للأسف لا يزال بعض الآباء يطبقون بعض العادات الجاهلية التي ما زالت تعيش في عقولهم.
إن ولي أمر الفتاة الذي لا يرغب في التنازل عن سلطة الأمر والنهي وحب الذات والأنانية والتصرف في مستقبل أبنائه وبناته ويفرض عليهم آراءه تحت ظل العادات والتقاليد والضغوط المتراكمة ضدهم، ومن وجهة نظره، يريد أن يبقى صاحب التصرف بمقدرات الأبناء والفتيات.
لماذا أيها الأب تحرم ابنتك من أحلامها التي منذ ولادتها إلى أن تصبح شابة تتطلع الى مستقبلها، وبعد أن يشتد ساعدها ما تلبث أن تعتز برأيها لأنها في مرحلة الشباب المرحلة التي تتميز بالحيوية والطموح والقوة والنشاط.
هذه الفتاة تعيش حياة حالمة إلى ان تصطدم بالواقع الذي يدمر هذا الحلم فهو بعيد كل البعد عن ما تفكر به والحياة المثالية التي تود أن تعيشها، ومن هذا الذي يقف في وجه هذه الفتاة ويحرمها من سعادتها في الزواج وتكوين أسرة للأسف هو أقرب الناس لها، وفي هذه الحالة فإن الفتاة تعيش حياة هامشية داخل الأسرة فهي ليست موجودة بأفكارها وروحها وإنما بجسدها أي دمية بلا روح، ولذلك تلجأ الى الصمت .
. لماذا أيها الأب تفعل ذلك؟! ألا تعلم ان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطب لابنته حفصة وأنت أيها الأب يأتي الخاطب الى مقر إقامتك وترفض بحجة أنك لم تعرفه من عشرات السنوات .. ألم تسمع قول الله تعالى: {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا}.
وكما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (لا تربوا أولادكم على عاداتكم لهم عاداتهم ولكم عاداتكم).
salraz@fastmail.fm |