ناجية من زلزال تايلاند تروي شهادتها من قلب الحدث :
(شخصتُ ببصري لأعلى فرأيت الماء ولم أر السماء)

  * بانكوك - د.ب.أ :
كانت كارولين وودز تتجول في هدوء بين جنبات سوق يقع على شاطئ البحر جنوب تايلاند في صباح أمس الأحد .. كان الجو بديعا .. وفجأة زمجر الكون ، تقول وودز : كان الرجال يصيحون ويجرون لايلوون على شيء ، ولا يوقفهم شيء في طريقهم ، ظننت في البداية أنها معركة بين عصابات أو شيئا مثل ذلك ، وتتابع : اتجه بصري لأعلى لم أشاهد السماء ، بل شاهدت ماء كانت موجة ، ولكنها لم تكن موجة عادية لكأنها كانت البحر كله ، وتتابع من فندق هيلتون اركاديا كان الناس يصرخون في كل مكان ، الماء ارتفع لمسافة بلغت نحو 60 مترا فوق سطح البحر ، الدمار شمل كل شيء .. لقد أثار زلزال هائل وقع قبالة الساحل الغربي لجزيرة سومطرة موجة مد عاتية ، شملت بحار المنطقة كلها من إندونيسيا إلى ماليزيا وتايلاند ، بل انها امتدت حتى الهند .
تمضي وودز وهي من إنجلترا عطلة مع أطفالها ، حيث تزور أختها التي تعيش في بانكوك وتقول انها عادت أدراجها على الفور إلى الفندق ، لتكون مع أطفالها ، وتتابع : كانت هناك براميل زيت كثيرة أطيح بها عاليا وكنا نخوض في الماء والزيت ، شاهدت سيدة جرفتها المياه وقد قطعت ساقاها .
وذكرت تقارير من ساحل فوكيت الغربي أن 36 شخصا قتلوا في منطقة باتونج ، حيث يخشى من أكثر من مئة من هواة الغطس قد لقوا حتفهم ، كما يخشى من أن عدة مئات قد قتلوا في جنوب تايلاند ، وهذه المنطقة هي مقصد سياحي عالمي شهير تجتذب هواة القوارب والغطس ، وذكرت تقارير سابقة أن عشرات القوارب ، قد انقلبت وتقول وودز إنني انظر إلى البحر الآن ، أمواجه متلاطمة وتضرب في كل الاتجاهات ، ان البحر يفعل أشياء لا يفعلها في الأحوال العادية .
القوارب تتواجد بكثرة عادة هنا ولكن لا أرى قاربا واحدا الآن ، ربما غرقت كلها .. وقالت وودز : ان السيارات وغيرها من المركبات انقلبت وشمل الدمار كافة المحلات والمساكن ، وأردفت وودز جميع السكان المحليين يبكون ويصرخون ، إنهم مصدومون وهذا أمر طبيعي ، لانهم ليسوا أثرياء وقد خسروا كل شيء الآن .. واثر وقوع الزلزال ألغيت رحلات جوية عديدة من فوكيت ، وذكرت وودز أنها لاتعرف إلى متى ستضطر للبقاء في الجزيرة ، واستطردت : حتى هنا في فندق هيلتون تضرب الفوضى المكان ، لان قسما كبيرا من العاملين بالفندق جروا خارجه للبحث عن ذويهم وهي أمر نقدره بالتأكيد ، وتتابع : الكل يتوقع حدوث زلزال آخر ، لذا فإننا الآن نرقب وننتظر.