* جنوب آسيا - العواصم - الوكالات:
أدَّى المد البحري الذي نجم عن أعنف زلزال في العالم منذ أربعين عاماً الأحد إلى مقتل أكثر من 55 ألف شخص في ثماني دول في جنوب وجنوب شرق آسيا.
ويخشى مسؤولون حكوميون أن يرتفع عد القتلى إلى نحو 70 ألف قتيل، وقالت إندونيسيا: إن عدد القتلى بها فقط قد تجاوز 27 ألفاً. في حين أشارت سريلانكا إلى احتمال ارتفاع عدد القتلى بها إلى 25 ألفاً. وقالت تايلاند: إن عدد القتلى بها قد يفوق ألفي قتيل.
وبذلت الأمم المتحدة والصليب الأحمر جهوداً لتنسيق المساعدات الدولية التي ترسل إلى المناطق المنكوبة في محاولة لمواجهة (كارثة غير مسبوقة) بحسب تعبير مسؤول في الأمم المتحدة؛ نظراً لعدد الدول التي طالها الزلزال.
وعدد المشردين مرتفع جداً؛ إذ قالت متحدثة باسم الصليب الأحمر ماري فرنسواز بوريل في جنيف: إن (عدد المشردين يقدَّر بمليون في سريلانكا، و29 ألفاً في تايلاند).
وسبب الزلزال الذي بلغت قوته تسع درجات على مقياس ريختر قبالة سواحل إندونيسيا الأحد مداً بحرياً عبر المحيط الهندي دفع بأمواج هائلة على سواحل تمتد إلى آلاف الكيلو مترات.
وقال متحدث مسؤول من مدينة ميدان شمال جزيرة سومطرة: إن (حصيلة دقيقة للضحايا غير متوفرة بعد، لكنني أقدِّر عدد القتلى بما بين 21 و25 ألفاً). وتحدثت الحصيلة الأخيرة عن سقوط 4700 قتيل في إندونيسيا. وفي حال تأكدت الحصيلة الإندونيسية الجديدة سيتجاوز عدد القتلى 40 ألفاً. وفي الهند تم إحصاء 8500 قتيل أمس الثلاثاء، بينهم 4500 في ولاية تاميل نادو، وأربعة آلاف في جزر اندامان ونيكوبار الهندية الواقعة في خليج البنغال قرب مركز الهزة.
وتحدث الرئيس الهندي أي. بي. جاي عبد الكلام عن (كارثة وطنية). وما زال نحو 30 ألف شخص مفقودين في جزر اندامان ونيكوبار.
وفي سريلانكا وصلت الحصيلة إلى نحو 12 ألف قتيل وألفي مفقود، وأعلنت الحكومة والجيش أنه تم إحصاء 10588 جثة، بينها جثث 70 أجنبياً.
وذكر التمرُّد التاميل أنه أحصى 1372 قتيلاً في المناطق الشمالية من الجزيرة التي يسيطر عليها، وألفي مفقود.
وفي تايلاند نشرت السلطات حصيلة مؤقتة تقدَّر بنحو ألف قتيل، بينهم 790 سائحاً أجنبياً.
وقال نائب وزير الداخلية سوتام سانغبراتوم: (بحسب الأرقام الأخيرة أحصينا أكثر من 990 قتيلاً، بينهم 200 تايلاندي، والباقون أجانب). وأضاف: (لكن حسب ما رأيتُ قد ترتفع هذه الحصيلة). وسُجِّل سقوط 60 قتيلاً في ماليزيا، و56 في بورما، و52 في جزر المالديف.
والدول التي فقدت رعايا لها نتيجة المد البحري هي: بريطانيا (15)، وإيطاليا (13)، والنرويج (13)، والسويد (نحو 10)، والولايات المتحدة (8)، والفلبين (8)، وأستراليا (6)، وفرنسا (6). واعتبر مئات السياح في عداد المفقودين أو لم يتسنَّ الاتصال بهم بسبب الفوضى السائدة في بعض المناطق.وتقوم دول أجنبية بنقل آلاف السياح الذين كانوا يمضون أعياد الميلاد في جزر المالديف وسريلانكا وفوكيت أو فيفي في تايلاند التي غمرتها كميات هائلة من المياه.من جهة أخرى، قال خبراء أمريكيون في علم طبقات الأرض: إن الزلزال الذي ضرب آسيا وسبب مقتل أكثر من 25 ألف شخص حتى الآن أدى إلى اهتزاز الأرض حول محورها وتحريك جزر سومطرة بسبب شدته.وقال خبير في المعهد الجيولوجي الأمريكي كين هودنوت: إن الزلزال الذي بلغت قوته تسع درجات على مقياس ريختر المفتوح، ويقع مركزه على بعد 250 كيلو متراً جنوب شرق سومطرة، أدَّى إلى إزاحة الجزر الأصغر في المنطقة حوالي عشرين متراً. وقال هذا الخبير لوكالة فرانس برس: إن (الزلزال غيَّر الخارطة). وأضاف: (استناداً إلى نماذج زلزالية يمكننا القول: إن بعض الجزر الصغيرة في جنوب غرب سواحل سومطرة تحركت عشرين متراً باتجاه الجنوب الغربي)، موضحا أنه (انزلاق كبير).
وتابع هذا الخبير: إن الرأس الشمالي الغربي لسومطرة يمكن أن يكون قد تحرَّك باتجاه الجنوب الغربي حوالي 36 متراً.ورأى هودنوت أن الطاقة التي تحرَّرت بالتقاء الصفيحتين الذي أدى إلى الزلزال أدَّت على الأرجح إلى اهتزاز الأرض حول محورها.
وأضاف: (يمكننا كشف التحركات الطفيفة جداً للأرض، وأعتقد أنها اهتزت في مدارها عندما وقع هذه الزلزال بسبب الكمية الهائلة من الطاقة التي تحرَّرت).
من جهته قال ستويارت سيبكين الباحث في مركز المعلومات الوطني المتخصص بالزلازل في الولايات المتحدة ويتخذ من غولدن (كولورادو) مقراً له: إن الجزر قبالة سواحل سومطرة انزلقت، ولكن بشكل شاقوليا؛ ليزداد ارتفاعها عن سطح البحر.
|