* رام الله - بلال أبودقة - الوكالات:
حققت حركة المقاومة الإسلامية مكاسب مهمة في الانتخابات البلدية حيث أظهرت نتائج جزئية أنها تجيء الثانية بعد حركة فتح المهيمنة في 24 مجلسا، وتكشف النتيجة عن قوة الإسلاميين في وقت بدأت فيه الحملة الانتخابية لانتخابات الرئاسة التي ستجري في التاسع من شهر يناير المقبل.
وشملت الانتخابات التي أجريت يوم الخميس للمرة الأولى منذ نحو 30 عاما 26 مجلسا بلديا في الضفة الغربية وأظهرت النتائج غير الرسمية في 24 مجلسا ان حماس التي تخوض أول انتخابات من نوعها فازت في سبعة مجالس مقابل 11 لحركة فتح المسيطرة، بينما حصلت حركة فتح على 60 في المئة من المقاعد مقابل 23 في المئة لحماس. ومن المؤكد أن تبعث النتائج برسالة عن قوة الإسلاميين إلى محمود عباس زعيم فتح المعتدل الذي يعتبر فوزه في الانتخابات الرئاسية شبه مؤكد، ومن المنتظر ان ينعش محادثات السلام مع إسرائيل. وينظر إلى الانتخابات البلدية على أنها اختبار للقوة بين حركتي فتح وحماس وأيضا على أنها تجربة بالنسبة للقائمين على تنظيم الانتخابات الرئاسية الشهر القادم، وقدرت نسبة الإقبال على الانتخابات بما يصل إلى 90 بالمئة.
وقال جبريل الرجوب المسؤول البارز بحركة فتح: إن النتائج تؤكد أن فتح لا تزال هي المسيطرة، وأن الانتخابات جرت في مناخ ديمقراطي، ووجه ايضا التهنئة لحركة حماس.
وقالت حماس: إنها أبلت بلاء أفضل مما يبدو من النتائج المعلنة حتى الآن وأنها تنتظر إعلان النتائج النهائية، وقال مشير المصري المتحدث باسم حركة حماس: إن النتائج تشير إلى ان حماس تمثل الشعب الفلسطيني جيدا، وأن الشعب الفلسطيني يتوق إلى إجراء إصلاحات ووضع نهاية لحقبة من الفساد.
وتسعى حركة فتح لإقامة دولة فلسطينية على أراض تحتلها إسرائيل منذ حرب 1967م، بينما ترغب حماس في القضاء على إسرائيل وإقامة دولة إسلامية.
لكن حماس تطالب أيضا بإجراء إصلاحات في السلطة الفلسطينية، وحظيت حماس بتأييد لقيامها بعمل خيري ساعد في إصلاح بعض الخدمات العامة الرسمية المنهارة، وتزايدت الآمال منذ وفاة عرفات لإحلال السلام، وتظهر استطلاعات الرأي على مايبدو دعما قويا لحركة فتح.
وأوضح استطلاع نشر هذا الأسبوع أن فتح تحظى بثقة بين الناخبين تصل إلى ما يقرب من 42 بالمئة بعد ان كانت 26 بالمئة في يونيو - حزيران، فيما تراجع التأييد لحماس ليصل إلى 20 بالمئة بعد ان كان 22 بالمئة.
وأمس تم رسميا افتتاح الحملة الانتخابية التي تسبق الاقتراع الذي سيجرى في التاسع من كانون الثاني - يناير لاختيار رئيس للسلطة الفلسطينية خلفا للزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، ويبدو رئيس منظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس المرشح الأوفر حظا للفوز فيها.
ويفترض أن تنتهي الحملة الانتخابية التي سيشارك فيها سبعة مرشحين للمنصب في السابع من كانون الثاني - يناير.
ويتوقع ان يفوز محمود عباس (69 عاما) الذي تولى رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية خلفا لعرفات، في الاقتراع ما لم تحدث مفاجأة كبرى، وذلك في غياب أي منافس مهم بعد انسحاب مروان البرغوثي أحد قادة الانتفاضة الذي يتمتع بشعبية كبيرة والمعتقل في إسرائيل وقرار حركة المقاومة الاسلامية (حماس) مقاطعة الاقتراع.
ويفترض أن يشدد مرشح (الحزب الحاكم) حركة فتح، خلال حملته على علاقاته التي كانت وثيقة بعرفات الذي كان أحد رفاق دربه.
ويظهر محمود عباس (أبو مازن) في الاعلانات التي أعدت للحملة إلى جانب عرفات وقد كتب عليها (على درب ياسر عرفات إلى الحرية والاستقلال) و(رفاق الدرب في الثورة وسلام الشجعان).
وسيتمكن عباس الذي لا يتمتع بالبعد الرمزي الذي كان يتسم به عرفات، من الاعتماد على حركة فتح التي تسعى لتعزيز شرعيته عبر تعبئة الناخبين للتصويت لمصلحته، لإرساء سلطته بعد انتخابه.
وقال الوزير الفلسطيني عزام الاحمد أحد أهم شخصيات فتح لوكالة فرانس برس نحن واثقون من ان (ابو مازن) سيفوز لكننا نريد مشاركة كبيرة في الاقتراع.
أما المرشحون الستة الآخرون وبينهم أربعة مستقلين الذين ينافسون عباس في الانتخابات، فلا يتمتعون بأي فرصة للفوز حسبما تكشف استطلاعات الرأي.
وإلى جانب فتح قدمت الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين تيسير خالد مرشحا لها بينما رشح حزب الشعب (الشيوعي سابقا) أمينه العام بسام الصالحي لهذا المنصب.
أما المرشحون الأربعة المستقلون فهم مصطفى البرغوثي الناشط في الدفاع عن حقوق الإنسان، وعبد الكريم أشبير والسيد بركة وعبد الحليم الاشقر.
وكان عشرة مرشحين تقدموا أولا للمنصب، أعلن ثلاثة منهم انسحابهم هم أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية مروان البرغوثي والمستقلان عبد الستار قاسم وحسن خريشة.
|