كتب الدكتور محمد القنيبط قبل أيام في مجلة اليمامة عن وضع المرور، فوضح معاناة الناس مما يواجهونه يومياً من مشاكل في السير، وبيّن جوانب كثيرة هي في ذهن كل من يستخدم السيارة سائقاً، أو راكباً، وقبله كتب آخرون، بل إن هناك من طرح حلولاً، لكن الملاحظ أن الأمر يزداد سوءًا يوماً بعد يوم.
ولا شك أننا عندما نتحدث عن المرور لا نقدح في الجهة القائمة عليه بقدر ما نعمل على التعبير عن معاناتنا اليومية التي تصل إلى حد الرعب والخوف في كل مرة نضطر فيها إلى استخدام السيارة في شوارع ترتكب فيها كل المخالفات ولا نستطيع أن نحمل إدارة المرور وحدها أوزار ما نعانيه، فالشوارع نفسها لم تعد تحتمل كثرة السيارات وتنوع السائقين بثقافاتهم المختلفة والذين من بينهم من لم يركب سيارة إلا عندما جاء إلى المملكة، وكذلك الأخطاء في تصميم بعض الشوارع والمداخل التي تؤدي إليها، وقلة المواقف العامة، وإصرار كثير من الآباء على إتاحة المجال لأبنائهم الذين لا تحق لهم قيادة السيارات لصغر سنهم، وبقيادتهم تكون المخاطرة بأرواحهم وأرواح الآخرين.
ومن يراقب وضع طريق الملك فهد وحده يدرك كم هي صعوبة السير فيه في أوقات الذروة، رغم اتساعه وتعدد مساراته، ثم كيف تنطلق فيه السيارات بسرعة تتخطى السرعة المحددة عندما تقل فيه الحركة.
وبما أن هناك إجماعاً على وجود مشكلة واضحة في حركة السير فإن الأمر يتطلب سرعة اتخاذ مبادرة لحل المشكلة قبل أن تتفاقم إلى درجة لا يمكن السيطرة عليها.
والمطلوب هنا إجراء دراسات ميدانية تتبع واقع المشكلة، تكلف فيها فرق عمل من الجامعات وإدارة المرور ومن بعض الكتاب الذين كتبوا في هذا الموضوع، إضافة إلى البلديات، لتقديم دراسات علمية دقيقة يفترض بعد ذلك العمل على تنفيذ ما يرد فيها من اقتراحات وآراء تخدم هذه المسألة وتسهم في حل المشكلة أو في أقل الأحوال الجزء الأكبر منها.إنني أتمنى صادقة أن يصل صوت هذه المعاناة إلى أسماع المسؤولين، ويبادروا إلى النظر فيها بشكل جاد إذ ليس من المعقول أن تظل دائرة في حلقة مفرغة دون الالتفات إليها، وكلنا أمل أن تكون الأيام القادمة فيها ما يقدم بصيصاً من الأمل في حركة سير آمنة يتقيد فيها بالنظام، ويقمع كل مخالف بالجزاء الذي يستحقه، ولن يتم ذلك إلا بالدراسة العلمية الجادة للوضع بأكمله دون إلقاء اللوم على جهة دون أخرى ممن لهم علاقة بالموضوع.
|