حتى يترسخ (الوعي الأمني) في نفوس الطلاب

سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة المحترم
نشرت الجزيرة بعددها رقم 11753 تاريخ 20 شوال 1425هـ تقريراً على صدر الصفحة الأولى بعنوان: تنسيق بين المؤسسات التعليمية والأجهزة الأمنية. حيث أشار التقرير لتوجيه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية بضرورة التنسيق المستمر والمتواصل مع المؤسسات التعليمية لتفعيل الزيارات وإلقاء المحاضرات وعقد اللقاءات لتنمية الحس الوطني والأمني واستشعار المسؤولية. وفي الحقيقة فإن الجزيرة أحسنت باختيار الصفحة الأولى لهذا التقرير انطلاقاً من اهميته الكبيرة ولا سيما في هذه المرحلة التي نتصدى فيها جميعاً للفئات الضالة التي تحاول عبثاً تعكير أجواء الأمن والأمان في بلادنا الغالية.
ويتعاظم الدور المنوط بالقطاع التعليمي على صعيد المدارس أو المعاهد أو الجامعات في مواجهة هذه الفئات المجرمة وبما يؤدي لتكريس مفهوم التربية الأمنية التي لن تقتصر على ما يخص الاجرام الذي ترتكبه الفئات الضالة بل يمتد ليشمل ظواهر أمنية أخرى كالمخدرات وحوادث السير وبما يحقق في المحصلة تربية امنية واعية وناجعة تحصن الجيل ضد ما يتعرض له الوطن من مخاطر جسيمة تمس نتائجها الجميع.. وفي هذا الاطار يمكن الاشارة باليوم الأمني الذي تم تنفيذه في كثير من مدارسنا حيث قضى الطلاب يوما أمنيا تم فيه التعرف على مهام رجال الأمن ودورهم النبيل بالحفاظ على امن وطننا وبلادنا وذلك بأساليب تربوية متنوعة شملت المحاضرات والمسابقات والندوات والمسرحيات والفقرات الأخرى التي كرست مفهوم الأمن الفكري.
وإلى جانب هذا اليوم الأمني ثمة أنشطة وفعاليات تلتقي به من حيث الهدف المنشود كتخصيص زيارات لرجال الأمن ولقائهم في مواقع عملهم وادائهم لواجبهم في الدفاع عن الوطن وكذلك تنظيم المسابقات ودعوة الطلبة للمشاركة المكثفة فيها.
وتأكيدا للدور الهام الذي تتحمله المدارس في نشر المزيد من الوعي الأمني وإدراك أبعاد الأحداث الأخيرة التي تعرضت لها المملكة أشير لمبادرة مكتب الاشراف التربوي (بنات) بمحافظة عفيف والمتمثلة بالمسابقة الثقافية الكبرى (إلا السعودية) التي خصصت لطالبات الصفوف المبكرة وشملت أسئلتها مواضيع تتضمن تنمية روح الولاء للوطن وتنمية حب الوطنية في نفوس التلميذات ومساعدة التلميذات على اتخاذ موقف سليم تجاه الارهاب والارهابيين وتفعيل دور الأسرة في مواجهة الأحداث وتعاون الأسرة مع المدرسة في تصحيح بعض المفاهيم اضافة إلى محافظة التلميذة على ممتلكات الوطن وتزويدها ببعض المعلومات واثارة روح التنافس الشريف بين المشاركات. كل هذه الأنشطة ومثيلاتها تحتاج للتشجيع والرعاية وأن تتواصل باستمرار ولا تكون ظرفية مؤقتة بل يتطلب أن تكون دائمة حتى يترسخ الوعي الأمني في نفوس الطلبة وأسرهم وبالتالي حتى لا ننسى أبداً الجرائم الفظيعة التي ارتكبها افراد الفئة الضالة بحق الوطن.