارع الأرضي لهذه النطاقات ، مما يساهم في وضع كود للبناء يساعد في وضع مواصفات مقاومة للزلازل ويعمل على رفع كفاءة المنشآت المقامة.
أما المشروع الثالث هو مشروع إصدار خريطة تميع التربة (Liquefaction) لمدينة جدة لما يسببه ارتفاع منسوب المياه الجوفية في المناطق المعرضة للزلازل من المشاكل الكبيرة ، نظراً لما يمكن أن يسببه من أضرار كبيرة على المنشآت ، حيث تتحول التربة المشبعة بالمياه عند انتشار الموجات الاهتزازية إلى ما يشه (الجلي) مما يسمح أن تغوص المنشآت المقامة على هذه المناطق بدرجات وزوايا مختلفة ، تبعا لدرجة التميع ووزن المنشأة مما يتسبب في ارتفاع نسبة الأضرار في الأرواح والممتلكات .. ويهدف إصدار خريطة لتميع التربة لمدينة جدة كمرحلة أولى إلى تحديد المناطق التي يمكن أن تتعرض لمثل تلك الحالات ، وإيجاد الحلول من خلال الدراسات والأبحاث التي يمكن أن تتم للتعرف على العناصر والخصائص الهندسية للتربة وتحديد مدى استجابتها للزلازل.
وبين الدكتور إدريس إن المركز يعمل حالياً على القيام بكافة الدراسات اللازمة لرصد النشاطات الزلزالية والبركانية محلياً وإقليمياً وتحديد التراكيب الجيولوجية النشطة زلزالياً وتحديد مستوى ذلك النشاط ، وقراءة البيانات الزلزالية والجيوديسية وتحليليها ومعالجتها ومراقبة تغيرات مستويات النشاط الزلزالي والتشوهات السطحية التي قد تطرأ عليها بصورة مستمرة ، وتركيب وتشغيل وصيانة محطات وشبكات الرصد الزلزالي والجيوديسي في الأماكن المخصصة ، وإصدار الخرائط المخصصة بتحديد مناطق النشاطات الزلزالية والبركانية في المملكة ، وإجراء الدراسات الخاصة بتحديد توزيع المجالات الزلزالية الدقيقة وتحديد عجلة التسارع الأرضي ومناطق تميع التربة وإصدار الخرائط الخاصة بهذه الدراسات ، وإجراء الدراسات على المنشآت المقامة المدنية والعسكرية والصناعية ، وتحديد مدى استجابتها للزلازل والمساهمة في وضع مواصفات (كود) البناء السعودي الخاص بمقاومة الزلازل ، وإقامة المحاضرات وورش العمل الهادفة لرفع كفاءة المختصين ذوي العلاقة ، والمساهمة في برامج التوعية بالمخاطر الزلزالية من خلال الوسائل المختلفة ، والتعاون مع الجهات الحكومية والخاصة المعنية بالكوارث ، مثل مديريات الدفاع المدني ومراكز البحوث العلمية ذات العلاقة ، والمساهمة في إجراء الدراسات الخاصة لاختيار المواقع المناسبة لإنشاء مشاريع استراتيجية عليها سواء كانت مدنية أو عسكرية أو صناعية ، والتعاون مع المراصد الزلزالية داخلياً وخارجيا ، وتبادل المعلومات معهم وإجراء الدراسات الإحصائية عن الزلازل وعلاقتها بزلازل أو تحركات حدثت في مناطق أخرى من العالم ، بالتنسيق مع البيئات المختصة في مختلف أنحاء العالم ، والتبليغ المباشر والفوري عن كافة أنواع المخاطر الزلزالية ذات الصفة المستعجلة ، وفقاً للائحة المخاطر المنظمة لذلك ، وإعداد التقارير الدورية عن نشاط المخاطر الزلزالية موضحة بالرسوم العلمية ، وبناء قاعدة بيانات زلزالية تخدم كافة القطاعات الحكومية والخاصة.
يذكر أن منطقة شمال غرب جزيرة سومطرة عند خط عرض 3.29 درجة شمال وخط طول 95.77 درجة شرق ، يوم الأحد 26 - 12 - 2004م قد تعرضت لهزة أرضية بلغت قوتها 9 درجات على مقياس ريختر ، حيث تعد هذه الهزة من أعنف الهزات التي حدثت خلال الأربعين سنه الماضية ، من آخر زلزال حدث في عام 1964م في ألاسكا وكانت قوته 9.2 درجات على مقياس ريختر .. حيث ان موقع الهزة كان في المحيط الهندي ونتج عنها موجات ارتدادية (تسونامي) ، أدت إلى أضرار كبيرة في الدول المجاورة لموقع الهزة مثل : الهند ، سيرلانكا ، تايلند ، إندونيسيا ، جزر المالديف ، بنغلاديش وبعض الجزر والدول المجاورة لموقع الهزة.
|