عندما تكتئب تتوقف عن العمل، أو عندما تعمل تتوقف عن الاكتئاب.. أيهما يطرد الآخر؟ ولماذا نقول إن العمل عبادة ونستعيذ من الكسل؟ مع أن الإنسان تواق دائماً إلى الراحة البدنية، ويعتقد أنه يجد السعادة فيها، ويضع لنفسه جدولاً للراحة والإجازات المتكررة بسبب أو بدون سبب فيتحجج بمرضه أو مرض أحد أفراد أُسرته ليقدِّم الأعذار لمسؤوليه في العمل ليقضي اليوم بكامله في سريره.. هنا سؤال يطرح نفسه هل هذا اليوم يُعد يوماً سعيداً؟ يقضيه بمتعة أم يوماً كسولاً مظلماً مسدلة فيه الستائر بارداً من تأثير المكيف مليئاً بالكسل والملل والاكتئاب.. أيهما أفضل؟ هذا اليوم أم عندما تستيقظ مع أولى إطلالات النهار فتذهب إلى مقر عملك لمنفعة نفسك والآخرين، وتساهم في بناء بلادك، وتمنح نفسك الثقة والاحترام والأجر الحلال، وتعود إلى منزلك فتكافئ، بدنك المتعب بالطعام والراحة، وأنت مشتاق إلى أفراد أسرتك بعد هذا اليوم الطويل المنتج ألا يُعد هذا اليوم يوماً سعيداً؟ ألا نطرد الاكتئاب بالعمل والبعد عن الفراغ! وهل الفراغ يُعد نعمة أم نقمة؟
|