الفنان الكبير طلال مداح لا نكاد نتوقع أن معينه الفني قد أوشك بالنضوب.. والجفاف..!! إلا ويفاجئنا هذا الفنان على حين غرة بأعمال فنية كبرى تبدد عنا تلك الحيرة وتنهار في أذهاننا تلك التساؤلات..!
لقد أكد لنا هذا الفنان في مرحلة أجمع الوسط الفني على اعتزال طلال مداح الغناء .. وخروج اشاعات يقصد منها زعزعة ثقة طلال بمقدرته الفنية .. ولكن هذا الفنان الطيب .. ذو البشاشة والتواضع الجم.. حطم الاشاعات .. ولم يكترث للأقوال المغرضة والتي يراد بها النيل منه.. وفنه وحطم جمود ووجوم معجبيه.. حين فاجأهم بالاغنية التي كانت بمثابة رد الدبلوماسي الحذر في أغنيته المشهورة (طال الجفا .. طال) والتي صور بها معاناته مما يحاك له .. وكأنه يعتب فيها على أولئك الذين دبروا له بعض المكائد.. وحاولوا أن يزرعوا في دربه الأشواك وكأني به حين يتغنى:
حظي أنا معروف
مايل من زمان
ازرع له المعروف
لكن ما يبان
في قلب خلي ما لقيت
لي مكان ...!
وكأنه يتحسس تلك الوجوه وقد تصببت عرقا .. وامتقعت سحناتها بعد أن أزيل القناع .. (وما أشبه الليلة بالبارحة..؟!).
قد أكون أحد الذين تأخذهم العزة بالإثم فتدفعني الغيرة على سمعة فنان كطلال .. فنسلط الأضواء .. ونتحسب وقوع حدث ما .. قد يكون تفسيرا خاطئا أو تكهنا يسبق أوانه .. وان كنا نقع في ذلك ليس إلا بدافع حسن النية من جهة.. والحرص على سمعة الفنان نفسه.. من جهة أخرى .. وهذا ما يحملنا على دق جرس الإنذار عندما نشم رائحة الخلود إلى الراحة .. والاستكانة للجمود من قبل الفنان..!
والآن وفي الوقت الذي عرفت فيه أن رصيد فناننا الكبير طلال.. هو رصيد يدعو إلى الفخر وقد لا يهتز نتيجة عوامل البورصة الفنية.. وانخفاض أسهم البيع فيها .. لندرك جميعا أن رصيد هذا الفنان مدعم بالاحتياطي المخزون الذي يحيطه طلال دائما بالسرية والتكتم.
لقد عرفت أن هذا الفنان يحتفظ بالعديد من الألحان منها أربعة ألحان من التراث الشعبي من اللون (السامري) وخمس أغان من ألحانه وقد تكون أعمالا أكثر جودة من أعماله السابقة وأتوقع أن يكون من بين تلك الألحان الشعبية عمل فني متكامل يحتمل أن يكون قمة الموسم الغنائي القادم.
وفي الوقت الذي يدحض هذا الفنان كل الأقوال التي نتهمه فيها بالإفلاس يعاودنا ليؤكد لنا أن الفن ما زال له المكانة الكبرى في نفسه.. ولن يفرط بها مهما ارتفع الثمن.. وتعالت الاتهامات.
تحية للفنان الكبير طلال مداح .. وتمنياتنا لجميع الفنانين بالتوفيق والنجاح.
|