في هذه اللحظة التي تقرأ فيها عزيزي القارئ هذا المقال هناك نصف مليون معلم في بلادنا يقفون الآن متحدثين أمام الملايين من طلابهم في فصول لا يكاد بعض منها يستوعب طالباً آخر، هناك الآن مئات الألوف من الحناجر التربوية تهتز حبالها الصوتية باعثة رسائل تربوية وتعليمية إلى عقول وقلوب طلابنا، شئنا أم أبينا سيبقى ما يحدث الآن بين جدران فصولنا هو تعليمنا الحقيقي بدون رتوش، أما توصيات ورؤى (الاجتماعات) و(اللجان) و(المجالس) فلا قيمة لها ان لم تتحول إلى ممارسات تربوية وتعليمية تنفذ داخل الفصول.
يصطحب المعلمون معهم إلى فصولهم دفاتر تحضيرهم وأقلامهم، وفي أحسن الأحوال يصطحبون معهم وسيلة تعليمية نافعة، وفي أسوئها يصطحبون عصا غليظة وهاتفاً (جوال) تخلو ذاكرته من هواتف مراكز التدريب التربوي وتمتلئ بهواتف سماسرة الاستراحات ومعارض السيارات، لكن شيئاً مهما لا يرافق بعض المعلمين إلى فصولهم، بل هم يتركونه عمداً عند عتبة باب الفصل، ألا وهو ما اكتسبوه بالتدريب من مهارات، خلاصة القول، إن التطوير الحقيقي للتعليم يجب أن يكون منضبطاً بما نتمنى رؤيته داخل الفصل، نتمنى أن نرى فصولا بها معلمون على قدر عال من التمكن المهني والتخصصي، فصولا لا تشكو الازدحام الطلابي أو تردي البيئة المادية أو غياب المناخ الصفي المدرسي الصحي المحفز للتعلم أو فقدان تقنية التعليم أو غياب فرص التطبيق العملي.
كلية المعلمين بالرياض |