*د.صلاح الدين حمودة :
كثير من السكتات الدماغية تحدث نتيجة لخلل في القلب، وهو خلل قد يتأخر اكتشافه وتشخيصه قبل حدوث هذه السكتات، ولا سيما مع تعدد وتنوع الأسباب القلبية التي يمكن أن تؤدي إلى السكتة الدماغية ونقص تروية الدم لأجزاء من الدماغ. وفي هذا الحوار يحدثنا الدكتور صلاح الدين حمودة استشاري أمراض القلب والشرايين بمستشفى الحمادي بالرياض عن أهم الأسباب القلبية المؤدية لسكتة الدماغ، وأعراضها، ووسائل التشخيص والعلاج.. وفيما يلي نص الحوار:
* ما السكتة الدماغية، وعلاقتها بالقلب ؟
- السكتة الدماغية تعني تأثر وظيفة الدماغ بسبب خثرات دموية تتشكل داخل القلب، وتنطلق إلى الدماغ وتؤدي إلى إصابة دماغية دائمة أو مؤقتة لعدة ساعات أو أيام، فتتأثر وتختل وظائف الدماغ نتيجة لنقص تروية الدم لأجزاء من الدماغ، وتختلف أعراض السكتات الدماغية باختلاف المنطقة المصابة من الدماغ، وحجم الإصابة، وسبب الحالة المرضية.
* وماهي أهم الأسباب القلبية التي يمكن أن تؤدي للسكتة الدماغية ؟
- يمكن حصر هذه الأسباب فيما يلي:
* وجود صمام معدني داخل القلب وتخثر الدم عليه بسبب عدم تناول مميعات الدم أو تناولها بجرعات أقل من الجرعة اللازمة.
* اضطراب ضربات القلب وخاصة الارتجاف الأذيني الذي يسبب ركود الدم داخل الأذين الأيسر والذي يؤدي بدوره إلى تخثر الدم في داخله ومن ثم تقذف تلك الخثرات إلى الدماغ. التهاب الغلاف القلب (التهاب الغشاء الداخلي الذي يغلف حجر القلب وصماماته). الجلطة القلبية (النوبة القلبية الحادة).
انسدال (تدلي) الصمام الميترالي وذلك في حالات نادرة من هذه الإصابة الخلقية الشائعة.
* إصابات أخرى في صمامات القلب.
* ضعف عضلة القلب الناتج عن تصلب الشرايين الإكليلية وجلطات القلب أو الناتج عن التهاب فيروسي قديم.
* انبعاج القلب وتعطيل حركة جزء منه نتيجة احتشاء وتلف جزء من البطين الأيسر للقلب.
* خثرات دموية أخرى في أي مكان من الجسم.
* وكيف تحدث هذه السكتة أو آلية حدوث السكتة ؟
- يجب أن نعلم أن عضلة القلب التي لا تنقبض بشكل قوي أو بشكل منتظم من الممكن أن تتسبب في ركود الدم داخل القلب، والذي يمكن أن يؤدي لتشكل خثرة دموية فيه، كما أن الصمام الاصطناعي المعدني المزروع داخل القلب يمكن أن تكون عليه خثرات دم إذا لم يتناول المزروع له الصمام أدوية مانعة التخثر، هذه الخثرات يمكن أن تتحرر من القلب أو من الصمام الاصطناعي وتتجه نحو الدماغ على شكل مقذوف دموي يؤدي للسكتة أو الجلطة الدماغية، وتحدث عادة بشكل مفاجئ وتؤدي إلى إصابة كاملة وشديدة في وظيفة جزء من الدماغ بشكل مفاجئ، ويمكن لهذه السكتات أن تحدث في أي وقت، ولا علاقة لها بمستوى النشاط البدني فيمكن أن تحدث في فترة الراحة أو فترة الحركة.
* وماهي طرق الوقاية من هذا المرض ؟
- تكون الوقاية أولاً بعلاج الحالات المسببة الرئيسية لحدوث السكتة، مثل الارتجاف الأذيني، أو الأنواع الأخرى من اضطراب نظم القلب الكهربائي، وذلك لمنع تشكل الخثرات الدموية داخل القلب، يلي ذلك بتر الجزء التالف غير المتحرك من القلب لمنع ركود الدم، ومن ثم منع تكوين الخثرات داخله، ويجب أن يلتزم الشخص المزروع له صمام معدني بتناول أدوية مانعة التخثر بشكل دائم حسب إرشادات الطبيب المعالج.
* ماهي أبرز الأعراض الناتجة عن حدوث السكتة الدماغية ؟
- تختلف الأعراض باختلاف مكان الإصابة ودرجتها وسببها، ومن هذه الأعراض: ضعف حركية أو عدم حركية في جزء من أجزاء الجسم، وخدران أو فقدان إحساس، أو تنميل في الأطراف أو إحساس غريب في الأطراف، كذلك تدني الإبصار أو فقدان البصر والذي يمكن أن يكون مؤقتاً، وحدوث صعوبة في الكلام (الحُبسة) Aphasia، وعدم القدرة على التعرف على الأشياء والمثيرات الحسية (اللاإرادية) Agnosia، أو فقدان الذاكرة، ومن الأعراض أيضاً الدوران (الشعور الغريب بحركة الأجسام أو الأشياء)، وعدم التوازن مع حدوث صعوبة البلع، وتغير الشخصية، وتغير المزاج والانفعالات، وفي بعض الأحيان يحدث التبول اللاإرادي، وفقدان التحكم في المثانة، كذلك فقدان التحكم في الغائط، وحدوث تغيرات في مستوى الصحو النعاس أو ذهول أو سبات (غيبوبة كاملة أو غير كاملة).
* كيف يفيد الفحص السريري في تحديد الإصابة بالسكتة الدماغية القلبية ؟
- تاريخ الحالة المرضية يمكن أن يدل على وجود استعداد لتكون خثرات دموية داخل القلب والجسم، والتي يمكن أن تتحرك لتصل إلى الدماغ، وتكون البداية بالفحص السريري، ويشمل فحص الأعصاب بشكل كامل من الناحية الحركية والحسية لمعرفة نوعية ومكان الإصابة الدماغية عند المريض، بالإضافة إلى إجراء الفحص الشامل كما يلي: دراسة تغيرات النظر أو حقل الإبصار وحركة العين، ودراسة الانعكاسات اللاإرادية مثل ما يمكن أن يدرس في منطقة الركبة والكاحل، ودراسة ضعف العضلات ودراسة تأثر الإحساس إن وجد، ودراسة النبض الذي يمكن أن يكون غير منتظم، وسماع أصوات القلب بالسماعة والبحث عن وجود أصواب غير طبيعية مثل النفخات القلبية (اللغط في أصوات القلب) أو نفخات في شرايين الرقبة.
* وهل ثمة فحوص مخبرية يجب إجراؤها للتأكد أو نفي حدوث السكتة ؟
- بالطبع، ومن هذه الفحوص التصوير المقطعي للدماغ (CT - scan)، والتصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ (MRI)، والتصوير المغناطيسي لشرايين العنق وشرايين الدماغ (MRA)، وتخطيط القلب الكهربائي (ECG)، البحث عن اضطراب ضربات القلب، وعلى الأخص الارتجاف الأذيني، كذلك تصوير القلب الصدوي ثنائي الأبعاد مع الدوبلر والألوان، للتعرف على حالة القلب، وصماماته، وحجراته، وجريان الدم داخله (2D - Echo - Doppler)، وتصوير الدوبلر الدماغي (Transcranial Doppler)، وتصوير القلب من خلال المريء TEE (تنظير القلب)، والذي يمكن أن يعطي صورة واضحة جداً عن القلب ويساعد بشكل كبير للتعرف على سبب الحالة المرضية.
| 
"الطبية"