Monday 27th December,200411778العددالأثنين 15 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "محليــات"

يساهم في رفع الطاقة الانتاجية للمملكة إلى مستويات غير مسبوقة يساهم في رفع الطاقة الانتاجية للمملكة إلى مستويات غير مسبوقة
الأمير عبد الله يدشن أكبر مشروع في صناعة البترول العالمية بالقطيف

* القطيف - واس:
رعى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني اليوم حفل افتتاح معامل الإنتاج في القطيف أحد مشروعات أرامكو السعودية العملاقة.
ولدى وصول سموه إلى مقر الحفل يرافقه صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية وصاحب السمو الملكي الأمير نواف بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة كان في استقباله صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية وصاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز وكيل الحرس الوطني للقطاع الشرقي ومعالي وزير البترول والثروة المعدنية المهندس على بن إبراهيم النعيمي وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز مساعد وزير البترول لشؤون البترول وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن تركي بن عبدالعزيز مستشار وزارة البترول والثروة المعدنية ورئيس شركة أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين عبدالله صالح جمعة ومحافظ القطيف المكلف خالد بن عبدالعزيز الصفيان.
وفور وصول سموه عزف السلام الملكي.
ثم تشرف وكلاء وزارة البترول والثروة المعدنية وكبار منسوبي شركة أرامكو السعودية بالسلام على سمو ولي العهد وبعد أن أخذ سموه مكانه في مقر الحفل بدئ الحفل الخطابي الذي أقيم بهذه المناسبة بتلاوة آيات بينات من القرآن الكريم.
ثم ألقى معالي وزير البترول والثروة المعدنية رئيس مجلس إدارة أرامكو السعودية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي كلمة قال فيها: (إنه منذ خمسة وستين عاماً وفي موقع لا يبعد كثيراً عن مكاننا هذا دشّن مؤسس هذا الكيان العظيم وباني وحدته وتنميته جلالة الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه- أول شحنة من البترول تصدرها المملكة إلى الأسواق العالمية معلناً بذلك انطلاقة هذا الوطن كقوة بترولية عالمية مؤثرة).
وأوضح معاليه أنه في هذا اليوم يدشن سمو ولي العهد مشروعاً عملاقاً يسهم في رفع الطاقة الإنتاجية للمملكة إلى مستويات لم تصلها من قبل ويعلن بذلك استمرار المملكة وتصميمها حاضراً ومستقبلاً على القيام بدورها الحيوي الرائد في السوق والصناعة البترولية العالمية.
ونوّه معاليه بما شهدته المملكة من تطورات بين هذين التاريخين وما خطته من خطوات واثقة وثابتة لتصبح أهم دولة بترولية في العالم وليشمل التطور مجالات عديدة أخرى جعلت الاقتصاد السعودي يتجاوز كونه الأهم والأكبر على مستوى الشرق الأوسط ليصبح واحداً من أكبر خمسة وعشرين اقتصاداً في العالم.
وبيّن المهندس النعيمي أن معامل الإنتاج في القطيف تعد واحدة من أهم المشروعات البترولية على المستويين الوطني والدولي، حيث تسهم في رفع طاقة المملكة الإنتاجية. وتدعم مقدرة المملكة على الاستمرار في تنفيذ سياستها البترولية البناءة وفي أداء دورها القيادي والمتميز في السوق والصناعة البترولية العالمية مدللاً بذلك على سياسة المملكة البترولية الدولية المبنية على الدراسات الدقيقة للحاضر والمستقبل والمستمدة من الخبرة المتراكمة على مدى العقود الماضية، كما أنها تأخذ في الحسبان مختلف المتغيرات الدولية.
وأبرز معالي الوزير أن هذه السياسة تسعى إلى الموازنة بين مصالح المملكة الحالية المتمثلة في الحصول على دخل مجزٍ من البترول وبين مصالحها المستقبلية المتمثلة في استمرار البترول مصدراً أساساً للطاقة على مدى العقود القادمة مع استمرار المملكة في موقعها كأهم دولة منتجة ومصدرة للبترول. بالإضافة إلى إسهام المملكة المستمر في استقرار ونمو الاقتصاد العالمي بما يتفق مع مصالحها وذلك ضمن حرصها على التوازن بين العرض والطلب في سوق البترول العالمية واهتمامها باستقرار أسعار البترول في نطاق مناسب تستفيد منه الدول المنتجة ولا تتضرر منه الدول المستهلكة أو الاقتصاد العالمي ولا يؤثر سلباً على الصناعة البترولية ودور البترول كمصدر رئيس للطاقة.
وأكد المهندس النعيمي أن هذه السياسة أثبتت نجاحها، حيث حصلت الدول المنتجة للبترول على عوائد جيدة من ثرواتها البترولية، كما أن دول العالم المنتجة منها والمستهلكة والنامية منها على وجه الخصوص أظهرت نتيجة لهذا تقديراً صادقاً لسياسة المملكة القائمة على السعي إلى ضمان استقرار السوق وتلبية حاجة العالم من هذه السلعة الحيوية، هذا فضلاً عن أن هذه السياسة أسهمت في ازدهار الصناعة البترولية محلياً وإقليمياً وعالمياً.
ولفت إلى أنه مما يعزز هذه السياسة ويدعمها أن احتياطي المملكة الثابت القابل للإنتاج يصل الآن إلى حوالي 261 بليون برميل وهو يمثل نحو ربع الاحتياطي العالمي، وقد استطاعت المملكة خلال العشرين عاماً الماضية تعويض ما أنتجته سابقاً عن طريق اكتشاف احتياطيات إضافية جديدة من البترول.
وقال معاليه: (ومما يدعو إلى مزيد من التفاؤل أن هناك فرصاً كبيرة لزيادة احتياطي المملكة من البترول القابل للإنتاج بحوالي 200 بليون برميل إما باكتشافات جديدة أو بزيادة نسبة البترول القابل للاستخراج من المكامن المعروفة).
وتحدث معالي الوزير عن الخطط لتطوير حقول جديدة خلال السنوات القليلة القادمة ومن أهمها مشروع الإنتاج من حقول أبو حدرية والفاضلي والخرسانية وغيرها وهي حقول تتميز باحتوائها على الزيت الخام الخفيف.
ولا شك أن الهدف من مشروعات التطوير هذه هو مواجهة الزيادة المتوقعة في الطلب على بترول المملكة من ناحية وتوسعة قاعدة إنتاج البترول في المملكة من ناحية أخرى.
وأوضح المهندس النعيمي أن هدف المملكة من استغلال البترول والغاز وتطويره يتعدى مسألة جني العوائد من هذه الثروة الطبيعية ويسعى إلى استغلالها لتحقيق نمو اقتصادي ورخاء واستقرار أفضل وأكثر استمراراً من أجل هذا الجيل والأجيال القادمة، مشيراً إلى أنه من ضمن الأنشطة التي يجري العمل حالياً عليها هو جذب الاستثمارات الأجنبية والوطنية لإنشاء مصافٍ لتكرير البترول في المملكة للتصدير والاستهلاك المحلي، كما يجري توطين وجذب الاستثمارات الوطنية والأجنبية في مجال خدمات الطاقة مثل الحفر والهندسة وتصنيع المعدات وغيرها.
وكشف معالي وزير البترول والثروة المعدنية أن المملكة بمشيئة الله ستصبح خلال السنوات القليلة القادمة من الدول الرائدة في صناعات الأسمدة والألمنيوم نتيجة لاستخدام خامات البوكسايت والفوسفات المتوفرة بكميات كبيرة في شمال المملكة مع ربطها بالثروات الوفيرة من الغاز والبترول والكبريت وهكذا تحصل المملكة على القيمة المضافة من الاستثمار في هذا الميدان وتجني ثمار الميزة النسبية التي تتجاوز الاقتصار على تصدير المواد الخام من هذه الموارد الرئيسة.
وأزجى معاليه في ختام كلمته الشكر لسمو ولي العهد على ما يوليه من العناية والمتابعة المستمرة لأعمال ومنجزات صناعة البترول في المملكة مما أسهم في استمرار تقدمها وازدهارها.
بعد ذلك ألقى رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين عبدالله صالح جمعه كلمة أوضح فيها أن المشروع يشكل محطة تاريخية مهمة في سعي المملكة الدؤوب لتطوير مواردها البترولية، إذ يعد أكبر مشروع من نوعه تشهده صناعة البترول العالمية في تاريخها ولم يسبق للعالم أن شهد إنجاز مشروع واحد طاقته ثمانمائة ألف برميل من الزيت الخام يومياً.
وأفاد أن المشروع غطى مساحة تبلغ قرابة ستمائة كيلومتر مربع على اليابسة وتحت الماء واستخدم في إنشائه أكثر من ثلاثين ألف طن من الفولاذ ومائة وستين ألف متر مكعب من الخرسانة وقرابة ألف كيلومتر من الأنابيب وثلاثة آلاف كيلومتر من خطوط الألياف البصرية وشبكات الاتصالات وأربعة آلاف وخمسمائة كيلومتر من خطوط الكهرباء، كما شمل المشروع إنشاء ثلاثة معامل ضخمة لفرز الغاز عن الزيت تعالج نصف مليون برميل من حقل القطيف وثلاثمائة ألف برميل من حقل أبو سعفة.
وأشار إلى أنه لتوفير هذه الكميات من الزيت الخام شملت أعمال الإنتاج إعداد أربعة وثلاثين موقعاً للحفر، تم منها حفر مائة وإحدى وخمسين بئراً للإنتاج والمساندة، كما تم إنشاء خمس منصات إنتاج بحرية جديدة وتطوير عشر أخرى قائمة، وكذلك إنشاء وحدات لمعالجة الغاز المصاحب، طاقتها ثلاثمائة وسبعون مليون قدم مكعبة من الغاز يومياً.
وأبان رئيس أرامكو السعودية أن ذلك اقتضى تطوير وتوسعة معمل الغاز القائم في حقل البرى في الجبيل لتمكينه من التعامل مع هذه الكميات الإضافية من الغاز، حيث شمل مشروع القطيف كذلك إنشاء وحدة لاستخلاص المكثفات البترولية تبلغ طاقتها الإنتاجية أربعين ألف برميل يومياً.
وأوضح رئيس أرامكو السعودية انه انشئت ضمن المشروع وحدات للتوليد المشترك للطاقة الكهربائية والبخار لتحقق الاكتفاء الذاتي للمشروع وبالاضافة الى هذه المكونات الاساس شمل المشروع انشاء محطة طاقة كهربائية فرعية مساندة ومد خط أنابيب تحت مياه الخليج طوله ستون كيلومترا وقطره يزيد على المتر ليربط مرافق الانتاج في حقل أبوسعفة بمعامل الانتاج الرئيسة في حقل القطيف كما ربط المشروع بفرضتي رأس تنورة والجعيمة لتصدير الانتاج من هناك بالاضافة الى انشاء العديد من المرافق الفنية والادارية والخدمية المساندة.
وبين جمعة انه على الرغم من ضخامة المشروع وتعقيد مكوناته الانشائية فقد بلغ مستوى السلامة في تخطيطه وتنفيذه وبدء تشغيله انجاز أكثر من سبعين مليون ساعة عمل دون وقوع اية اصابة أو حادث مهدر للوقت مشيرا الى أن نسبة السعوديين في الفرق التي عملت على التخطيط للمشروع وادارة تنفيذه وفحص مكوناته أكثر من ثمانية وتسعين في المائة جاءت بعدهم كفاءات سعودية أخرى مؤهلة يتولون بنسبة مائة في المائة مهمات تشغيله وصيانته والاشراف عليه.
ورفع في ختام كلمته الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الامين باسمه وباسم زملائه فى ارامكو السعودية على ما يجدونه من الاهتمام والرعاية والدعم.
بعد ذلك شاهد سمو ولي العهد والحضور فيلماً وثائقياً عن بداية اكتشاف البترول وتصديره في عهد جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله.
إثر ذلك تشرف المشغل إبراهيم الرشيدان بإبلاغ سمو ولي العهد عن جاهزية مشروع معامل الإنتاج في القطيف.
ثم تفضل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بإدارة عملية التشغيل إيذاناً ببدء تشغيل المشروع قائلاً: (بسم الله الرحمن الرحيم وعلى بركة الله لخدمة الإسلام والمسلمين والأمة العربية والإسلامية وكل الشرفاء في العالم وشكراً لكم).
بعد ذلك تشرف المشغل إبراهيم الرشيدان بإبلاغ سمو ولي العهد بوصول الزيت إلى المعمل.
ثم تفضل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بتدشين النصب التذكاري للمشروع قائلاً: (بسم الله الرحمن الرحيم وعلى بركة الله لخدمة ديننا ووطننا والعالم العربي والإسلامي والعالم الشريف كله وشكراً لكم).
عقب ذلك تسلم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز هديتين تذكاريتين من معالي وزير البترول والثروة المعدنية ومن رئيس شركة أرامكو السعودية كبير إدارييها التنفيذيين.
بعدها شرف سمو ولي العهد حفل الغداء الذي أقيم تكريماً لسموه بهذه المناسبة.
إثر ذلك التقطت صور تذكارية مع سموه لمعالي وزير البترول والثروة المعدنية وكبار المسؤولين في شركة أرامكو السعودية.
ثم عزف السلام الملكي معلناً ختام الحفل.
بعد ذلك قام صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بجولة بالحافلة على المعمل اطلع خلالها على منشآته وتجهيزاته وفي نهاية الجولة قام سمو ولي العهد بزيارة لغرفة تحكم وتشغيل المعمل حيث تشرف بالسلام على سموه نواب الرئيس الاعلى لشركة أرامكو السعودية.
ثم قام سموه بجولة في غرفة التحكم والتشغيل استمع خلالها الى شرح موجز عن الاجهزة التي تتحكم في عمل المعمل وكميات انتاجه وفي نهاية الجولة التقطت الصور التذكارية لسمو ولي العهد مع العاملين في غرفة التحكم ومسؤولى الشركة اثر ذلك غادر سمو ولي العهد مقر المشروع مودعا بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم.
حضر الحفل الخطابي وحفل الغداء ورافق سمو ولي العهد في الجولة صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية وصاحب السمو الأمير فيصل بن تركي بن عبدالله آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير نواف بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة وصاحب السمو الأمير فيصل بن تركي بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالرحمن واصحاب السمو الملكي الأمراء ومعالي الوزير برئاسة جمهورية مصر العربية عمر سليمان وأصحاب المعالي الوزراء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved