* الرياض - عبد الله العمّاري - بسام أحمد:
أوضح الدكتور عبدالله بن محمد العمري المشرف على مركز الدراسات الزلزالية بجامعة الملك سعود في تصريح ل(الجزيرة) أن الزلزال الأخير الذي ضرب منطقة جنوب آسيا يوم الأحد يعد أعنف زلزال بعد زلزال آلاسكا الذي وقع عام 1964م، وخامس أعنف زلزال حدث منذ ما يزيد على 100 سنة، حيث بلغت قوته على مقياس ريختر المفتوح 9.8 درجة، مبني على العزم الزلزالي (MW).
وقال الدكتور العمري إن الزلزال وقع على عمق 10 كلم تقريباً في المحيط الهندي على بعد 25 كلم غرب جزيرة سومطرة عند خط عرض 3.3 درجة شمالاً وخط طول 95.7 درجة شرقاً، وشملت المناطق المتضررة من المد البحري الهائل الذي نجم عن الزلزال الجزر الإندونيسية، تايلاند، ماليزيا، بنجلاديش، سيرلانكا، جزر المالديف، مانيمار، وسنغافورة، حيث إن هذه المناطق تقع على الصفيحتين الهندية والبورمية، مشيراً إلى أن آثاره امتدت إلى مناطق تبعد تسعمائة كيلومتر عن مركز الزلزال.
وأضاف الدكتور عبدالله العمري أن هذا الزلزال من نوع السونامي وهي كلمة يابانية تعني الموجات المدية، حيث نجم من الإزاحة المفاجئة للصدوع الكبيرة تحت قاع المحيطات، وفي مثل هذه الحالة فإن تحرك المياه يكون إلى أعلى مولداً موجات بحرية على سطح المحيط تتحرك باتجاه السواحل وتزداد حين ترتطم بالسواحل ويصل ارتفاعها إلى عشرة أمتار أحياناً محدثة آثاراً مدمرة، وقد تزيد المسافة ما بين قمم الموجات السونامية عن 100 كيلو، وفي حالات أخرى تتولد الموجات السونامية من الانفجارات البركانية الضخمة، كما حدث في بركان كاركاتوا في إندونيسيا عام 1883م، حيث اختفت الجزيرة بالكامل.
وأشار العمري إلى أنه تم تسجيل الزلزال في المحطة الدولية في منطقة الرين بجانب القويعية التابعة لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، كما سجلت المحطة التوابع الزلزالية على امتداد حدود الصفيحة الواقعة بين شمال سومطرة حتى جزيرة أندمان بدرجات زلزالية أقل من الأسبق.
وأضاف أنه لا خوف على الجزيرة العربية من توابع الزلزال الأخير بسبب أن هذا النوع يحصل في المحيطات المفتوحة ومن النادر حدوث مثل ذلك في البحر الأحمر، أو الخليج العربي.
من جهته طمأن مساعد رئيس الهيئة السعودية للمساحة الجيولوجية الدكتور ماهر إدريس أهالي المناطق الشرقية من المملكة من عدم وجود أي خطر من الزلزال الذي حدث مؤخراً في شرق آسيا.
وقلل الدكتور إدريس في تصريحه ل(الجزيرة) من تأثير هذا الزلزال، مبيناً في الوقت ذاته أن ما تعرضت له سلطنة عمان من أمواج ارتدادية يرجع سببه إلى وقوعها على بحر مفتوح هو بحر العرب، وهو الشيء الذي يسمح للأمواج العاتية بالوصول إليها، بينما وقوع المملكة داخل منطقة الخليج يجعل وصول هذه الأمواج مستحيلاً.
وأرجع الدكتور إدريس حدوث أمواج مدمرة بهذا الشكل إلى تحرك القشرة الأرضية في البحر، وبالتالي تشكل الأمواج التي ترتفع من 20 إلى 60 متراً والتي تدمر كل ما يقف في طريقها.. وهي لا تحدث سوى في البحار المفتوحة والمحيطات.
ونفى الدكتور ماهر إدريس أن يكون لزلزال شرق آسيا أي تأثير على المملكة أو الدول المجاورة لها، مؤكداً في الوقت نفسه أن تأثير الزلازل محلي رغم شدة تأثيره، وهو لا ينتقل من دولة لأخرى.. وما حدث في شرق آسيا إن الأمواج هي التي جعلت تأثيره يمتد لعدة دول، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه لم يشاهد طيلة حياته زلزالاً مدمراً بهذا الشكل.
وعن وقوع المملكة في منطقة زلزالية قال: الدكتور ماهر إدريس إن مسببات الزلازل هي حواف القارات، وهي ما تسمى بالأحزمة النارية والحقول البركانية، وارتفاع البحر.. والمملكة معرضة لخطر نوعين.. الأول من هذه الأنواع: هو من ارتفاع البحر بسبب مواد منصهرة تخرج من باطن الأرض إلى قعر البحر الأحمر، وهي مواد شبيهة بالبراكين، حيث تشكل ضغطاً على صفيحة الجزيرة العربية، ومع التراكم تسبب الزلزال.. والنوع الثاني: البراكين، حيث يوجد في المملكة حوالي 82 ألف متر مربع من الحقول البركانية التي يسبب نشاطها الباطن نوعاً من الهزات.
كما أنه في جنوب غرب المملكة وعند التقاء البحر الأحمر ببحر العرب هناك ما يسمى (تريبل جاكشن) وهي مواد مندفعة من باطن الأرض تشقها وتتشكل على هيئة ثلاثة أفرع، الأول شكل البحر الأحمر، والثاني بحر العرب، أما الثالث فلم ينشق بعد، وهذا الأمر يتسبب في عدة هزات في الجنوب وفي اليمن، وإن الخطر الأكبر في اليمن الشقيق.. وحصر الدكتور ماهر إدريس المواقع الزلزالية في المملكة بالشمال الغربي والجنوب الغربي.
وأبان الدكتور ماهر إدريس في تصريحه ل(الجزيرة) أن الهيئة وعلى مدار الساعة تعمل على رصد وتحليل البيانات وذلك من خلال مراصدها في المنطقة الغربية، حيث يتم رصد مئات الهزات عالمياً يومياً من صفر إلى ثلاثة ونصف درجة، وعند كثرة مثل هذه الهزات يتنبأ بوقوع هزة كبيرة رغم أن التنبؤ بهذا الأمر شبه مستحيل.
مختتماً تصريحه ل(الجزيرة) بأن الهيئة تنسق مع كافة الجهات في المملكة ومنها الدفاع المدني والبلديات، ولها عدة جهود في ذلك.
|