لا شعورياً وجدت نفسي أصفق إعجاباً بما تضمنته مداخلة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد في قناتنا الرياضية من مفاهيم فيها من القوة والصرامة ما نحن في أشد الحاجة إليه في هذا الوقت والظرف العصيب الذي تمر به كرة القدم السعودية بعد أن جرب سموه سعة الصدر والديموقراطية والحرية في تعامله مع بعض المنتسبين لوسطنا الرياضي الذين مع الأسف لم يستثمروا كل تلك الأريحية الكريمة من سموه في الإسهام في تطوير مسيرة الكرة السعودية وعوضاً عن ذلك راحوا يعرقلونها بتعصبهم المفضوح وتغليبهم لمصالح أنديتهم على المصلحة العامة للرياضة السعودية بشكل عام وكرة القدم السعودية بشكل خاص!
وسلطان الرياضة كأنما أراد أن يبعث برسالة إلى كل الرياضيين فالمحللون الرياضيون الذين يجنحون بأفكارهم ويخرجون عن النص ويشككون بالقرارات وينشرون التعصب ليسوا فقط هم هدف المداخلة التلفزيونية بل هي موجهة إلى كل الإعلاميين والإداريين في الأندية إذ لا ديموقراطية ولا تساهل ولا تهاون مع كل صاحب فكر يسعى للترويج لمصالح خاصة على حساب ماهو أهم وأبقى!
ووجه السعد كأنما أراد أن يقول لجميع الرياضيين أن ترحيبه بالنقد الهادف لا يعني سكوته على من اختلط عليهم الأمر من إعلاميين وإداريين فصاروا يتطاولون على كثير من القمم الرياضية ويسلبون منتخب الوطن هيبته ووقاره تحت شعار النقد!
تجربتنا مع القوة كانت تجربة ثرية عامرة بالانضباط حافلة بالانجازات فيما حملت تجربتنا (الديموقراطية) الكثير من التجاوزات التي أفرزت بعض الاخفاقات الرياضية ويبدو أننا لا نزال بحاجة إلى مزيد من الوعي لنستوعب معنى الديموقراطية وهذا ربما ما دفع سمو أمير الشباب نحو تلك المداخلة القوية التي هي مقدمة لتعاملات تفرضها المرحلة الحالية التي تشهد أنواع العبث الإعلامي والإداري بشكل انعكس سلبياً على الكثير من مكتسباتنا الرياضية!
هامش الحرية الذي نتمتع به في وسطنا الرياضي لا نستحقه مع الأسف فممارسات العديد من اعلاميينا وإداريينا أفسدت تلك الأجواء الحضارية واختلط الحابل بالنابل وصارت الكتابة الرياضية متاحة لكل من هب ودب وكل يغني على ليلاه وتجرأ بعض الإداريين وتجاوزوا حدودهم في الحديث عن اللجان العاملة وشككوا فيها وفي قراراتها وتطاولوا على منتخب الوطن وتدخلوا في شؤونه وتحولت تلك الحرية إلى فوضى دفعنا ثمنها غالياً في الكثير من المناسبات الرياضية!
لذلك كله فرحت وسررت بمداخلة أمير الرياضة والشباب التي وضعت الأمور في نصابها وحملت إشارة إلى تقنين الهامش الكبير من الحرية الذي تتمتع به صحافتنا الرياضية وحصره فيما ينفع ويفيد وامتداد مؤشرات تلك المداخلة لتصل إلى إدارات الأندية بإعلانها أن حلم وحكمة وسعة صدر سموه لا تعني التساهل مع كل من يحاول العبث بمقدرات وسطنا الرياضي الكبير.
أخيراً عاقبنا نور!
قبل دورة الخليج كنت أتحدث مع أحد الأصدقاء حول نجومية محمد نور وقلت إن محمد نور يمتلك الموهبة لكنه يفتقد الوعي ومما زاد الطين بلة هو الدلال الذي يحظى به نور شعبياً ورسمياً رغم حالات الانفلات السلوكية التي بدرت منه أكثر من مرة!
صعد إلى المدرجات وتعارك مع الجماهير ونزل من سيارته وتصارع مع اثنين من المشجعين في الشارع!
طارد نواف التمياط إلى أن اصطاد قدمه المصابة وساهم في إبعاده عن الملاعب ورددت الجماهير وقتها أن نور كان ينوي بكل أنانية الحد من تألق نواف لأنه يرى أن استمراريته في الملاعب تعني إطفاء نوره!
في كل مباراة يسبب أزمة بسبب القزع ومن أجله لعب برأس معصوب!
وفي دورة الخليج واصل عدم مبالاته وطرد في المباراتين اللتين شارك فيهما واضعاً منتخب الوطن في أزمة فنية ومعنوية لا يحسد عليها لكنه هذه المرة لم يسلم من العقوبة التي تأخرت كثيراً والتي هو في أمس الحاجة إليها لعلها توقظه وتضع حداً لعنجهيته واستهتاره وغروره الذي أفسد به موهبته الفنية العالية!
(لماذا تنازلنا)؟!
كانت خطتنا في منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم هي إعداد فريق شاب على مدى أربع سنوات تنتهي بالمونديال العالمي في ألمانيا وقلنا وقتها ان البطولات العربية والآسيوية والخليجية هي مراحل في مشوار خطة الإعداد التي لن تتأثر أو تتعرقل بنتائج هذه البطولات!
وتنفيذا لهذه الخطة تحمسنا لإبعاد عناصر الخبرة وضم العناصر الشابة وتعاقدنا وقتها مع مدرب كنا ننوي استمراره مع الفريق طيلة السنوات الأربع التي حددناها لخطة الإعداد!
لكن النتائج الوقتية عصفت بخطتنا بعد ان تجاوبنا مع الإعلام ومع الجماهير التي تستعجل النتائج وتنازلنا عن قناعاتنا وعدنا إلى أوراقنا القديمة فتعثرت خطواتنا وتوالت كبواتنا!
لا بأس في أن يكون المنتخب العماني نموذجاً للتخطيط والصبر والثبات على الموقف وعدم استعجال النتائج ومن ثم جني الثمار تطوراً في المستوى والنتائج والمراكز!
في سلطنة عمان هناك شراكة وتعاون بين الأندية واتحاد كرة القدم تخدم مصالح الطرفين وفي النهاية هي في خدمة الكرة العمانية بشكل عام!
وفي السلطنة منحوا ماتشالا الفرصة كاملة وتحملوا النتائج بحلوها ومرها إلى أن صنع لهم فريقاً ممتعاً وخطيراً!
وهناك لا يوجد إعلام يشكل أغلبيته المتعصبون ولا أصوات تنعق في الفضائيات تطارد بعض نجوم المنتخب وتشتت شمله ولا يوجد إداريون يتصيدون أخطاء لاعبي الفريق المنافس لفريقهم حتى وهم بشعار منتخب الوطن بل الجميع على قلب رجل واحد وهذا هو سر النجاح!
وسع صدرك!
- في قناتنا الرياضية وفي صحافتنا تابعنا (سواليف) عن أسباب إخفاق منتخبنا في دورة الخليج وضاعت الطاسة من كثرة (الحكي والتنظير)!
- المشكلة ان الحديث عن الإخفاق متاح فقط لبعض الوجوه غير المشاركة ميدانياً مع تغييب كامل للأطراف المشاركة في الحدث ولهذا صارت المسألة فلسفة أكثر منها معالجة مباشرة!
- وكل هذه السواليف ما كانت ستظهر لولا حماقة نور التي أضاعت المنتخب وسلبية تكر التي أحرجت الدعيع وهزته فنياً ومعنوياً ليسقط الفريق ضحية أخطاء فردية!
- بعض المتحدثين (بربارة) يصلح فعلاً لبرنامج يبث على مدى ساعتين لا ضوابط للحديث فيه ولا محاور!
- كل شيء جعلناه من أسباب الاخفاق حتى الخطاب الديني ولم يتبق سوى العادات والتقاليد ومطاعم الأكلات الشعبية!
- اعتذار نور أرجو ألا يؤثر على سريان القرار!
- غاب الهلال عن البطولات لمدة عام وبعد فوزه بكأس الأمير فيصل بن فهد قالوا (الهلال يعود بعد طول غياب)!
- أجل ماذا سيقال عن الفريق الغائب منذ عشر سنوات فيما لو فاز ببطولة؟!
- آسف هذا السؤال سابق لأوانه!
|