Monday 27th December,200411778العددالأثنين 15 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الريـاضيـة"

عذاريب عذاريب
كرة القدم والمواقف العائمة
عبدالله العجلان

من أكثر معوقات تطوير الرياضة في المملكة والدول العربية، تبرز إشكالية النظرة الضبابية نحو الرياضة بشكل عام من حيث ممارستها والاهتمام بها والتعامل معها، ففي الوقت الذي لا يعطيها المجتمع بمختلف شرائحه وتياراته الرسمية والشعبية أي اعتبار أو أهمية تذكر، وأنها - أي الرياضة - مضيعة للوقت وليس لها أي دور إيجابي مؤثر على المجتمع، فإنها في المقابل وفي مواقف تراجعها وإخفاقها تتحول إلى قضية وطنية كبرى وتأخذ حيزاً واسعاً من هموم وأفكار وأطروحات كافة القطاعات بما فيها الثقافية التي كانت قبل ذلك تهمّش الرياضة ودائماً ما تترفع عنها وتتبرأ منها وأحياناً تحتقرها ..!!
خلاف المجتمع وسلبية المثقفين، لدينا للأسف جهات حكومية لها علاقة هيكلية إدارية مباشرة مع الرياضة ومع الرئاسة العامة لرعاية الشباب تحديداً، مثل وزارة التربية والتعليم ووزارة المالية ووزارة الاقتصاد والتخطيط هذه وغيرها الكثير تضع الرياضة والرياضيين خارج مسؤولياتها وبرامجها وبعيداً عن اهتماماتها، على اعتبار أنها غير جديرة بذلك ومن المستحيل أن تقف في مصاف المجالات والخدمات الإنسانية والاجتماعية الأخرى.
جميل جداً أن تحظى كرة القدم السعودية بهذا الكم الهائل من الطرح والتحليل والمناقشة على إثر إخفاق المنتخب في خليجي 17، لكننا لا نريدها ردود أفعال وقتية لمجرد الحضور وتسجيل المواقف، وإنما توضح صورة كرة القدم جيداً وتعطيها حقها وتغوص في أعماق العلة أصلها وفصلها وأبعادها، تماماً مثلما تفعل وتتحدث عن أية قضية أخرى تحمل هم المواطن واسم الوطن.
لن تتطور الرياضة السعودية إلا حينما تتغير النظرة إليها ويزداد التفاعل معها ومع القائمين عليها والمتحمسين من أجلها، بدلاً من تطنيشها وعدم الاعتراف بها بحجة أنها في النهاية عبارة عن ركض مجنون خلف (جلد منفوخ).. هكذا ينظرون ويضحكون ويتطورون..!!
هل نتعلم .؟!
قبل أن تبدأ دورة الخليج السابعة عشرة وتحت عنوان (يخطئ من لا يستفيد) كتبت هنا عن أن دورة الخليج كانت وما زالت مناسبة كروية تغري على الإمعان بها والاستفادة منها، ومن يظن أنها تؤخر ولا تقدم ويطالب بإلغائها أو الانسحاب منها فهو لا يدرك كمية مؤثراتها ومقدار تحولاتها على الصعيد الرياضي الخليجي وكذلك الاجتماعي، وقبل ذلك كونها فرصة احتفالية تلم شمل أبناء الخليج وتزيد من أواصر التكاتف والمحبة فيما بينهم.
في خليجي 17، يخطئ من لا يستفيد من درس الارتقاء العماني، ومن أهمية استقرار المدرب، وفي هذه الدورة لم يعد لأسلوب الضجيج والتهريج دور في تحديد المستوى والنتيجة، وفيها أيقنّا بأن الكرة السعودية بحاجة لتدخل سريع وإنعاش قوي، وأن المنجزات لا تأتي بضربة حظ وبلا جهد وتخطيط وبناء وحسن إدارة، فيها اكتشفنا أخطاء التحكيم السعودي وغياب المحاسبة والعقوبة وحجم التناقضات بين لاعب وآخر، وأسباب وأسرار فوضوية اختيار الأجهزة واللجان والأعضاء.
من يريد أن يعرف قيمة وأهمية دورة الخليج فلينظر إلى ما دار حولها وما قيل عنها وما ترتب عليها من قرارات نأمل أن تكون لمصلحة الكرة السعودية وملبية لآمال وطموحات جماهيرها.
صنع في قطر !
إذا كانت الأغلبية من الجماهير الخليجية حزينة على أن الكأس لم تذهب للأفضل والأجمل والأجدر (المنتخب العماني) فإنها في ذات الوقت ترى أنها بمثابة التتويج والتثمين والإنصاف والتقدير للعنابي المتجدد ولروعة وإبهار الاستضافة القطرية التي قدمت للعالم نموذجاً مذهلاً ولافتاً في فنون التنظيم ومتعة المشاهدة وأناقة ومرونة الإجراءات والتدابير.
أعجبني الكابتن ماجد عبدالله وهو يقول: لقد أحرجت قطر بقية دول الخليج، وأضاف: حاولت أن أجد خطأ واحداً في الاستضافة والنقل التلفزيوني لكي أنتقده فلم أستطع.
وغير ماجد هنالك الكثيرون ممن عاصروا وتابعوا وحضروا سائر دورات الخليج، جميعهم اتفقوا على أن الدورة السابعة عشرة كانت بحق بطولة راقية ومميزة ومختلفة ليس فقط في ارتفاع مستواها الفني وقوة وإثارة مبارياتها وإنما في جمال ورونق حفلي الافتتاح والختام، وكذلك شكل ومحتويات ملاعبها، إلى جانب نجاحها وإبداعها تلفزيونياً وبالذات فيما يتعلق بالإخراج الذي ساهم في نقل مباريات وأحداث الدورة للمشاهدين بصورة فنية فاخرة غاية في الدقة والإتقان.
شكراً للأشقاء القطريين الذين أبدعوا في استضافتهم، وجسّدوا من خلال خليجي 17 قدرة ومهارة ونبوغ أبناء الخليج، وأن للمجد بقية وللنجاح أيادي تستطيع أن تصنعه متى ما توافرت لها قوة الإرادة وحرية التفكير وحق تقرير المصير ..!!
هلال غير قابل للزوال
وسط أجواء التوتر وزحمة الانفعالات بسبب ما حدث لمنتخبنا الوطني، جاء الهلال كعادته ليرسم لنا شيئاً من ملامح تفوقه وحقيقة تألقه ليس لأنه أضاف رقماً واحداً وجديداً على رصيده البالغ (41) بطولة مما لذّ وطاب، بل لأنه أعطى درساً في تأكيد أن الإدارة الجيدة هي وحدها القادرة على بث الفرح وصياغة ذهب البطولات.
في الهلال لا مجال للانتظار، ولا داعي لإهدار الوقت والتلاعب بخيال المفردات وأوهام اللف والدوران، الهلال تكفيه وتغنيه وتقفز به إدارة جادة وحية وواقعية كإدارة الأمير الشاب محمد بن فيصل، التي تحركت بسخاء واختصرت أزمنة التريث ومسافات القلق والإحباط.
عاد الهلال ليثبت من جديد أنه الزعيم، وبطولة الأمير فيصل بن فهد مفتاح آخر لأبواب أمجاده التي دائماً ما تحتفي به وتشتاق لحضوره وعبوره معززاً مكرماً إلى حيث موطنه وقمته وخزائن كنوزه وألقابه وشعبيته.
غرغرة
* لم نستغرب من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد أدبه وتواضعه وحضاريته وهو يعتذر بشجاعة للجماهير السعودية عما حدث للمنتخب في الدوحة.
* ما نأمله بعد القرارات الحازمة والمفرحة الأخيرة لاتحاد الكرة أن تحدد الصلاحيات والمهام لكل عضو وجهاز ولجنة في الاتحاد كي لا تختلط الأمور وتضيع المسؤوليات.
* أصاب الاتحاد الإماراتي بقراره عدم إدراج الألعاب المصاحبة لكرة القدم في خليجي 18
* نجاح حكمنا الدولي علي المطلق نتمنى أن يدفعه إلى المزيد من خطوات الإصرار والمثابرة وصولاً إلى المحافل العالمية التي يستحقها ومؤهل لبلوغها.
* كان من الممكن تأييد واحترام مقولة إن دورة الخليج بطولة هامشية وعديمة الفائدة والأهمية لو أنها جاءت متزامنة مع تحقيق منتخبنا لبطولات خليجي 12 أو 15 أو 16، لكن أن تأتي الآن وبعد إخفاقه في الدوحة فهذا أمر يفقدها مصداقيتها ويجعل الهدف منها هو تبرير العجز والفشل ..!!
* تجارب الصديق حمود السلوة وخبراته المتنوعة في المجالات التربوية والتدريبية والصحافية ستشكل إضافة مهمة وحيوية للجنة المنتخبات.
* فكّونا من تنظيرات وخيالات وأكاذيب (في أوروبا والدول المتقدمة)..!!
* بعض الصحافيين يشتمون ويتّهمون الصحافة تأكيداً لإفلاسهم فكرياً ولتبرئة أنفسهم بصورة ساذجة ومكشوفة على طريقة (أنا الأول على دفعتي)!!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved