حينما كنت أتصفح الجزيرة وأتقلب بين مقالاتها.. وأستمتع في قراءتي لكتابها المتميزين.. استوقفني مقال رائع للكاتب أ.د. عبدالرزاق الزهراني بعنوان (ومن يدافع عن حقوق المرأة في الغرب) فأعجبني طرح الكاتب وسمو هدفه ونبل مراده الذي يتضح لمن تابع كتاباته حول هذا الأمر الخطير.. حيث بين خطورة خروج المرأة ومزاحمتها للرجال بدعوة المساواة والحرية وحقوق المرأة.. وذكر سلبيات ذلك على المرأة نفسها وعلى الأسرة وعلى المجتمع بأسره.. وحينما استرسلت في قراءتي للمقال تعجبت ودهشت من تلك الاحصائيات التي تبين خسارة وفداحة الطريق الذي سلكته (حركات التحرير) المزعومة التي باءت بالخسارة.. وامتهان الكرامة، ومع بالغ الأسف ما زال يطنطن ببعض مبادئها.. وأولى خيوطها وشباكها بعض الكتاب على غفلة منهم أو تغافل عن نتائجها السلبية.. وإن بدت في أولى مراحلها زهرة جميلة تنشد الحياة السعيدة.. تتمايل في جو بديع جذاب.. ولكن حينما تتضح الصورة.. ويزول الضباب.. وتتجلى الحقيقة.. سرعان ما تداس هذه الزهرة، وتذبل ولا تجد من يتعاهدها ويسقيها.. لأنها غرست وبذرت في غير أرضها!! وبين أشجار ونباتات لا تناسب رقتها وجمالها.. وهذا هو حال من ينادي ويصيح بحقوق المرأة وحريتها!! على غير ما أراده الله لها.. وهو في الحقيقة يريد حرية (الوصول الى المرأة لا حريتها) وأقوى دليل لذلك هو امتهان كرامة المرأة واستغلال جمالها وأنوثتها لأغلفة المجلات ولترويج السلع والدعاية لها.. ولتقف بجوار سيارة أو (حراثة)!!.. أو لتمسك بيدها مبيداً حشرياً!! الى غير ذلك من المشاهد القائمة.. التي وصلت وتدرجت إليها المرأة المتحررة!!..
ولله در الكاتب حينما وضح في مقاله الآخر (المرأة الغربية تطالب بالعودة الى البيت) حيث تطرق للأصوات الغربية التي تطالب بعودة المرأة الى بيتها.. وأنه هو منشأ السعادة والاستقرار.. وأنشئت لذلك حركة في أمريكا اسمها (حركة نساء العالم) حينما جربن جو الحرية المزيف.. واكتشفن أن وظيفة المرأة هي (الأمومة).. التي من خلالها تخرج أجيالاً يعتمد عليها.. فهي بحق مربية الأجيال.. وصانعة الأبطال.. وهي المدرسة الأولى.. واللبنة الأساسية في بناء المجتمع.. ونحن لا نعارض المخلصين الذين ينادون باحترام حقوق المرأة الشرعية.. ودفع الظلم عنها.. واحترام كيانها وعدم امتهانها أو القسوة عليها.. ولكن مشكلتنا في انعكاس المفاهيم لدى البعض من الذين يطلون علينا بمقالات وكتابات تهمز وتلمز بعض القيم الاجتماعية النبيلة والمستوحاة في أصلها من الوحيين الجليلين.. فنقرأ لبعضهم في أسلوب ساخر عن الأماكن المخصصة للنساء وفصلهن عن مخالطة الرجال.. أو لمز حجابها والتندر به!.. فهؤلاء هم الذين يريدون منا أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون.. وأن نجرب فشلهم وخسارتهم.. غير آبهين بالأثر السلبي لهذا النفق المظلم.. فهؤلاء من نعني!!.
وأخيراً.. أكرر شكري وتقديري للكاتب.. والسلام.
عبدالعزيز بن عبدالله السعدون / بريدة
a.alsadoon@gawab.c |