بعد اكتشاف الذرة والجزيء تمكن العلماء اليوم من إيضاح الظواهر الطبيعية كالضوء، فالجسم.. أي جسم يتألف من ذرات تتحرك بشكل دائري في جزيئات وعند اصطدام موجة ضوئية بها تتسع دائرة الحركة ولكن التقارب بين الذرات بكهربائية موجبة وسالبة تعيد الدائرة لوضعها الأول وعند اصطدام موجة ضوئية ثانية تتسع الدائرة وهكذا دواليك وتنشأ موجات ضوئية من ذلك الجسم (إنسان، نبات، حيوان، جماد) باتجاه العين، وإذا كان المصدر الضوئي يشع باستمرار كالشمعة أو قرص الشمس فإن الجسم يشع ضوءًا كذلك وبحسب طوله الموجي تتكون الألوان، فالرمادي 330 نانو متر، والبنفسجي 350 نانو متر، والأزرق 450 نانو متر، والأبيض 500، والأخضر 550، والأصفر 560، والبرتقالي 570، والوردي 600، والبني 650، والأحمر 700، وما بين الأطوال السابقة توجد درجات اللون.
فالبنفسجي الفاتح والغامق ما بين 350 و700، ويبقى الأسود وليس له طول موجي وليس بضوء فهو انعدام اللون، ويمكنك إغماض عينيك لتحصل على الأسود بسهولة، والصور الفوتوغرافية بمأمن من الاحتراق ما دام السواد يغطيها ولو كان للأسود طول موجي لاحترقت الأفلام قبل تحميضها، وهذه الطبيعة الضوئية للضوء قد اكتشفها العلماء المسلمون في القرن الخامس الهجري، فالضوء ينتقل من الأشياء إلى العين رغم عدم معرفة مكونات المادة من الذرات والجزيئات، وقد صححوا بهذا الاعتقاد السائد قديماً أن العين يخرج منها الضوء نحو الأجسام،.
كما أن علماءنا المسلمين اكتشفوا ظاهرة الانكسار الضوئي عند انتقال الضوء من الهواء إلى الماء أو العكس رغم عدم معرفة اختلاف سرعة الضوء المسببة للانكسار، ففي الهواء 298000 كم- ثانية، وفي الماء 230000 كم- ثانية، وفي الماء المالح 220000 كم- ثانية، وفي الزجاج 200000 كم- ثانية، ورغم عدم قياسهم لسرعة الضوء فإنهم اهتموا بالانكسار الضوئي ودفعوا عجلة علم الضوء نحو الأمام وفي هذا دلالة على ما لعلمائنا المسلمين كابن الهيثم وقبله يعقوب الكندي وغيرهما من فضل في تطور علم الضوء.
|