* الرياض - محمد العيدروس:
حصل مركز الملك عبد العزيز التاريخي في العاصمة الرياض على جائزة الملك عبد الله الثاني بن الحسين للإبداع الخاصة في حفل المدينة العربية وقضاياها ومشروعاتها العمرانية لهذا العام 2004م بعد منافسة حامية من قبل العديد من العواصم العربية ويضاف هذا الإنجاز إلى جملة من الجوائز العالمية التي حصدتها العاصمة الرياض في مجالات عديدة وسيقوم المهندس عبداللطيف بن عبدالملك آل الشيخ عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض ورئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة باستلام الجائزة وإلقاء كلمة الفائزين بالجائزة في حقولها الثلاثة، وذلك في حفل يُقام بهذه المناسبة تحت رعاية جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية.
وتشمل الجائزة ثلاثة حقول هي: المدينة العربية وقضاياها ومشروعاتها العمرانية وبحوثها، والآداب والفنون، والعلوم.
وكانت قد تقدمت للجائزة 182 مشاركة بحقولها الثلاثة جميعها مستوفية لشروط الجائزة من الأردن، والمملكة العربية السعودية، وفلسطين، وسوريا، واليمن وتونس، والبحرين، ولبنان، وليبيا، والإمارات، والكويت، والجزائر.
وقد أعلن عن هذه الجائزة عام 2002م بمناسبة إعلان عمان عاصمة للثقافة العربية، وتمنح مرة كل عامين للمؤسسات في الجوانب العلمية والإبداعية. وجاءت لتحقيق مجموعة من الأهداف، من أبرزها تمييز الأعمال المهمة سواء في مجال المشروعات المتعلقة بالمدينة العربية أو الآداب والفنون أو العلوم. والتعريف بالمشاريع المتميزة في المدن العربية في مختلف الحقول.
ويضم مركز الملك عبد العزيز التاريخي، الذي قامت بإنشائه الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض في عام 1419هـ. بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس المملكة، مجموعة من العناصر الرئيسية كقصر المربع والمتحف الوطني ودارة الملك عبد العزيز وفرع مكتبة الملك عبد العزيز العامة وقاعة الملك عبد العزيز للمحاضرات، إضافة إلى مقر لوكالة الآثار والمتاحف ومجموعة من المباني الطينية التي جرى ترميمها باستخدام مواد البناء الأصلية وطرق البناء القديمة، وقد صممت مباني هذه العناصر وجهزت بأسلوب عصري حديث ييسر للزائرين تحصيل الفوائد العلمية والثقافية بطريقة شائقة وممتعة، كما يحتوي المركز على متنزه عام يشتمل على عدد من الحدائق منها سبع حدائق تتراوح مساحتها بين 20 و30 ألف متر مربع، ويتميز تصميم هذه الحدائق باختلاف طبوغرافيتها، حيث تبدو وكأنها سلسلة من الوديان والتلال الصغيرة فتزداد بذلك المساحة المستغلة.
ويمثل مركز الملك عبد العزيز التاريخي أحد المشاريع الكبرى التي تبرز الهوية العمرانية والمعمارية لمدينة الرياض، والتي بدأت تتبلور تدريجياً بفضل تطوير أنظمة البناء. ويقدم المركز مثالاً حياً لمنهج الهيئة الذي يتجلى في تصميم كل عنصر من عناصر المركز المختلفة على نحو يتفق مع وضع ذلك العنصر وطبيعته.
وقد روعي في تصميم المتحف الوطني الكفاءة الوظيفية، وجمال المبنى مع الحرص على إظهار انتمائه إلى الوقع من خلال نسب الفراغات، والفناءات الداخلية، والمواد المستخدمة في إنشائه.
كما قامت الهيئة بالمحافظة على المباني التراثية في المركز وفق المنهج المتعارف عليه عالمياً، فأعيد ترميم قصر المربع وتأثيثه ليمثل الحقبة التي واكبت المراحل الأخيرة من حياة الملك عبدالعزيز، كما رممت أجزاء من السور الطيني القديم، وأحد أبراج المجمع، وبئر قديمة وسط الموقع، باستخدام الوسائل التقليدية والمواد المحلية المستخدمة أساساً في تشييد هذه المنشآت، كذلك اختيرت مجموعة من المباني الطينية لترميمها بأسلوب يمكن من استخدامها لأغراض معاصرة مع محافظتها على سماتها الأساسية.
ويمثل مبنى دارة الملك عبد العزيز أسلوباً آخر في منهج الهيئة في المحافظة على الهوية المعمارية للمنطقة، حيث جرى إعادة بنائه مع المحافظة على الشكل العام والسمات المعمارية للقصر القديم، وإعادة استخدام بعض المواد في الأرضيات الواجهات.
كما تم التعامل مع جامع الملك عبد العزيز بأسلوب يبقى سمات المبنى القائم ويضفي عليه لمسات تربطه بالمنشآت الأخرى في المركز من خلال الحوائط التي أضافت مجموعة من الخدمات الجديدة إليه وساهمت في ربطه مع سائر عناصر المركز المجاورة.
ويولي تصميم المركز اهتماماً كبيراً بالحفاظ على البيئة، إذ إن مساحاته الخضراء بما فيها من أصناف النباتات والأشجار المتنوعة تساهم في الحد من التلوث، وفي تنقية الهواء، وتلطيف درجات الحرارة، لتستفيد من ذلك المناطق المحيطة بالمركز. كما روعي في تصميم المركز المرونة، حيث يتسم المركز في حد ذاته بمرونة كافية فالتجهيزات الخدمية والبنية التحتية مؤهلة لاستيعاب عدد أكبر من المنشآت والمرافقة الثقافية.
|