* جنيف - (رويترز):
حذَّرت الأمم المتحدة أمس الاثنين من تفشي أوبئة خلال أيام ما لم تستطع الأجهزة الصحية في جنوب وجنوب شرق آسيا تدبر الأمر بعد مقتل الآلاف وتشريد عشرات الآلاف من جراء الموجات البحرية العاتية التي نجمت عن الزلزال الذي بلغت شدته 9 بمقياس ريختر الذي هز المنطقة أمس الأول.
وأرسلت وكالات الإغاثة من شتّى أنحاء العالم موظفين ومعدات وأموال لجنوب آسيا بعد اجتياح الأمواج العاتية التي أثارها الزلزال الضخم الذي وقع تحت سطح الماء المناطق الساحلية في ست دول على الأقل.
وقال يان ايجيلاند منسق شؤون الإغاثة في الأمم المتحدة لشبكة تلفزيون (سي إن إن) (ربما تكون هذه أسوأ كارثة طبيعية في التاريخ الحديث لأنها شملت مثل هذا العدد الكبير من المناطق الساحلية المأهولة بالسكان..).
وأضاف (الآثار البعيدة المدى ربما تكون مدمرة كموجة المد نفسها . أشخاص كثيرون آخرون يتأثرون الآن بمياه الشرب الملوثة. قد نواجه أوبئة في غضون بضعة أيام ما لم نجعل الأنظمة الصحية تنهض وتعمل). أشخاص كثيرون دمرت سبل عيشهم ومستقبلهم بالكامل في غضون ثوان.
وشهدت إندونيسيا وسريلانكا والهند أعلى عدد من القتلى ولكن تايلاند وماليزيا وميانمار تضررت أيضاً من الأمواج الزلزالية العاتية.
ويقدر مسؤولون حكوميون أنه في سريلانكا وحدها اضطر 750 ألف إلى النزوح عن منازلهم.
وقال خبراء إن أول خمسة أمور سيتم معالجتها هي المياه والمرافق الصحية والطعام والمأوى والصحة.
وقال دومينيك نوت من مؤسسة كريستيان للمساعدات (لدينا تقارير بالفعل من جنوب الهند عن تعفن جثث في الأماكن التي سقطت فيها وسيكون لهذا تأثير فوري على إمدادات المياه ولا سيما بالنسبة للفقراء). وتوجد قرى معزولة في بعض المناطق المنكوبة. وتوجد قرى بعيدة جداً بحيث يستحيل معرفة حجم الأضرار.
وقال فيل ايزموند رئيس مؤسسة اوكسفام في سريلانكا (هذه كارثة إنسانية ضخمة والاتصالات سيئة جداً لدرجة أننا لا نعرف الحجم الكامل لها. إذا لم نوصل مساعدات بسرعة للناس فإن كثيرين آخرين سيموتون).
وأعلن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر ومقره جنيف أنه يسعى مبدئياً لجمع 7.5 ملايين فرنك سويسري (6.5 ملايين دولار).
وقال سايمون ميسيري رئيس قسم آسيا والمحيط الهادئ في الاتحاد (هذا نداء تمهيدي سيجري تعديله بعد تقييم الاحتياجات بدقة).
وقالت الولايات المتحدة إنها ستقدم (كل المعونة المناسبة) للدول الآسيوية وإن قدراً من المساعدات في الطريق بالفعل لسريلانكا وجزر المالديف.
وتعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم ثلاثة ملايين يورو (أربعة ملايين دولار) مبدئياً وقالت وكالة الأنباء البلجيكية إن بلجيكا خصصت 500 ألف يورو بالفعل كمعونة عاجلة يتم توزيعها عن طريق هيئات الصليب الأحمر والاتحاد الأوروبي.
وكان الاتحاد أفرج في وقت سابق عن مليون فرنك (870 ألف دولار) من صندوق طوارئ للإغاثة من الكوارث من أجل نقل المساعدات للمنطقة حيث لقي الآلاف حتفهم في موجات المد التي أعقبت زلزالاً قوياً تحت سطح البحر.
وقال الاتحاد إنه سيرسل إمدادات طبية لمئة ألف شخص في سريلانكا القريبة من مركز الزلزال الذي يعد واحداً من أقوى الزلازل في العالم من كوبنهاجن تشمل أدوية خاصة لعلاج الإسهال.
وقال هاكان ساندبلاد وهو مسؤول صحي كبير في الاتحاد في جنيف (أكبر التحديات التي نواجهها هي انتشار الأمراض التي تنتقل عن طريق المياه خصوصاً الملاريا والإسهال وأمراض الجهاز التنفسي).
وقال الاتحاد إنه سيرسل فريقاً للتقييم والتنسيق الميدانيين إلى سريلانكا في غضون ساعات وأنه وضع عدداً من وحدات الطوارئ المتخصصة في المياه والصرف الصحي وكذلك مستشفيات ميدانية في حالة تأهب.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في بيان من مكتبه في جنيف إنه بصدد تقديم معونة طوارئ نقدية قدرها 50 ألف دولار لسريلانكا لأعمال الاغاثة.
وأضاف المكتب أنه سيقرر مساعدة بلدان أخرى متضررة مع توافر المزيد من المعلومات التفصيلية. كما وعد بالعمل كقناة لنقل المساهمات المالية المقدمة للمساعدات العاجلة.
|