إثر موت ياسر عرفات، أخذت أغلبية الجمهور اليهودي في إسرائيل تميل إلى التفاؤل أكثر من السابق بصدد فرص تحقيق السلام مع الفلسطينيين، وأخذت تؤيد إجراء المفاوضات معهم.
هذا يأتي على خلفية التقدير السائد بأن قيادة ياسر عرفات كانت سلبية عموماً حتى من وجهة النظر الفلسطينية، وكذلك الحال أيضاً بالنسبة لأدائه في مجالات مركزية مثل بناء نظام حكم ديمقراطي ودفع عملية السلام.
أجرت هآرتس استطلاعاً للرأي منذ بداية العام الجاري وأخذ هذا الاستطلاع جهداً كبيراً وقسناه بموضوعية حتي بات على هذا الوضع.
بداية اتضح أن 70 في المائة من الجمهور اليهودي في إسرائيل أكثر تفاؤلاً اليوم بعد موت عرفات بصدد احتمالات التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين (9 في المائة أكثر تشاؤماً، 20 في المائة يقدرون أن موت عرفات لا يؤثر على الاحتمالات، و1 في المائة بلا رأي محدد).
هذا التفاؤل المتزايد يفسر في التقدير السائد بأن عرفات شخصياً قد ألحق الضرر في عملية السلام مع الفلسطينيين, 86 في المائة يعتقدون ذلك مقابل 8 في المائة فقط يقولون إنه تسبب في الفائدة, التقديرات السلبية لقيادة عرفات لا تتعلق فقط في قضية العلاقات مع الفلسطينيين وانما بأمور أخرى باستثناء قضية طرح القضية الفلسطينية على جدول الأعمال الدولي، حيث يتبين أن الجمهور منقسم في رأيه حول منفعة عرفات أو ضرره لشعبه - 50 في المائة قالوا إنه كان نافعاً في ذلك مقابل 43 في المائة قالوا إنه كان ضاراً.
تقييم قيادة ياسر عرفات يختلف كلياً في أوساط الجمهور الإسرائيلي العربي, 75 في المائة يعتبرونه مفيداً في قضية طرح القضية الفلسطينية على المسرح الدولي، و65 في المائة بالنسبة للكفاح من أجل الاستقلال السياسي، و61 في المائة في بلورة جهاز حكم ديمقراطي، و59 في المائة في دفع عملية السلام.
أما في الجانب الاقتصادي فقد قال 45 في المائة إن عرفات تسبب بالضرر (مقابل 39 في المائة قالوا إنه كان نافعاً).
91 في المائة من الجمهور العربي في إسرائيل يعتقدون أن عرفات كان عموماً جيداً أو جيداً جداً في قيادته (6 في المائة قالوا إنه سيىء إلى سيىء جداً) , 58 في المائة من العرب في إسرائيل أكثر تفاؤلاً بصدد التوصل إلى التسوية (21 في المائة أكثر تشاؤماً، و14 في المائة يعتقدون أن تغيراً لم يطرأ بعد موت عرفات على ذلك، و7 في المائة كانوا بلا رأي).
وعندما سأل الجمهور عموماً عن احتمالية تمخض الانتخابات الفلسطينية القادمة عن قيادة ذات مرجعية وصلاحيات واضحة بالنسبة للفصائل المختلفة وقادرة على إدارة السلطة والسيطرة على الوضع، تبين لنا أن الجمهور الإسرائيلي اليهودي لا يعتقد أن هناك احتمالات كبيرة لبروز قيادة ذات صلاحيات ومرجعية.
الأغلبية (62 في المائة) قالت إن الاحتمالات متدنية إلى متدنية جداً (مقابل 26 في المائة قالت إنها مرتفعة إلى مرتفعة جداً، و12 في المائة كانوا بلا رأي).
إلى جانب ذلك أيدت الأغلبية (53 في المائة) مساعدة القيادة الجديدة في ترسيخ حكمها من خلال لفتات مختلفة مثل إزالة الحواجز في الضفة (42 في المائة يعارضون قيام إسرائيل بمثل هذه المبادرات، و59 في المائة بلا رأي).
أما في الجمهور الإسرائيلي العربي فقد قيم 58 في المائة منهم أداء القيادة الفلسطينية الجديدة بصورة إيجابية و25 في المائة قيمها سلبياً (17 في المائة كانوا بلا رأي).
أما بصدد الانتخابات القادمة فقد قال 51 في المائة منهم أن احتمالية بروز قيادة ذات صلاحيات متدنية، وقال 45 في المائة إنها مرتفعة.
سُئِل المستطلعون حول الزعيم الإسرائيلي القادر على إحراز السلام مع العرب: 35 في المائة اعتبروا شارون زعيماً ملائماً لهذه المهمة، 17 في المائة اختاروا خيار: لا أحد أو أي شخص آخر (غير المذكورين في القائمة).
وفي نهاية المطاف قال 14 في المائة فقط إن نتانياهو.. هو الملائم، بينما حصل الآخرون على أقل من 10 في المائة على النحو التالي: شمعون بيرس 8 في المائة، عامي ايلون 6 في المائة، ايهود باراك 4 في المائة، ايفي ايتام 3 في المائة، سلفان شالوم 2.5 في المائة . . ويوسي بيلين 2 في المائة.
تحليل الإجابات حسب ميول التصويت للكنيست يُظهر أن تأييد شارون في الليكود قوي (53 في المائة)، أما نتنياهو فقد حصل على 18 في المائة، وشالوم حصل على 13 في المائة.
أما في أوساط ناخبي حزب العمل فقد أيدت الأغلبية شارون (25 في المائة)، وبعده بيرس (18.5 في المائة)، ومن ثم عامي ايلون (17.5 في المائة)، وبعده باراك (15 في المائة).
* * اليهود في إسرائيل : لم يشمل الاستطلاع في عدد من أجزائه عرب إسرائيل والبالغ عددهم حبسما أشار المعهد الديموجرافي الإسرائيلي في الأول من أغسطس الماضي إلى قرابة مليون و200 ألف عربي.
افرايم ياعر وتمار هيرمان |