* موسكو - سعيد طانيوس:
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على عزم روسيا على تقديم مزيد من المساعدات الإنسانية المطلوبة للشعب العراقي وتدعيم العلاقات الاقتصادية مع العراق، وجدد التزام بلاده بسيادة القانون الدولي وباحترام وحدة أراضي وسيادة الدول الأخرى، ومبدأ عدم التدخل في شؤونها الداخلية. ودعا بوتين في كلمة وجهها إلى سفراء عدد من الدول الأجنبية في حفل تسليم أوراق اعتمادهم, بينهم سفير جديد للعراق, إلى ضرورة أن تولي الأسرة الدولية إعادة إعمار الاقتصاد العراقي مزيداً من اهتمامها مشيراً إلى (أن تحقيق الاستقرار وإعادة الحياة السلمية إلى العراق هما الشرط الأول والرئيسي لبناء الدولة العراقية ذات السيادة وتنميتها لصالح الجماعات القومية والدينية كافة). وأعلن الرئيس الروسي بأن بلاده تعتبر السياسة المبنية على القوالب الإيديولوجية الجامدة، والاستمرار بمواقف الأحلاف، والمعايير المزدوجة غير مجدية.
وذكّر بأن التاريخ يشهد على أن مثل تلك السياسة تؤثر بشكل سلبي على مجمل منظومة العلاقات الدولية، وعلى الوضع في دول معينة. وأشار بوتين إلى أن روسيا تدعو باستمرار إلى سيادة القانون الدولي ومبادئه الأساسية، واحترام وحدة أراضي وسيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. وقال بهذا الشأن: (نحن مقتنعون تماماً بأن علاقات الشراكة المتكافئة بشكل حقيقي يمكن أن تستند إلى تلك المبادئ فقط). كما أكد بوتين على اهتمام روسيا في تعزيز علاقات الشراكة مع الدول الأخرى والمنظمات الدولية التي يمثلها السفراء الحاضرون. ومن جهة ثانية، أكد بوتين أن حل المسائل التي تواجهها أوروبا في مجال زيادة وزنها في السياسة الدولية يصب في المصالح العامة لروسيا والاتحاد الأوروبي. وقال متوجهاً للسفير الجديد للاتحاد الأوروبي في موسكو أن روسيا تنظر إلى علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي على أنها شراكة إستراتيجية. كما أعرب الرئيس الروسي عن ثقته بأن المجالات المشتركة الأربعة التي يجري تشكيلها في إطار تلك الشراكة ستصبح خطوة مهمة في طريق تشكيل أوروبا الكبيرة والموحدة. وقد تسلم الرئيس بوتين أوراق اعتماد سفراء بروناي محمد جنين ايريح، وفنلندا هاري غوستاف هيلينيوس، وبريطانيا انطوني برينتون، والهند كانوال سيبال، والعراق عبد الكريم هاشم مصطفى، وجورجيا فاليري تشيتشيلاشفيلي. على صعيد آخر, أكد وزير الداخلية الروسي رشيد نور علييف على ضرورة تكاتف المجتمع الروسي لمواجهة خطر الإرهاب. وأعرب عن أمله بأن يساعد مشروع القرار حول (مواجهة الإرهاب) المقدم إلى مجلس النواب (الدوما) في مكافحة هذا الشر.
وقال وزير الداخلية بهذا الشأن: (يجب أن يعبئ هذا القانون طاقات المجتمع، وأجهزة الأمن، والسلطة التنفيذية، وجميع المواطنين في روسيا لمواجهة مخاطر الإرهاب)، وأعاد نور علييف إلى الأذهان تشكيل 15 دائرة في إطار إعادة هيكلة الجهاز المركزي لوزارة الداخلية، بما فيها دائرة مكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب.
|