تم إلقاء هذه الخاطرة في الحفل الختامي للمتفوقات الذي أقيم يوم الأحد الماضي في مركز الملك فهد الثقافي بتشريف صاحبة السمو الأميرة حصة الشعلان وحضور الأستاذة زهوة الذويب والأستاذة موضي العذل ومديرات مكاتب الإشراف ورئيسات الشعب. وكانت هذه المشاركة هدية مني للأمهات والطالبات...
الأولى لقب لازمني منذ السنوات الأولى..
الاولى.. لقب داعب أحلامي..
لا أرضى عنه نزولا..
الأولى.. لقب علمني أن أصبح عن نفسي مسؤولا..
أنا يا أمي وردة.. لكني لا أخشى مثل الورد ذبولا..
لا يشغلك شكلي..
وإن رأيتِ فيّ نحولا..
لا يحزنك أني معك.. لكني معزولا..
لا يؤلمك أني.. عنك.. طيلة سنواتي مشغولا..
عذراً حبيبة قلبي..
فلقد بدوت في بعض الأوقات ملولا..
عذراً.. لم أشكرك.. شكراً مأمولا..
أمي.. لن أنساك..
وقت امتحاناتي.. كنا أنا وأنت نعد ونحسب..
واليوم جمعنا المحصولا..
أمي.. أتذكرين الليل؟
سهرنا فيه معاً.. نمت أنا وقلبك بات مشغولا..
أتذكرين وقت عودتي من مدرستي..
قولي يا أمي: ثلاثون درجة..
فيطير قلبك فرحاً وحبورا..
أمي..
ها أنا اليوم أركض لحضنك عجولا..
أريد أن أقبل رأساً..
طالما فكر فيّ سنيناً وفصولا..
أمي.. هاتِ يدك أقبلها..
والتي طالما رفعتها لأجلي.. ودعوت.. وناجيت..
رباً ليس ملولا..
حينما صرت اليوم الأولى..
هل تذكرين ذكريات.. أراها تهطل الآن هطولا..
هل تذكرين شهور حملك الأولى..
شكلي في المهد.. حركاتي الأولى.. صرخاتي الأولى..
ضحكاتي الأولى.. خطواتي الأولى..
أولى.. أولى.. أولى...
كل شيء يذكرني اليوم بلقبي..
حتى غدا اسماً يلحق باسم عائلتي..
حتى ظننت أني أعود إليه أصولا..
أمي.. أهديك شهادتي هذه..
مثلما أهديتني شهادة ميلادي الأولى..
أمي.. أعود فأشكرك.. يا من كنت جندياً مجهولا..
ولئن كنت على مستوى الطالبات الأولى..
فعلى مستوى الأمهات.. أنت الأولى..
|