*** أعلم أننَّي تأخَّرتُ كثيراً...
لكنني أصبحتُ أكثر قدرة على الرؤية...!
*** القافلة التي رحلتْ...
ليست بكلِّ التأكيد الوحيدة التي كانت تنتظر...
** مستويات الحكم في كلِّ المواقف، ترتبط بتراكمات المعرفة...
هذا لكم، أمَّا ما هو لي.. فأقول :
*** كتبت أمامة... ع تقول: (... كنت الابنة الوسطى في ترتيب أسرتي، وقد درست، وعرفت بأنَّ (الابن) الأوسط هو من يقع في الفخِّ... فلا هو الأول المُحْتَفَى به، ولا هو الأخير المُهْتَمُّ به, ومع ذلك حرصت كما هي تحديات وضعي التي تضعني في محكِّ التَّراهن على أن أكون المتفوقة على الجميع، وبالفعل نجحتُ في دراستي، وفي شخصيتي، وفي أموري، فكُنتُ المعتَمِدة على نفسي، الواثقة ممَّا أقول، فبدأ الشِّقاق بيني وبين إخوتي يأخذ شكلاً (عُدوانياً)، لم يكد الوالدان يقفان عليه إلاَّ وعَمِلا على إقصائي عن البيت، وذلك بِزجِّي في بيت الزوجية قبل أن أُتِمَّ التاسعة عشرة من عمري، حيث رجل يكبرني بعشرة أعوام لم تكن حاجزاً دون سعادتي، لكن وضعه كان يختلف عني فهو الابن الأول المدلَّل في أسرته، ومن حيث تركتُ قسوة إخوتي بدأتُ أواجه تسلُّط زوجي، فقدتُ قدرتي على الإحساس بنجاحي، وتفوُّقِي، وأصبحت رهينة (أمَّه) متى تشاءُ أنام، ومتى تأمر أستيقظ، وكيف تشاء أتكلم، وحين تشاء أصمت، حتى زيارة أهلي هي مَنْ يقرِّر موعِدَها ومدَّتَها... لا أدري ماذا أفعل، وكيف أتصرف؟!، أعلم أنَّكِ لست أخصائية نفسية، أو اجتماعية، لكنَّكِ صاحبة قلم.. أرجوكِ انشري مأساتي؛ ليعتبر الآباء فلا يظلموا أبناءهم لأبنائهم وشكراً...
*** ويا أمامة.. صورة مكرَّرة لعشرات الشَّاكيات، بل الشَّاكين أيضاً، يقع الآباء والأمهات في شِراك التربية، ومن حيث لا يعلمون يميلون كلَّ الميل ويذرون أبناء لهم بلا قاعدة، وفي ذلك ظُلم إن كانوا يدركون، وإن لم يكونوا... فالجهل مصيبة المصائب !! سواء في أنموذجكِ، أو أنموذج زوجكِ. فهناك كثيرات من الأمهات يعِشْنَ مع أولادهن عمرهن للمرة الثانية، ويمارسن أدوارهن ذاتَها التي مارسنها في حياتهن الخاصة، وينسين أنَّ زوجة الابن هي في مكانة الابنة، ولو سألتْ كلُّ امرأة نفسها: هل ترضى لابنتها ما تفعله هي مع زوج ابنها؟ لجاءها الجواب بالنفي!! فكيف تفعل ما لا ترضاه؟!
نحن- يا أمامة - مجتمع يقوم في تنشئته على ثقافة قيمية سالبة تحتاج إلى إذابة داخل بوتقة من تركيبة من عناصر وعي، وتربية، وتوجيه، وقيم جديدة إيجابية.. حتى ذلك.. نتطلع إلى جيل قادم أكثر وعياً وأقلّ نتائج سالبة. أمَّا أنتِ.. فاعملي بذكائك وقدراتك ومهاراتك على تكوين بيئتك الخاصة.. مارسي فيها كلَّ نشاط يعود عليك بالرضاء عن نتائجه. فرُبَّ نجاحٍ يخرج منها يحقِّقُ لك الاستقرار والسعادة. ثمَّ لا تنْسَي أنَّ الله تعالى لن يخذلك مادمتِ تتجهين إليه كي يلهمكِ ما يفيدُكِ.
عنوان المراسلة: الرياض 11683 ص.ب 93855 |