لقصورنا في فهم الحياة قد نخطئ، ومَن لا يعرف خطأه أو يعترف به فهو بكل تأكيد قليل الإدراك. قول لا نختلف حوله كثيراً، ومَن قال كالعادة: يا أخي لا تعمِّم، سأقول له: لم ولن يكون بيننا مَن هو معصوم من الخطأ؛ فنحن بشر أسعدك الله.
حقيقة يجب قولها: إننا نتعلم، لكن للأسف بالمعكوس أو (الريوس)، فنقع في الخطأ بشكل مؤكد، فلا أحد يسمي علينا أو يقيلنا من عثراتنا.. وهنا لا بدَّ من شبه التعميم أيضاً، فنحن نرى العامل وهو يصلح الأشياء فلا نراقب ما يفعله لنتعلم الصحيح، إنما نطالع ملبسه وندقق بطريقة هندامه وشعره وسلساله وحجمه وتعاويذه التي جاء بها من هناك، فقد يقوم أحد المراهقين من بيننا بتعلم الدرس جيداً، لنرى السلسال في عنقه، وعقصة الشعر المبلل بالجل اللزج فوق أكتافه.. فلا تقل: إننا لا نتعلَّم!العاملة في البيت تغني وتدندن بكلمات مبهمة وغريبة، وتتعلم الغناء بيننا، ولا مانع لديها من أن تستمع إلى كل شيء، لكن لا تنتظر منها أن تُسبِّح أو تهلِّل.
أخطر الأشياء وأقساها هي تلك التي قد يتعلمها أحد منا حينما يضع الزاهدون في الحياة، أو (الزاهقون) من العيش بيننا، حداً لحياتهم غيلة وانتحاراً أمام الجميع بحبل يتدلى منه ببشاعة.. فهي أخطر ما قد نتعلمه، فلا تجادلني هنا بحجم أخطائنا حينما يحاول البعض منا أن يتعلم مثل هذه الأشياء المؤذية جداً.
|