* الدمام - حسين بالحارث:
يدشن صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس الوزراء ورئيس الحرس الوطني هذا الأسبوع عدداً من المشروعات الصناعية والتنموية في المنطقة الشرقية.
وجميع هذه المشاريع ومثيلاتها تعتبر من المحطات التي يمكن الوقوف أمامها ضمن المنجزات التي تحققت للمنطقة الشرقية اسهاما فعالا في تهيئة البيئة المناسبة لنمو هذه الاقتصاديات الضخمة، حيث يقول رئيس الغرفة عبد الرحمن الراشد: لقد جاء إنشاء الغرفة نتاجاً طبيعياً لمجموعة من العوامل المهمة التي تضافرت فيما بينها لتوجد حركة تجارية نشطة في المنطقة وتفاعلت معها الغرفة لتشكل نسيجاً متجانساً مع هذه الحركة التجارية ولتكون إضاءة مميزة تحسب لهذه المنطقة.
ويضيف الراشد:لقد علمت الغرفة على تحقيق رسالتها في تعزيز دور القطاع الخاص وخدمة وتأهيل منسوبيه من أجل تطوير ودفع مسيرة العمل الاقتصادي لمملكتنا الحبيبة. فمنذ بداياتها البسيطة إلى أن وصلت إلى مكانة عالية رفيعة بين مثيلاتها من الغرف السعودية والخليجية والعربية وهي تعمل على تقديم إنجازات متميزة لتحقيق طموحات منتسبيها واضعة في اعتبارها أن تكون أنموذجاً وقدوة في العمل المتميز لخدمة الاقتصاد الوطني.
ويسترسل رئيس غرفة الشرقية قائلا: إن الدور الفاعل والإسهام في دفع عجلة التنمية وإرساء نظم الاقتصاد يمثل الهاجس والتحدي الأكبر للمسؤولين عن الغرفة، فقد حققت الغرفة الكثير من الإنجازات التي عززت مكانتها ورسخت وجودها كمؤسسة فاعلة وضعت نصب عينيها دائماً خدمة منتسبيها، ولا زال أمام الغرفة الكثير مما تحلم أن تحققه لخدمة مسيرة التنمية وخدمة منتسبيها.
ويدعو الراشد إلى أن تكون المنطقة الشرقية عاصمة اقتصادية وقوة تنافسية خاصة أنها عاصمة الصناعات الخليجية بحكم موقعها الجغرافي وما تحتضنه من صناعات كبيرة وما بها من ثروات نفطية وغازية وغير ذلك كثير، ويشدد الراشد على أن الغرفة تعمل على أن تحقق حلم المنطقة الشرقية منطقة جاذبة للاستثمارات الكبرى فهي تتمتع ببنية تحتية ممتازة ورغم ذلك فنحن نعمل على تحسينها أكثر وأكثر كما أن بها النفط والغاز واللذين يعتبرن من أهم مصادر الطاقة.
ويطالب الراشد بضرورة تهيئة المناخ الاستثماري في المنطقة الشرقية وكذلك إيجاد المعاهد الفنية المتخصصة لتخريج الكوادر السعودية المؤهلة والمدربة لتقود العمل في الصناعات المهمة سواء النفطية أو في الغاز أو في البتروكيماويات أو أية صناعات أخرى.
ويقول الأمين العام للغرفة إبراهيم بن عبد الله العليان انه رغم أن رسالة الغرفة منذ بدأت في شوال 1372هـ وحتى يومنا هذا لم تتغير فهي هيئة خدمية لا تهدف إلى الربح، إلا أنها طورت من أساليب تقديم هذه الخدمة حيث عملت على رعاية مصالح منتسبيها وتعزيز إسهاماتهم في مسيرة التنمية، كما واكبت جميع المراحل وشاركت فيها بكل ما توفر لها من إمكانيات وخبرات، فحققت نقلة نوعية في خدماتها لقطاع الأعمال بما يلبي احتياجاته الحالية ويستجيب لتطلعاته المستقبلية كونها تعي ضرورة التفاعل مع المتغيرات على الساحة الدولية والاستفادة من معطياتها الإيجابية في ظل مناخ الانفتاح وتعدد الفرص للنفاذ إلى الأسواق.
ويضيف الأمين العام أن الغرفة تبنت في كل مرحلة من مراحل تطورها مشروعات مهمة، فمع بدايات فترة الطفرة كانت الغرفة سباقة لتبني التدريب كمشروع وطني رئيسي لتحقق به هدفين الأول إعداد الكوادر السعودية لتحل محل العمالة الوافدة وكذلك مساعدة القطاع الخاص في رفع كفاية العاملين لديه. وكان الحس الوطني في ذلك عالياً حيث كانت تستشعر في ذلك الوقت في عام 1402هـ أنه لابد من أن تحل العمالة السعودية محل العمالة الوافدة ومع أن التدريب بدأ بدورات معدودة لايتعدى سبع دورات إلا أن التطور الكبير الذي شهده التدريب في الغرفة كان كبيراً وتم افتتاح مركز متخصص للتدريب في الغرفة، ويتم جلب أفضل الاستشاريين والخبراء للتدريب.كما كانت الغرفة سباقة في الدعوة لعقد أول مؤتمر لرجال الأعمال السعوديين في المملكة في عام 1403هـ تحقيقاً لفكرة اللقاء والحوار وتبادل الخبرات والآراء فيما بينهم وليكون ترجمة فعلية وعملية لسعودة الفعاليات الاقتصادية وجعل النشاط السعودي مكتملاً من الداخل دون الحاجة للجوء للخارج، وتأكيد أهمية دور القطاع الخاص في تنفيذ برامج التنمية ومعالجة المعوقات التي تواجهه.ولأن غرفة الشرقية رائدة في كل ما تقدمه سباقة كعادتها فقد استضافت أول ندوة تعقد عن الصناعات الوطنية على مستوى المملكة بمشاركة شركة أرامكو السعودية وعدد كبير من الخبراء والاستشاريين والمقاولين ورجال الصناعة حيث تمت مناقشة العديد من الموضوعات التي تتعلق بالصناعة الوطنية للوصول بها إلى أفضل مكان ولتنافس الصناعات الأجنبية ليس في داخل المملكة فقط بل وفي عقر دارها.
ولم تتوقف خدمات الغرفة على ذلك فمبادراتها لا تعرف الحدود وكان من أهم هذه المبادرات إطلاق جائزة سنوية للسعودة في عام 1417هـ والتي تبناها فيما بعد مجلس القوى العاملة لتصبح جائزة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز للسعودة ولتكون على مستوى المملكة. وكان قد سبق هذه الجائزة مبادرة الغرفة لتنظيم أول ندوة للتدريب والسعودة في عام 1411هـ.
ولأن المنطقة الشرقية هي قلب المملكة الصناعي فقد لعبت الغرفة دوراً مميزاً في استقطاب الاستثمارات الأجنبية للاستثمار وفي دعم الصناعة المحلية حيث تبنت معارض الصناعات الوطنية لتعريف المواطن والمقيم بما وصلت إليه الصناعة السعودية من تقدم وتطور، ورفعت شعار المنطقة الشرقية عاصمة الصناعة الخليجية وعملت بكل جهودها لترجمة هذا الشعار إلى واقع فعلي فكان منتدى الغاز السعودي الأول الذي أصبح علامة بارزة في تاريخ الغرفة حيث كان هذا المنتدى تظاهرة عالمية وفتح حواراً بين كافة أطراف معادلة الغاز ومبادرة الغاز خاصة أن المملكة تمتلك رابع احتياط للغاز في العالم، وعلى مدى ثلاثة أيام تحاور كافة المعنيين بالغاز صناعة وتكريراً واستخراجاً واستثماراً، وتحول منتدى الغاز إلى ملتقى للطموحات والتطلعات والآمال من خلال مبادرة الغاز التي أطلقها سمو ولي العهد الأمير عبد الله بن عبد العزيز.
|