ملامح المركبة تؤثر على رغبة المشتري
شركات صناعة السيارات تستعين بعلماء النفس في تصاميمها

  يسمي مصممو السيارات مقدمة السيارة بوجهها، ويعتقدون أن تعبيرات وجه السيارة يمكن أن تعطي ردود أفعال سلبية او إيجابية غير شعورية لدى المشاهد، لذلك استعانوا بالخبراء النفسيين والمختصين في التحليل النفسي، وقد تحول بعضهم من الاهتمام بوجوه البشر الى وجوه السيارات. يقول دان هيل الذي يعمل رئيساً لمؤسسة المنطق الحسي بمدينة سان بول بولاية منيسوتا، حيث كوّن عملاً له من تحليل لغة الوجوه لدى الناس: إن المسألة ليست ما يقوله الناس ولكن تعبيرات وجوههم حينما يقولون كلمة ما. وكان هيل يعمل مستشاراً لبحوث السوق وللمرشحين السياسيين و يتمتع بخلفية في التصميم وتاريخ الفن حيث يقوم بتفسير اللغة التي تخفيها تعبيرات وجوه الناس، وقد ساعد هيل شركة تويوتا وشركات السيارات الأخرى في تحليل بيانات بحوث السوق لمعرفة ردود أفعال المستهلكين على شكل السيارة. ويقوم حاليا بالاطلاع على النماذج الأصلية الأولية من السيارات لمعرفة أي مشاعر مخفية قد
تولدها المركبات لدى الزبائن. وذكر هيل أن المصمم يعلم أن الزوايا الحادة تعني التوتر، والغضب والأفعال الرجولية، ويمكن لهذه الانطباعات أن تقود الى ما
  هو أعمق، فالناس الذين لديهم تعبيرات أكثر حركية ينظر لهم على إنهم أكثر حيوية. والأمر ينطبق على السيارات أيضاً. ويقول هيل إنه عندما يتحدث الناس فإن أكثر من نصف الرسالة تلتقط من تعبيرات الوجه. وهناك سبعة ملامح لعواطف رئيسة هي الغضب والخوف والاشمئزاز والدهشة والحزن والسعادة والكراهية، ويعطي شكل مقدمة السيارة في العديد من المركبات الانطباع بالغضب أو الخوف أو الاشمئزاز، ومع ذلك فإن تعبيرات الغضب والخوف والاشمئزاز ليست بالضرورة بالشيء السيء، ولكن عندما ترى ذلك (التعبير) في مرآة الرؤية الخلفية فإنك تحصل على رسالة شعورية لسلوك السائق القادم خلفك. . وهذا النوع من التفكير قد يقلل من حماس المشتري غير الشعوري لهذا الطراز. ومن الأمثلة التي ساقها هيل أن سيارة أكورا Acura MDX فيها ملامح السخرية المفرطة، ويبدو كأنها تظهر الكراهية للسيارات الأخرى على الطريق. أما سيارة كانيون Canyon فتعبر ملامحها عن الخوف عبر عينيها (المصابيح الأمامية) المفتوحتين بأقصى عرضها ومصباحيها المحددين الممتدين الى الأعلى كما لو أنها تصل الى حدود الوجه. أما طرازي كرايسلر بي تي كروزر PT Cruiser وليكزس Lexus ES330 فيتضمنان ملامح تدل على السعادة. فطراز بي تي كروزر ذو مصابيح أمامية جانبية ويحتوي على فتحة تبدو كبسمة ضاحكة، وطراز ليكزس ذو مصابيح أمامية مسحوبة الى الأعلى مع فتحة تهوية توحي بابتسامة عريضة. وبالنسبة لسيارة فولكسفاجن بالبيتل Beetle فيعطي شكلها انطباعاً بأقصى تعبيرات السعادة وبوجه طفولي، ويمكن أن يفسر الوجه الطفولي بأنه لطيف وأهل للثقة. ولكنه يخلو من القوة والشجاعة مما يجعل منه نوعاً من الضعف. ويلخص هيل القول بأن المركبات الأميركية ذات مدى واسع من التعبيرات بسبب (عيونها) الأكبر للمصابيح الأمامية. في حين أن السيارات اليابانية والأوربية ذات مصابيح أمامية أصغر وأكثر تجهما، فمصابيح السيارات اليابانية أكثر انسحاباً الى الجانب لتعطي
  انطباعاً على الغضب ولو احتوت فتحة التهوية في واجهة السيارات اليابانية على ابتسامة فإنها ستكون أكثر لطفا. ولقد أثارت شركة هوندا اليابانية ضجة
بإعلانها المعروف (يجب أن تحَب) والذي يظهر أناسا يشبهون سياراتهم. ويقول دوج هالبرت المصمم التنفيذي في قسم الأبحاث والتصميم في فرع الشركة
بالولايات المتحدة إن شكل الوجه عنصر أساسي في تصميم السيارة، ويحاول مصممو هوندا أن يناغمو في الخطوط التصميمية للسيارة، وكذلك وضع الكثير من التوتر في سطح السيارة مما يجعل السيارة تبدو وكأنها غاضبة أو حزينة، ولا تظهر وكأنها جميلة جداً. أما شركة نيسان فكانت قد استخدمت بناء الوجه في تصميم مقدمة سيارتها متبعة توجهاً ثقافياً يهدف الى منح التعبيرات البشرية لأي شيء كما يقول جيري هيرشبرغ الرئيس المتقاعد لفرع الشركة التصميمي في الولايات المتحدة، والذي يعتقد أن الزبون يشتري تصميماً ذي لمسة مميزة عندما يشتري مركبة ما، وإن استخدام البيانات لاختصار تصميم السيارة بكونه مجرد معالم وجه شيء خطير، وكثيرون لا يرغبون أن يتلاعب أحد بردود أفعالهم غير الشعورية.