* الرياض - الجزيرة:
اقترح عضو مجلس الشورى (الدكتور أحمد بن محمد الضبيب) أن يكون تشجيع البحث العلمي، من خلال صندوق ينشأ لهذا الغرض، للقيام بالبحوث الإنسانية، التي وصفها بأنها (الأهم في الوقت الحاضر) إلى جانب ما تتطلبه مشروعات التنمية من بحوث تطبيقية، تجري على موضوعات وطنية محلية، يمكن من خلالها أن تسهم في حل بعض المشكلات، أو تحقيق بعض الإنجازات، وجاء هذا الاقتراح في مداخلة أثناء مناقشة مجلس الشورى، مشروع نظام البحث العلمي الذي أقره المجلس مؤخراً.
الدول المتقدمة تنفق أكثر
وانتقد (الضبيب) ما يقال من أنّ الدول المتقدمة تخصص أكثر من (3%) من دخلها القومي للبحث العلمي وقال: إن الصحيح أنّ ما تخصصه حكومات تلك الدول، لايزيد على ثلاثين في المئة من حجم تلك الأموال، التي تصرف على البحث العلمي، أما باقي هذه الأموال فيأتي من القطاع الخاص) مشيراً إلى أنّ هذا القطاع يملك في معظم دول العالم مراكز للبحث العلمي من أجل تطوير منتجاته الصناعية، إلى جانب تعاقداته مع الجامعات، ومراكز البحوث الأخرى.
ليست الدولة وحدها
كما انتقد المطالبين الدولة وحدها بأن تخصص الأموال للبحث العلمي، دون النظر إلى أهمية هذا البحث، وخاصة المتعلق منه بالعلوم التطبيقية والتقنية.
المناخ والثقافة غير موجودين
وأوضح أنّ البحث العلمي يمثل خطوة مهمة نحو التقدم، بيد أنه قال: (إنه يحتاج إلى بيئة وإلى مُنَاخ، يستطيع من خلاله أن يزدهر، وأن يفيد المجتمع الذي يعيش فيه)، مبدياً أسفه لعدم وجود هذا المناخ، وأرجع ذلك لسببين الأول: أن ثقافة البحث العلمي غير موجودة على نطاق واسع من المجتمع السعودي، وأنّ التعليم العام لم يؤسس لها، وأضاف قائلا: (ثقافتنا الحاضرة ليست ثقافة البحث التي هي ثقافة الأسئلة، وإنما هي ثقافة الإجابات الجاهزة المعلبة التي تأتي من التراث، أو تُستورد من الغرب)، واصفاً ثقافة البحث العلمي بأنها (ثقافة الاجتهاد).
مجتمعاتنا مستهلِكَة
وتناول (الضبيب) السبب الثاني للبحث العلمي وهو: الإنتاج، مبيناً أنّ البلاد المنتجة التي لديها صناعات يقوم بها المواطنون، هي التي تحتاج البحث العلمي، ويزدهر فيها البحث لأنها تحتاج إليه لتنمية هذه الصناعات، والانطلاق بها إلى آفاق أرحب، مشيرا إلى أنّ المجتمعات العربية (مازالت مستهلكة من الإبرة حتى الصاروخ، تستورد كل شيء حتى ضروريات الحياة من الطعام، والكساء ومستلزمات العيش) وتساءل: كيف ينمو البحث العلمي بدون المحرك الحقيقي له وهو: الصناعة، ذلك الذي يحول نتائجه إلى قيمة مضافة؟.
تميز لايمت للمجتمع بصلة
وشدد على أنّ المجتمع السعودي، لديه عشرات إن لم يكن المئات من الباحثين المتميزين في العلوم والتقنية، ولكنه أبدى اعتقاده بأنّ ما يعالجه كثير منهم (لايمت إلى المجتمع بأي صلة).
بحوث يلفها الغبار
ورأى الدكتور أحمد الضبيب، أنّ ندرة المجالات التي تستفيد من البحوث العلمية في المجتمع السعودي (تجعل هذه البحوث مركونة على الرف، يلفها الغبار، ويأكلها النسيان، فهي بحوث تنتهي مهمتها بإنجازها) موضحاً أن من قرأ قائمة البحوث التي مولتها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية) لا يسعه إلاّ أن يستغرب للهدر الكبير الذي تعرض له المال العام دون مردود يذكر).
مجالات صرف مهمة
وطالب الضبيب بأن تصرف أموال البحث العلمي على (صندوق الفقر، أو مستشفيات وزارة الصحة، أو المدارس المتهالكة والمستأجرة، أو غير ذلك من الجهات الضرورية).
المجلس سابق لأوانه
ورأى أنّ إنشاء مجلس للبحث العلمي -بصلاحيات جمة- سابق لأوانه، مؤكداً أنّ ما صرفته الحكومة في السنوات الأخيرة هو في حدود المعقول، مبدياً اعتقاده بأنّ رصد ملياري ريال من الدولة لهذا الغرض، هو أكثر من الكفاية، كما رفض فكرة فرض نسبة على القطاع الخاص لهذا الصندوق، مذكرا بأنّ ما انتهجته بعض دول الخليج العربي (ثم بالتراضي بين التجار).
الصندوق للتعليم العالي
وطالب الضبيب بأن يلحق صندوق البحث العلمي بوزارة التعليم العالي، وأن يكون رافداً آخر لتشجيع البحث العلمي إلى جانب مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.
|