* القاهرة - د ب أ :
اقترحت دراسة بريطانية نشرت نتائجها على أصحاب الأعمال والشركات ، إعطاء فرصة للموظفين للنوم أو الراحة أثناء يوم العمل ، ليتمكن العاملون الذي يعانون من قلة النوم من استعادة نشاطهم.
وتقول صحيفة ديلي تلجراف البريطانية إن البريطانيين أصبحوا يعانون من قلة النوم مما يؤثر سلبا على حياتهم ، وأضافت الصحيفة أنه حينما أعلنت رئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارجريت تاتشر أنها لم تنم سوى أربع ساعات يوميا خلال 11 عاما من ممارسة مهامها كرئيسة للوزراء ، امتدحها الكثيرون بوصفها بطلة تتمتع بقدرة بشرية هائلة ، ولكن اليوم أظهر تقرير طبي أن 39 في المئة من البالغين في بريطانيا يعانون من قلة النوم ، وترتفع هذه النسبة إلى 50 في المئة بين المديرين وأصحاب المناصب التنفيذية ، واقترحت الدراسة التي أعدتها مؤسسة (ديموس) للأبحاث ونشرتها الصحيفة ، أن أصحاب الأعمال يجب ان يمنحوا الموظفين فرصة لنوم القيلولة أثناء العمل لاستعادة نشاطهم.
وطالبت الدراسة من أصحاب الأعمال أن يوفروا غرف نوم في مقار شركاتهم ليتمكن الموظفون من النوم أثناء يوم العمل ، وقالت الدراسة إن قلة النوم تؤثر على حياة الإنسان بينما لا ينتبه إليها ، حيث يقتطع من وقت النوم لاستغلاله في العمل أو قضاء وقت مع الأسرة أو أي من الأنشطة اليومية الأخرى ، مما يسبب زيادة التوتر ويؤثر على الحالة المزاجية للفرد.
ويعاني العديد من الشخصيات العامة من قلة النوم .. ويقول الدكتور ليام فوكس أحد زعماء حزب المحافظين : (إننا نأكل حين نشعر بالجوع ونشرب حين نشعر بالعطش فلماذا لا ننام حين نشعر بالنعاس ؟) ، ويقول مارك بولاند النائب السابق لسكرتير أمير ويلز ، الذي لم يكن ينام سوى ما يتراوح بين خمس وست ساعات فقط يوميا ، وكان لا يخلد للنوم قبل منتصف الليل (إنه أمر مستحيل فعلا .. لا يوجد وقت للنوم).
وأضافت الصحيفة أن النوم أصبح رفاهية بالنسبة للبعض ، ويقول المؤرخ سيمون سيباج مونتيفيور (أنه أمر ممل أن تشعر بالتعب طوال الوقت .. بل وأكثر مللا أن تشكو للآخرين من أنك متعب طوال الوقت .. ولكني أعتقد ان الأرق أصبح من سمات الحياة العصرية) .. ولا يقتصر الأمر على الشخصيات العامة بل وامتد هذه الأيام للموظفين وخاصة للأمهات العاملات ، تقول تريزا هايل التي تدير مركزا طبيا في لندن ، إن مركزها يشهد إقبالا متزايدا من النساء اللائي يعانين من الخلل الهرموني بسبب الإجهاد الشديد ، وقالت هايل إن الشركات وأصحاب الأعمال لا يجب أن يقللوا من خطر العمل حتى الإعياء وقلة النوم حسبما أفادت الصحيفة ، ولا تعد فكرة هايل مجرد اقتراح خيالي حيث شهدت بريطانيا تنفيذه عمليا في إحدى الشركات جنوب لندن ، وهي شركة (فايرفلاي كوميونيكاشنز) للاستشارات ، حيث أنشأت الشركة (غرفة إعادة الشحن) قبل عامين ، وهي غرفة يمكن للموظفين الاستراحة بها لمدة 20 دقيقة أثناء العمل ليستعيدوا نشاطهم ، وقالت كلير والكر مديرة الشركة إن (الغرفة بها مقعد مريح جدا وإضاءة خافتة وموسيقى .. ولا نمانع في أن يستريح أحد الموظفين لمدة 20 دقيقة يقضيها في الاسترخاء أو النوم ، ففي شركات أخرى يمكن أن يقضي العاملون 20 دقيقة في الثرثرة أثناء استراحة للتدخين ، وأعتقد أن غرفة إعادة الشحن أكثر فائدة للانتاج).
ويقول البروفيسور جيم هورن من مركز أبحاث النوم في جامعة لوفبورو إن (أجسامنا بطبيعتها مهيئة لكي تنام لفترة كبيرة مرة يوميا وفترات متقطعة في أوقات لاحقة من اليوم) ،
|