* الظهران - حسين بالحارث: * تصوير- محمد درويش
رعى صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني أمس (الاثنين) حفل افتتاح عدد من المشروعات التنموية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران تمثل المرحلة الأولى لتطوير المدينة الجامعية، وشملت مشروع مبنى كلية علم وهندسة الحاسب الآلي، ومشروع المرحلة الأولى لسكن الطلاب، ومشروع توسعة سكن أعضاء هيئة التدريس، ومشروع المحطة الرئيسة للكهرباء، ومشروع تغذية المدينة الجامعية بالمياه العذبة، بالإضافة إلى مشاريع للمرافق الرياضية وتطوير شبكة الطرق.
كما افتتح سموه كلية المجتمع بالدمام التابعة لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، كما افتتح الوحدة التجريبية للتكسير الحفزي للبترول الذي يعتبر نموذجاً حياً للتعاون البحثي بين الجامعة وأرامكو السعودية ومعهد البترول الياباني.
وقد بدأ الحفل بآيات من الذكر الحكيم، ثم ألقى معالي مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور خالد بن صالح السلطان كلمة جاء فيها: إن الجامعة استثمرت الزيادة الكبيرة المخصصة في ميزانيتها للمشاريع في إنشاء عدد من المشاريع الحيوية التي تواكب تطورها الكمي والنوعي وتسهم في تحسين الأداء، وستَشْرُف الجامعة هذا المساء بتفضل صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمين بوضع حجر الأساس للمرحلة الأولى لتطوير المدينة الجامعية الذي يشمل مشاريع مبنى كلية علوم وهندسة الحاسب الآلي، والمرحلة الأولى لسكن الطلاب، وتوسعة سكن أعضاء هيئة التدريس، والمحطة الرئيسة للكهرباء، وتغذية المدينة الجامعية بالمياه العذبة، إضافة إلى مشاريع المرافق الرياضية والطرق، كما تَشْرُف الجامعة بافتتاح سموه الكريم لكلية المجتمع بالدمام، وافتتاح الوحدة التجريبية للتكسير الحفزي للبترول الذي يعد نموذجاً حياً للتعاون البحثي بين الجامعة، وارامكو السعودية، ومعهد البترول الياباني، ويمثل بحق توجه الجامعة الجاد لخدمة البحث في قطاع الغاز والبترول بخاصة، والقطاعات الاقتصادية عامة، إضافة إلى تكريم الجهات الداعمة لبرنامج الكراسي العلمية الذي يمثل نموذجاً واضحاً لدعم القطاع الخاص لمناشط الجامعة الأكاديمية.
وأكد أن منسوبي هذه الجامعة - أساتذة وإداريين وطلاباً - يقفون صفاً واحداً خلف قيادتهم الرشيدة ضد هذه القلة الضالعة في الوهم المستغلة للدين الحنيف من أصحاب السلوك المعوج، الذي يرفضه الضمير الحي وتعافه الفطرة السليمة... هؤلاء الذين لا يعرفون جوهر الأرض الطيبة، ومعدن الشعب النبيل، الذي يمثل نسيجاً اجتماعياً متماسكاً، تحفظه مبادئ الشريعة الغراء وتزيده التفافاً حول ثوابته وقيادته ومكتسباته.
وفي الختام أكرر الشكر والامتنان لكم يا صاحب السمو على تفضلكم برعاية حفلنا هذا، وعلى دعمكم اللا محدود للجامعة ومنسوبيها، وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يحفظ لبلدنا الكريم أمنها وأمانها وعزها، في ظل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني، وأن يوفق حكومتنا الرشيدة في دفع عجلة التنمية والازدهار في بلدنا المعطاء.
إثر ذلك ألقى الطالب البراء بن محمد العوهلي نيابة عن زملائه كلمة بهذه المناسبة قال فيها: إننا نحن طلاب جامعة الملك فهد للبترول والمعادن لنعلم حجم المسؤولية الملقاة على عواتقنا تجاه المشاركة في هذه النهضة المباركة التي يشهدها وطننا العظيم، وندرك أن وراءنا سجلاً من الإنجازات والبطولات والعمل الشاق ينتظر مساهماتنا، وأن أمامنا تحديات ومتغيرات ونحن - بعون الله - مستعدون للتعامل معها والتغلب عليها، متمسكين بآداب الإسلام العظيمة، وقيمه الرفيعة، ومقتدين بآبائنا وأجدادنا الذين أقاموا حضارة عظيمة رفعت راية الحق، وأعلت صروح الخير ونشرت العدل في أصقاع الأرض.
كما أننا ندرك ما يُكاد لنا ولبلادنا الخيرة وما يحاول أن يُوهم به شباب هذه البلاد، ولكننا (ولله الحمد) نتمتع بفكر معتدل، وبنضج ووعي وإدراك كبير للأحداث الجارية حولنا، وبحول الله سنكون خير من يمثل هذا الدين وخير من يخدم وطنه في ظل قيادة حكيمة ورشيدة حفظها الله ورعاها.
وفي الختام نسأل الله أن يديم على وطننا نعمة الأمن والأمان، وأن يحمي الوطن من كل سوء ويحفظ حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني، يحفظهم الله جميعاً.
عقب ذلك شاهد سمو ولي العهد عرضا لعدد من المشاريع التطويرية كما تفضل سموه بإزاحة الستار التذكارية بهذه المناسبة.
وتشمل قائمة المشاريع التي يتفضل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز - ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني - بتدشينها خلال زيارة سموه جامعة الملك فهد للبترول والمعادن المشاريع التالية: المرحلة الأولى لتطوير المدينة الجامعية، وتشمل المشاريع التالية:
مشروع إنشاء مبنى كلية علوم وهندسة الحاسب الآلي، مشروع المرحلة الأولى من سكن الطلاب، مشروع توسعة سكن أعضاء هيئة التدريس، مشروع المحطة الكهربائية المحورية الجديدة، مشروع تغذية الجامعة بالمياه العذبة، ومشاريع تطويرية أخرى مثل مشروع تطوير المرافق الرياضية، ومشروع تطوير شبكة الطرق.
كما يفتتح سموه مشروع كلية المجتمع بالدمام والوحدة التجريبية لتكرير البترول الثقيل التابع للجامعة في رأس تنورة.
وتهدف هذه المشاريع إلى توفير بيئة مثالية ومحفزة على التعلم، وتيسير سبل التحصيل العلمي الجيد، وتحسين الأداء الجامعي، ومواكبة التطور الكمي والنوعي الذي تشهده الجامعة على مختلف المستويات.
المرحلة الأولى لتطوير
المدينة الجامعية
مشروع إنشاء مبنى كلية علوم وهندسة الحاسب الآلي
أوجدت زيادة الطلب على خريجي الجامعة من تخصصات الحاسب الآلي حاجة ملحة لتوسعة المباني الأكاديمية وزيادة المرافق العلمية بهدف استيعاب الأعداد الكبيرة من الطلاب الراغبين في الالتحاق بهذه التخصصات.
وفي هذا الإطار تنفذ الجامعة مشروعاً لإنشاء مبنى متكامل لاستيعاب أقسام كلية علوم وهندسة الحاسب الآلي. ويضم المبنى فصولاً دراسية ذكية تتوافر فيها جميع تقنيات التعليم الإلكتروني، ومعامل فنية متخصصة ومجهزة بأحدث تقنيات الحاسب الآلي ونظم المعلومات.. كما يضم المبنى قاعات متعددة للمحاضرات والندوات ومكاتب متعددة لأعضاء هيئة التدريس من أساتذة ومحاضرين ومعيدين وفنيي المعامل، بالإضافة إلى جميع المرافق الهندسية المساندة. وقد تم اعتماد تكلفة إجمالية لهذا المشروع بلغت خمسين مليون ريال.
مشروع المرحلة الأولى من سكن الطلاب الجدد
ويركز هذا المشروع على توفير بيئة سكنية مريحة للطلاب تلبي الحاجة الأساسية من السكن الجامعي، وتوفر المناخ الملائم للتحصيل العلمي.
ويضم هذا المشروع بناء تسعة مبانٍ سكنية ومركزين اجتماعيين ومسجد ضمن المرحلة الأولى من المخطط الشامل لسكن الطلاب، الذي تنفذه الجامعة على مراحل بدأت المرحلة الأولى هذا العام بتكلفة إجمالية بلغت اثنين وستين مليون ريال (62.000.000)، وهي تنفذ من حساب صندوق الطلاب.
وقد تضمن هذا المشروع إعادة تخطيط منطقة سكن الطلاب بحيث تتم الاستفادة من جميع الفراغات المتوافرة، وتضمن إنشاء المرافق التالية:
المباني السكنية: وتشمل هذه المرحلة إنشاء تسعة مبانٍ سكنية تستوعب 1500 طالب. وتشتمل هذه المباني على حجرات للطلاب وصالات للمذاكرة ودورات المياه، وستجهز هذه المباني بالاثاث المناسب للطالب الجامعي.
المراكز الاجتماعية: وتهدف إلى تقوية الروابط الاجتماعية بين الطلاب. وتشمل هذه المرحلة إنشاء مركزين يخدم كل مركز عدداً من البنايات السكنية، وتتوافر فيه صالة للألعاب وصالة للقراءة والتلفزيون وصالة للحاسب الآلي ومغسلة للملابس ومقصف.
كما ضمت هذه المرحلة مسجداً يتسع لـ500 مصلٍ، بالإضافة إلى مكاتب للتوجيه الطلابي.. وشملت هذه المرحلة أيضا إنشاء عدد من ملاعب كرة القدم السداسية، بالإضافة إلى ملاعب لكرة الطائرة والسلة.
مشروع توسعة سكن أعضاء هيئة التدريس
وقد برزت الحاجة لهذا المشروع بسبب زيادة أعداد أعضاء هيئة التدريس بالجامعة لمواكبة تطور وتنوع البرامج الأكاديمية وزيادة أعداد الطلاب المقبولين سنوياً، مما استلزم بناء مساكن جديدة لأعضاء هيئة التدريس في الحي السكني بالجامعة.. لذلك تنفذ الجامعة مشروعاً لبناء ثمانية مبانٍ تضم 144 وحدة سكنية لإسكان الأساتذة. وتتكون كل وحدة من حجرة نوم وحجرة معيشة وركن لإعداد الطعام، بالإضافة للخدمات الضرورية للمسكن المريح. ويُنفذ هذا المشروع على مرحلتين بتكلفة إجمالية مقدارها خمسة عشر مليون ريال.
مشروع المحطة الكهربائية المحورية الجديدة
نظراً لكون المحطة الكهربائية المحورية الحالية قد استنفدت كامل طاقتها في تغذية المنشآت الجامعية القائمة، وبسبب الزيادة المطردة لحجم الجامعة والتوسعات المتوقعة في المنشآت التعليمية والخدمية التي تخطط الجامعة لإنشائها لمواكبة التوسع في قبول الطلاب، فقد كان من الضروري إنشاء محطة كهربائية محورية أخرى حتى تتمكن الجامعة من الحصول على الطاقة الكهربائية اللازمة لكافة المباني والمنشآت الجديدة والمستقبلية.
وبالتالي يجري الآن إنشاء محطة محورية بسعة 80 ميجاوات يمكن زيادتها إلى 120 ميجاوات، والمتوقع الانتهاء منها خلال 24 شهراً، كما تم الانتهاء من خطوط وكوابل الضغط العالي جهد 69 كيلوفولت من محطة الخبر المركزية إلى موقع المحطة المحورية داخل الجامعة، وبلغت تكلفة هذا المشروع خمسة وثلاثين مليون ريال.
مشروع تغذية الجامعة
بالمياه العذبة
تنفذ الجامعة - بفضل من الله ثم بدعم من الدولة يحفظها الله - مشروعاً لتغذية المدينة الجامعية بالمياه العذبة، ويشتمل هذا المشروع على مد أنبوب لتوصيل المياه من شبكة الإدارة العامة للمياه بالمنطقة الشرقية إلى الجامعة، وكذلك بناء خزانين لتخزين المياه، بالإضافة إلى تنفيذ مشروع لفصل شبكة الري عن شبكة المياه العذبة ترشيداً في استخدام هذه الثروة الوطنية. تبلغ تكلفة هذه المشاريع ستة عشر مليون ريال وسيُنفذ بمشيئة الله على مرحلتين. وترجع أهمية المشروع إلى أن الجامعة عانت منذ تأسيسها من ندرة المياه العذبة، وكانت تعتمد على قدراتها المتواضعة في تحلية كمية قليلة من المياه لم تكن كافية للاستخدام في الأغراض المنزلية.. ولذلك كان جُلّ استخدامات المياه يعتمد على المياه المستخرجة من الآبار ذات الملوحة الشديدة، والتي لم تكن ملائمة للاستخدام المنزلي، والمؤثرة سلباً على شبكات المياه والأجهزة والأدوات المستخدمة فيها مما رفع من تكلفة صيانتها بشكل كبير.
كلمة الأمير عبد الله
عقب ذلك ألقى سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الكلمة التالية:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل في حكم كتابه: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها الاخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسرني أن أكون في هذا الصرح الشامخ من صروح المعرفة بين أساتذة كرام يفتحون آفاق العلم أمام العقول الشابة وينتمون إلى مهنة التعليم النبيلة الكريمة، وأبناء أعزاء يقدرون الفرصة التي أتاحها لهم وطنهم بالانتساب إلى جامعة من افضل جامعات المنطقة، وذلك بالتحصيل والمعرفة، وبالمشاركة في صنع المستقبل المشرق- بإذن الله- بعد تخرجهم.
أيها الأبناء الأعزاء
إنكم تنتمون إلى حضارة إسلامية عربية مجيدة قادت مسيرة العالم كله عبر قرون عديدة من الزمان، وهي حضارة منفتحة معتدلة جمعت بين الإيمان والعلم، ولقنت الدنيا دروساً في التسامح، والبعد عن الغلو ونبذ التطرف، ولا شك عندي أنكم - بإذن الله- ستواصلون هذه المسيرة العظيمة مسلحين بالإيمان بالله أولاً ثم بالعلم والوطنية والإخلاص.
أيها الأبناء الأعزاء
إننا نؤمن بالشريعة الإسلامية دستوراً، وبالوسطية منهجاً، وبالاعتدال طريقاً، ونبحث عن الأنفع والأحسن في كل شؤوننا، إن ما يصنعه البشر يمكن أن يغيره البشر، وما أنزله الله يبقى حتى قيام الساعة، إن كل شيء لدينا يقبل الأخذ والرد سوى العقيدة، وكل شيء يقبل المناقشة سوى الوطن ووحدته وعزته وأمنه، وفي ظل العقيدة وتحت راية الوطن سوف نسير إلى الأمام، دون أن نلقي بالاً للمتطرفين المجرمين، ولا للخونة العملاء، هدفنا رضا الله تعالى، وغايتنا خدمة شعبنا الكريم، واثقين بالله { وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ } .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
ثم كرَّم سموه الجهات الداعمة لبرامج الكراسي العلمية وهي: شركة أرامكو السعودية وتدعم ثلاثة كراسي علمية في مجالات تكرير البترول والكيماويات واقتصاديات الطاقة وهندسة إنتاج البترول والآبار الأفقية، الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) لدعمها الكرسي العلمي عن التحكم بالتلوث في الصناعات الكيميائية، شركة عبدالله بقشان لدعمها الكرسي العلمي في مجال الاتصالات الكهربائية، الشركة السعودية للكهرباء لدعمها الكرسي العلمي في مجال القوى الكهربائية، البنك السعودي البريطاني لدعمه الكرسي العلمي في مجال العلوم المالية، ومجموعة آل سعيدان للعقارات وتدعم كرسي آل سعيدان لتطوير السكن الميسر.
كما قدم معالي مدير جامعة الملك فهد درعاً تذكاريةً لسمو ولي العهد ليغادر سموه بمثل ما استُقبل به من حفاوةٍ وتكريم.
|