تابعت كغيري بطولة المرأة الستينية (موضي)، وكيف أطاحت بإرهابي عابر، كان يحمل في كيسه أدوات إرهابية متفجرة، كما لو كان يحمل خبزاً، وقد أجابها عند سؤالها له، بأنه يوزع صدقات (!).
أصبح الناس وسيلة للخديعة المبطنة، وجُلّ هذا الخداع يرتكز حول مشاعرهم الفطرية بما حباها الله من رفق ورقي الإسلام.
من بوابة الخديعة هذه، ها هم الإرهابيون يقتلوننا باسم الإسلام، ويسطون على أمننا باسم الإسلام، وهم كغيرهم من لصوص الحياة لا يقدمون على جرائمهم بدافع واضح، بل لابد من اللجوء إلى مثل هذه الانعطافات الخادعة.
ثمة تصور عام وشعبي، وهو أن خديعتنا - نحن السعوديين - تبدو واحدة، يداهمنا السوء من بوابة العاطفة والفطرة، نتعاطف بسرعة لا مثيل لها من جهة المشاعر، وهي ما جُبل عليها الكثيرون في هذا البلد، ولكن هل نستمر بهذه الفطرة والتلقائية والبساطة؟ هل نعزو مثل هذه السذاجة أحياناً إلى أننا ننهل من مورد واحد تدور حوله معظم رؤانا؟.
أظن الكثير منا يتذكر (منقاش)، بطل البندقية الخارقة قبل احتلال بغداد، وكيف نسج العرب له من مخيلاتهم أحلاماً بديلة تقاوم الغزو والعدوان.
وعندما تأتي (موضي) ونتناقل النبأ، فإنه وبالتأكيد يستحق أن يكون خبراً ضمن سلسلة الأخبار المتواترة التي نقرؤها، لكن يجب ألا نعتقد أن كل إرهابي سيقع في موضي أخرى، بل ان الخطر الحقيقي ما زال جاثماً على صدر واقعنا بألم شديد.
المسألة لا تحتاج إلى التقليل من حجم هذه الآفة، ولا تحتمل التهاون، رغم أن الجهود الأمنية تسير في اتجاهها الصحيح، وهو ما أثبتته نتائج ملاحقة الإرهابيين اليوم وغداً وإلى أن يشاء الله أن يقتلع جذور الجريمة من أرضنا مهما تعددت واختلفت أشكالها.
الناس لا يراهنون على أمنهم، ولا أرضهم، ولا أظنهم يقبلون أي بدائل أخرى، ناهيك عما يرونه من الفوضى والهلع في دول كثيرة، حيث كانت العناوين المراوغة مقدمة لحصد الحياة برمتها.
أما ما بقي علينا نحن، فهو ممارسة الوعي بكافة أشكاله، وألا يستمر البعض في تسطيح أنفسهم، بل عليهم أن يؤمنوا بأننا في مرحلة مختلفة تماماً عما كنا عليه قبل عشر سنوات.
أكثر أسلحة الواقع تقول انها ساحة المواجهة، مواجهة الفكر بالفكر، مواجهة الأخطاء بالتصحيح، مواجهة الثقافة الواحدة بثقافات مختلفة يجب أن تقرأ وتدخل ضمن منظومة وعي الإنسان الذي يشكل قاعدة النماء والرخاء، كما يمكن أن تتشكل قاعدة للموت والانتحار أيضا بأي من الحجج المتوافرة في أسواق الوهم والخداع للأبرياء فقط !
|