حينما يقرأ الإنسان في العالم الغربي ما يُنشر يومياً في وسائل إعلام بلاده من تشويه للإسلام وأهله، وتلبيس على الناس بمعلومات قائمة على فهم خاطئ للإسلام، يحوِّل صفاءَه إلى غَبَش، ومحاسنه إلى عيوب فإن عقل ذلك الإنسان الغربي سيمتلئ بركام من المعلومات غير الصحيحة، ومن المواقف والأحداث المختلقة، وإن قلبه سيمتلئ بمشاعر الكراهية والحقد نحو المسلمين الذين يتعرضون - ليل نهار - للتشويه والدَّس، والاتهامات الباطلة، مع ما فيهم من الضعف والفرقة والشتات وضياع الحقوق.
هنا نتساءل: مَنْ يواجه هذا التشويه؟ وكيف يمكن أن نزيل من أذهان أولئك البشر ما رسخ فيها من قبيح الصور؟
تقول صحيفة (الديلي تليجراف) في مقال لها بعنوان (حماية المسلمين واستئصال الإسلاميين): «وثمَّة حقيقة مؤلمة مؤدَّاها أن المسلمين وحدهم هم المعرَّضون لإغراءات التطرُّف في الوقت الذي تتم فيه حماية الحقوق والحريات الدينية للمسلمين، وانه يجب أن تتخذ خطوات لإضعاف احتمالات تأثرهم بهذه العقيدة الاستبدادية».
وتقول في موضع آخر: «هذا التوجه في الإسلام هو توجُّه يتبنَّى العنف والتعصُّب، ظهر في شبه الجزيرة العربية، ويشكل العقيدة الرسمية لدول الخليج. هذا التوجه هو: الوهَّابية التي تُعدُّ أكثر تطرُّفاً من الأصولية الإسلامية».
وتقول (الديلي تلجراف) في موضع ثالث: «الوهابية هي المرادف الإسلامي للطائفة البروتستانتيَّة الأكثر تطرفاً في المسيحية، هي حركة تطالب بعقاب متشدِّد صعب التنفيذ لأولئك الذين يستمعون إلى المعازف ما عدا الطبل، وبقتل من يشرب الخمر، أو يرتكب خطايا جنسية، بن لادن وهابي، ومنفِّذو العمليات الانتحارية في إسرائيل وهابيون، والمصريون الذين طعنوا سيَّاحاً أجانب في الأقصر قبل سنوات وهابيون، وكذلك الجماعات المسلحة من طراز طالبان في كشمير التي تقتل الهندوس، جماعات وهابية).
وتقول صحيفة: (راشان جورنال) الروسية: «ترمز كلمة الوهابية في أغلب الأحيان إلى التطرف الديني والسياسي المرتبط بالإسلام، وفي أكثر معانيها دقة تعني المذهب الذي صاغه المصلح الديني العربي محمد بن عبدالوهاب حيث أصبح هذا المذهب عقيدة رسمية للمملكة العربية السعودية».
وتقول هذه الصحيفة في موضع آخر: «لكن الخاصية الأكثر أهمية هي أن المسلم الذي يتَّبع الوهابية يجب أن يؤكد توحيده من خلال (الكراهية والعداوة)».
ونقول:
هذه مقاطع من آلاف المقاطع المشابهة تحمل من الأفكار الخاطئة، والمعلومات المحرَّفة ما يُرسِّخ في أذهان القوم صورة سلبية قاتمة عن المسلمين وفق ما تريده دولة الإرهاب والاعتداء على الحقوق في فلسطين، وما يريده المتعصِّبون ضدنا من النصارى الذين يكيدون للإسلام والمسلمين.
إنَّ جميع ما ذكر في المقاطع السابقة غير صحيح، ونحن نعرف ذلك، ولا يخفى علينا ما فيه من المبالغات المرفوضة شرعاً وعرفاً وواقعاً معاشاً ولكنَّ المهم في الأمر يتمثَّل في عجزنا نحن المسلمين عن توصيل المعلومات الصحيحة إلى الإنسان في الغرب، وكيف نوصِّلها وفضائيات العالم الإسلامي مسكونة بالغناء والرَّقص وعرض الأزياء وبرامج التشويه والتهويش التي لا تخدم الأمة في شيء؟
إشارة:
أَوَمَا لنا فيما جرى عظة
أوليس تنفع قومنا العِبَرُ؟ |
|