* حائل - عبد العزيز العيادة - واس-
رعى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل رئيس الهيئة العليا لتطوير المنطقة مساء أول أمس ندوة (آفاق الاستثمار وتسويق الفرص الاستثمارية بمنطقة حائل) التي تنظمها الهيئة العليا لتطوير المنطقة بالتعاون مع الغرفة التجارية الصناعية بحائل وذلك بقصر فينيسيا للاحتفالات.
وقد بدأت الندوة بآيات من الذكر الحكيم ثم ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن أمير منطقة حائل كلمة رحب فيها برؤساء مجالس الغرفة التجارية في المملكة متمنيا أن تكون هذه الزيارة ناجحة ومفيدة للجميع.وقال سموه (إن بلادنا تحتاج الى أصحاب قرار تنطلق قراراتهم من المواطنة الصالحة الفعالة والتي لا تقتصر على التنظير بل تتعدى الى الشعور بأن هناك استثماراً على كل مواطن في هذه البلاد مهما كانت صفته).
وأكد سمو الأمير سعود أن الاستثمار هو الاستثمار في الانسان السعودي والذي قد لا يكون قياسه بالريالات وانما يقاس بنمو هذه البلاد وتعزيزا لأمنها واستقرارها وذلك بإيجاد فرص العمل وفرص التدريب وإحياء اقتصاديات المناطق الأقل حظاً في التنمية وسوف يكون أعظم استثمار في مستقبلنا جميعا ومستقبل أبنائنا، مشيرا سموه الى وجوب مواجهة مشاكل الشباب واعطائهم ما يستحقونه من فرص عمل وحياة كريمة.
وأشاد سمو الأمير سعود بما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين من اهتمام كبير للقطاعات المحفزة للصناعة والتجارة والزراعة ومختلف الصناديق التنموية مبينا أن توجُّه القيادة الحكيمة في المملكة يتجه نحو تنمية الاقتصاد القومي وتحريره من القيود والمعوقات حيث اتخذت الدولة خطوات عملية تمثلت بإنشاء المجلس الاقتصادي الأعلى برئاسة سمو ولي العهد وانشاء هيئة عليا للاستثمار.
وأوضح سموه أن فرص نجاح الخطط التنموية والاقتصادية أو فشلها يعتمد على مجتمع واع يضم أفراد ومؤسسات خاصة وعامة لديهم الإصرار وبعد النظر في تفعيل تلك المبادرات والخروج بشراكة فعالة ومؤثرة لحل المشاكل التي تواجهها بلادنا، مشيرا الى وجوب التكامل والتعاون بين القطاعين الخاص والعام وتنسيق الجهود بينهما.
وبيّن سموه أن منطقة حائل بفضل من الله ثم بفضل ولاة أمرنا قد أصبحت في موقعاً يمكنها أن تكون شريكا حقيقا في التنمية وذلك عبر الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل التي شجعها وساندها سمو ولي العهد وذلك بمنحه أرض الهيئة والتي سوف تمكنها من أن تكون شريكاً فاعلاً مادياً واجرائياً ابتداء من العام القادم انشاء الله وأن هذه الامكانيات سوف تسخر لتطوير البنية الأساسية لقطاع السياحة والزراعة والتعدين وخدمات النقل والمنشآت الصناعية الأساسية وأنه سوف يكون في حائل النموذج الحي لشراكة حقيقية مربحة مادياً وتنموياً.
وقال سموه مخاطباً رجال الأعمال (إننا في انتظار المبادرات منكم بالنسبة للفرص الاستثمارية المتاحة في المنطقة بالاضافة الى ما تقترحونه من مبادرات، مشيرا الى أنه سوف تذلل كل العقبات التي تواجه المستثمر في منطقة حائل وذلك تمشياً مع توجيهات قيادتنا).
بعد ذلك بدأت محاور الندوة حيث القى أمين عام الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل الدكتور حمد بن عقلا العقلا ورقة عمل عن الاستثمار والتحديات وجهود الهيئة واستراتيجياتها في مجال تنمية وتحفيز الاستثمار في منطقة حائل مشيرا الى اهتمام الحكومة في خططها التنموية على أن يكون الاقتصاد محور البناء من أجل التنمية وتنويع مصادر الدخل الوطني وتشجيع القطاع الخاص على الدخول في شراكة تنموية مع الدولة للحفاظ على اقتصاد متين وهو ما يعيشه أبناء منطقة حائل في ظل قيادة واعية وحكيمة من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن والذي كان لسموه بصماته الواضحة على التنمية في المنطقة.
وبيّن الدكتور العقلا أن الهيئة سعت بقيادة سمو أمير المنطقة منذ قيامها الى تبنِّي العديد من الاستراتيجيات التنموية في العديد من المجالات ومنها الاستثمار والذي تسعى الهيئة الى النهوض به في المنطقة من أجل تنمية مستدامة بعد قراءة واقعية لاتجاهات التنمية الاقتصادية ومقوماتها في المنطقة مشيرا الى توفر المناخ الاقتصادي الفاعل من خلال العديد من المميزات النسبية التي تتمتع بها المنطقة من أبرزها الموقع الجغرافي وتوفر المقومات الطبيعية واعتبار حائل مركزا تراثيا وثقافيا بالاضافة الى البيئة الاجتماعية التي تعزز التفاعل مع الأنشطة والبرامج الاقتصادية.
وأشار أمين عام الهيئة أن الهيئة تبنت استراتيجية تحفيز الاستثمار بالمنطقة انطلاقا من اهتمامها بالتنمية الاقتصادية حيث انطلقت من عدة محاور أهمها الرؤية الاستراتيجية لأهمية الاستثمار ودوره في التنمية الاقتصادية في المنطقة وتحديد الأهداف الاستراتيجية قصيرة المدى وطويلة المدى لتحفيز الاستثمار بما يتناسب ووتيرة النمو الاقتصادي كما تبنت الهيئة محور المعلومات والدراسات حيث تسعى الهيئة لاستكمال بناء القواعد والبيانات الخاص بالمنطقة لخدمة رجال الأعمال والتنمية من خلال مركز المعلومات بالهيئة والذي يحظى بدعم سمو رئيس الهيئة ليكون المركز المعلوماتي الشامل للمنطقة اضافة الى الدراسات والبحوث ودراسات الجدوى الاقتصادية التي ستقدمها الهيئة للمستثمرين ورجال الأعمال ومحور الاتصال والتنسيق للتواصل مع الأجهزة ذات العلاقة بالشأن الاستثماري ومن أهمها الهيئة العامة للاستثمار والهيئة العليا للسياحة وصندوق التنمية الصناعي وهيئة المدن الصناعية وصندوق الاستثمارات العامة ووزارة التجارة والصناعة، مشيرا الى أن هذه الفرص الاستثمارية هي باكورة دراسات الجدوى الاقتصادية التي ستواصل الهيئة طرحها خلال الفترات المقبلة.
بعد ذلك قدم ممثلو الجهات والمكاتب الاستشارية التي أعدت دراسات الجدوى الاقتصادية للمشاريع في المنطقة نبذاً تعريفية عن كل فرصة استثمارية. ثم قدم وكيل رئيس بلدية منطقة حائل للشئون الفنية الدكتور دواس بن فهيد الشمري عرضاً موجزا عن بعض الفرص الاستثمارية بالمنطقة مشيرا الى مقومات الجذب بالمنطقة الطبيعية والحضارية والاقتصادية والاجتماعية والتي تمثل بيئة استثمارية ناجحة.
بعد ذلك قدم رئيس قسم الاقتصاد والمحاسبة في كلية المجتمع في منطقة حائل الدكتور عبدالكريم عامر رؤية علمية عن أهمية دراسات الجدوى الاقتصادية لإنجاح الفرص الاستثمارية بيّن فيها مخاطر السوق والتمويل والإنتاج والهيكل الفني للمشروع ونقص العمالة الماهرة وادارة المشروع.
كما تحدث عن أهمية تحليل السوق والتصدي لمخاطره وسبل التمويل المالي للمشروع ومعدل العائد على الاستثمار، مشيرا الى أهمية معالجة مخاطر الإنتاج والهيكل الفني للمشروع وعمل الاحتياطات اللازمة للتقلبات غير المتوقعة.
بعد ذلك تم أخذ المداخلات من الحضور حيث أجاب سمو الأمير سعود عن بعض التساؤلات. ثم القى رئيس مجلس الغرف التجارية الصناعية بالمملكة عبدالرحمن الجريسي كلمة عبر فيها عن سعادته لزيارته منطقة حائل مقدما الشكر لسمو الأمير سعود بن عبد المحسن على مالقية ورؤساء مجالس الغرف التجارية الصناعية بالمملكة من اهتمام وترحيب مبدياً إعجابه بما شاهده من فرص استثمارية واعدة في المنطقة، مشيرا الى أنه سوف يقوم بإيصال هذه الفرص الى رجال الاعمال والمهتمين بالمملكة وخارجها والتعريف فيها معربا عن سعادته بما سمعه من سمو الأمير سعود من تذليل جميع العقبات أمام المستثمرين.
عقب ذلك أدلى سمو الأمير سعود بتصريح للصحفيين أشار فيه الى أن الاستراتيجية تحتوي على ثلاث فرص كبيرة في المنطقة متمثلة في ايجاد منتجعات وحدائق عامة وحدائق البيئة السياحية وعمل أول حديقة وطنية في المملكة تشتمل على الحيوانات والطيور والنباتات غير الموجودة في بيئة المملكة، وحديقة أخرى سوف يكون فيها جميع الحيوانات الموجودة سابقا في المنطقة وسوف تكون وجهة سياحية جاذبة للمواطنين في المملكة ودول الخليج مشيرا الى وجود مشاريع كبيرة سوف ترى النور قريبا.
وبيّن سمو الأمير سعود أن المقومات التي تتمتع بها منطقة حائل تؤهلها أن تكون منطقة جذب للاستثمار بجهود جميع العاملين في المنطقة وسوف تقدم للمستثمر جميع التسهيلات اللازمة. وأشار سموه إلى أن المملكة تمر بمرحلة تنموية كبيرة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله -.
.. حضر الندوة وكيل امارة منطقة حائل المساعد خلف بن علي الخلف ومدير شرطة منطقة حائل وعدد من المسئولين بالمنطقة ورؤساء مجالس الغرف التجارية الصناعية بالمملكة وعدد من رجال الأعمال.
|