زخر العدد الجديد من مجلة (الفيصل) الثقافية الشهرية بمجموعة من المقالات التي توزعت بين التاريخ والإبداع والبيئة، والفكر، وبدأت باستطلاع مصور عن مدينة آسفي المغربية التي حيرت الآثاريين والمؤرخين بسرها التاريخي الدفين الذي يمثل مزيجا من الحضارات العريقة كالفينيقية والقرطاجنية، وربما الفرعونية، أعده محمد القاضي، وتناول فيه تاريخ المدينة، التي تبعد عن مدينة الدار البيضاء نحو 256 كلم، وعن مراكش بنحو 199 كم، وتتبع المراحل التي مرت بها منذ عهد ما قبل الفتوحات الإسلامية مرورا بأيام السعديين والعلويين، ومرحلة الاستعمار البرتغالي حتى الوقت الحاضر، وأبرز أهم المميزات التي اشتهرت بها المدينة، ومن بينها صناعة النسيج والحياكة والخزف والفخار، وتطرق إلى ما تعانيه المدينة من تلوث لكونها من أهم المراكز الاقتصادية في المغرب.
وفي مجال المستقبليات كتب حمدي محمد الجمل مقالا بعنوان (الذكاء: ثروة المستقبل ولغة العالم)، شارحا معنى الذكاء الصناعي بأنه قدرة الآلة على القيام بالمهارات التي تحتاج إلى الذكاء البشري عند أدائها، مثل الاستنتاج المنطقي والتعلم، والقدرة على التعديل، كما أن الذكاء الصناعي يعني (استثمار الذكاء البشري بواسطة كثافة الإنتاج المعرفي الهائل التي تؤدي إلى توفير قدرات فائقة لحل المشكلات الأكثر تعقيدا).
وتناول الدكتور صالح بن علي بن عراد (مظاهر عناية الإسلام بالبيئة) التي تتعرض في هذا العصر لكثير من صور الفساد، مثل التلوث البيئي بصوره وأنواعه المختلفة، واستنزاف الموارد الطبيعية والتصحر، وانجراف التربة وغير ذلك من المشكلات البيئية التي تكشف بوضوح عن وجود خلل كبير في سلوك الإنسان وتصرفاته غير الرشيدة مع المكونات البيئية، وأوضح أن الإسلام قد حدد للبشرية مسارها السلوكي البيئي الصحي ح، وبين أن المحافظة على مقومات الحياة والبيئة تعد مقصدا أساسيا من مقاصد الشريعة الإسلامية.
وألقت د.عائدة قاسموفا بنت شاهلار الضوء على ضحايا الإرهاب الأحمر في الاتحاد السوفييتي في الثلاثينيات من القرن العشرين، وقد هدفت الكاتبة من هذا المقال إلى اطلاع العرب على ما جرى في أذربيجان في تلك الفترة، وركزت الكاتبة في مصايب حسين جاود أحد فحول الشعراء الأذريين، وعدد آخر من أصدقائه، مثل فهم أحمد جواد، وميكائيل مشفق، والماس بيلديريم وغيرهم من الذين قتلوا في تلك الفترة، وقد اعتمدت الكاتبة على أسلوب روائي - وثائقي مستندة إلى الوثائق التاريخية من المستندات ومحفوظات أرشيفات K.G.B التي كشف الستار عنها بعد انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991م.
وتضمن العدد تحقيقا أعده جعفر عبدالله السيد عن مدينة سواكن السودانية التي تقع على ساحل البحر الأحمر، والتي يرجع تاريخها، حسب المصادر التاريخية، إلى عهد سيدنا سليمان في القرن العاشر قبل الميلاد. وتناول تاريخها وأهميتها الاقتصادية كميناء اهتم به المماليك والعثمانيون وغيرهم من المستعمرين، وقد وصلت أول باخرة إلى ميناء سواكن عام 1422هـ قادمة من ميناء كلكتا بالهند، ووصفها الرحالة دكسترو الذي مر بها عام 1541م، بأنها أغنى دول التجارة في الشرق، ولا يضارعها في نظره إلا ميناء لشبونة البرتغالي.
وقدم نايف الظيط قراءة في كتاب (لمحة عن الثقافة الصينية) من تأليف: فنغ لينغ يوشي وي مين.
وأجرى عبدالله الكويليت وحسين حسن حسين حوارا مع الجغرافي المجري الدكتور يوناش كوباشيك مدير المتحف الجغرافي المجري، الذي زار المملكة بدعوة من مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، وألقى محاضرة عن عبدالكريم جرمانوس الذي يعد من أبرز المستشرقين والرحالين الذين كتبوا عن الشرق عامة، والجزيرة العربية على وجه الخصوص، وتطرق الحوار إلى سيرته، وعلاقته بالمملكة العربية السعودية، والأدباء والمفكرين العرب، وقال د. يوناش كوباشيك: إنه لا توجد موازنة بينه وبين كولمبس! كما تناول الحوار كثيرا من القضايا الفكرية الأخرى.
واشتمل العدد على قصائد بعنوان (ما نسيته جدتي من حكاية بنت النعمان) لإبراهيم أحمد الوافي، و(إلى ابن المقرب في مهرجانه) لمحمد الجلواح، ومن القصص القصيرة (الكلب الآلي) ترجمة محمد مجد الدين باكير، و(الأم الغائبة) لعلي صالح طمبل.
واشتمل العدد على الأبواب الثابتة: (رسائلكم)، و(ردود وتعقيبات)، والمسابقة الثقافية الشهرية التي رصدت عددا من الجوائز القيمة للفائزين، و(الملف الثقافي) الذي يتابع الحركة الثقافية العربية والعالمية خلال الشهر، وختم العدد ب(خاتمة المطاف) وكانت بعنوان (مقتطفات من الفكر التربوي عند إخوان الصفا) لنجيب الجباري.
|