إن الحياة البشرية كثيرة التعقد والتبدل لذا وجب علينا كأفراد وجماعات تحديد الرؤية ووضع إستراتيجيات تمكننا من الوصول إلى ما نصبو إليه من أهداف ونجاحات.
وربما انفردت مع نفسك يوماً كيف أصل إلى ما أريد؟؟؟ وأنت تبحث في ذهنك عن الوسيلة التي تمكنك من تحقيق أهدافك.. يقول توماس كارليك: (إنسان بدون هدف كسفينة بدون دفة.. كلاهما سوف ينتهي به الأمر على الصخور)، ولكي تحقق ما تريد من إنجاز جديد أو نجاح باهر عليك وضع خطة محكمة ومتابعة تنفيذها لكي تستقرئ من خلالها النتائج المستقبلية في إطار زمني محدد وهو ما نجمع على تسميته بالتخطيط.. وتبرز أهداف التخطيط فيما يلي:
1 - نحن نخطط جميعاً من أجل:
أ - التطوير والإنجاز والنمو وفتح بوابة العبور للتقدم والرقي يقول (Charler): القانونان العظيمان في الحياة هما النمو، والموت، حينما تتوقف الأشياء عن النمو، تبدأ بالموت، وهذا يصدق على الرجال، والأعمال، والأمم.
ب - المحافظة على التوسع والازدهار من خلال القدرة على تفادي العقبات العملية.
2 - استثمار الموارد البشرية والمادية.
3 - استغلال الوقت: إن التخطيط يتطلب منك وضع كل خطوة من الخطة المحكمة في حدود زمنية، كما أن محاولة جدولة الأعمال وتنظيمها وترتيب الأفكار وبرمجتها يضمن لك حسن استغلال الوقت.
والتخطيط بوجه عام أمر طبيعي في التكوين البشري للإنسان فالمسلم مثلاً يصلي ويصوم ضمن خطة مستمرة ليصل إلى هدف معين وهو دخول الجنة.. والطالب يبذل كل ما يملك من الجهد والوقت من أجل النجاح ولكننا هنا ندعو إلى تفعيل التخطيط أو التخطيط الفعَّال ( Effective The Planning) في حياتنا وممارسته كمهارة أساسية على أن تتسم كل خطة بالمرونة لأنك وأنت تخطط تتوقع عديداً من العقبات والمفاجآت فوجب عليك أن تتسم بالمرونة حتى تستطيع السيطرة على الظروف الطارئة أو القدرة على التكيف معها وتأكد جازماً أنك ما دمت مرناً في تخطيطك وفي تعاملاتك ستصل إلى الأفضل بإذن الله.
ولعل السؤال الأكثر أهمية هنا لماذا لا نخطط؟؟!! قد نبني مشاريعنا أو أعمالنا دون مرورنا بمرحلة هامة وهي (التخطيط) وذلك ناتج عن:
1- الجهل بأهمية التخطيط أو القناعة بعدم أهميته لاعتقادهم أن التخطيط مضيعة للوقت وعملية غير مجدية وينسون متجاهلين أن عدم التخطيط أو سوءه كفيل بإثارة المشاكل وانخفاض نسب الربح وربما الخسارة، كما أنه بإمكانك رفع مستوى الأرباح والمبيعات للشركة وتحسين نوع المنتج من خلال وضع مخطط محكم سليم بالمقابل قد تخسر الانتعاش الاقتصادي والنمو المالي لشركتك بسبب عدم وضع خطط لمراحل نمو المؤسسة.
2 - عدم وجود أهداف محددة.
إن تحديد الهدف وصياغته بشكل واضح يفتح لك الطريق للوصول إلى نتائج أفضل، وتذكَّر دائماً مقولة رالف امرسون حيث يقول: (إن العالم يفسح الطريق للمرء الذي يعرف إلى أين هو ذاهب).
3 - التفاؤل المفرط أو التشاؤم المحبط.
قد يقوم البعض على تنفيذ مشروع ما دون التخطيط له وذلك بسبب شعوره بالتفاؤل المفرط أو شعوره بالتشاؤم المحبط بحيث يترك الأمور معلَّقة دون تنظيم أو تخطيط.
فلنحاول من الآن كإداريين أو موظفين أو مسؤولين ونبدأ بالتخطيط الملائم السليم فقليل من الجهد والوقت يضمن لنا النجاح والرقي.
|