في مثل هذا اليوم من عام 1990 قام الزعيم الإيراني علي خامنئي بتأييد فتوى إعدام سلمان رشدي، حيث أعلن أن حكم الإعدام الصادر على الكاتب سلمان رشدي بتهمة سب الإسلام سيظل قائماً ورفض قبول ندم المؤلف وقراره بعدم نشر طبعة أخرى من رواية (آيات شيطانية) والتي اعتبرت هجوماً سافراً على الإسلام. وقد أعلنت إذاعة طهران عن خامنئي قوله إن القرار الصادر عن آية الله روح الله خميني سيظل سارياً حتى لو أعلن ندمه وتحول إلى أتقى رجل في زمنه. وقد ظل الروائي سلمان رشدي الهندي الأصل مختبئاً تحت حراسة الشرطة منذ أمر آيه الله خميني بإهدار دمه. وقد جدد إيمانه بالإسلام وابتعد عن المشاعر المعادية للمسلمين والتي جسدتها شخصيات روايته. واتخذ قراره هذا بعد العديد من المشاورات مع مسلمين معتدلين، وكان ذلك بمثابة محاولة للحد من اختلافه مع المجتمع الإسلامي والخروج من مخبأه. وقد تعهد رشدي ألا يسمح بإصدار المزيد من ترجمات روايته والعمل على فهم الدين الإسلامي بشكل أفضل. ولكن رفض خامئني ذلك وذكر أنه ما من شيء سوف يغير الفتوى الإيرانية الصادرة عام 1989م. وقد خلف خامئني المرشد الديني الأعلى للثورة الإيرانية عندما توفي آيه الله الخميني في يونيو من عام 1989، وكان من المحتمل نقض فتواه في طهران. وقد دعم قراره من قبل بعض العلماء المسلمين في بريطانيا. فقد كرر محمد سيديكي، زعيم حركة شباب بريطانيا المسلم، طلبات سحب كل نسخ رواية (آيات شيطانية) والتعهد بعدم نشر الرواية بأي شكل من الأشكال مرة أخرى.
وقد تسببت الفتوى في اختباء الكاتب وإقامته في 30 مكاناً سرياً مختلفاً بالمملكة المتحدة لمدة تصل لأكثر من تسعة أعوام. كما قدرت تكاليف حمايته في خلال هذه الفترة بحوالي أحد عشر مليون جنيه في العام. وفي عام 1998 تعهدت الحكومة الإيرانية بعدم تنفيذ حكم الفتوى الصادر ضد سلمان رشدي، لكن واصل المتشددون الإيرانيون المطالبة بقتله. وبعد ذلك بدأ رشدي في العودة إلى الظهور مرة أخرى حتى إنه ظهر في فيلم (مذكرات بريدجيت جونز).
|