في مثل هذا اليوم من عام 1947م توفي محمد علي جناح مؤسس دولة باكستان بعد انفصالها عن الهند. يعتبر مؤسس جمهورية باكستان محمد علي جناح أبرز شخصيات شبه القارة الهندية في النصف الأول من القرن العشرين، وقد شهدت القضية الكشميرية في عهده ولادتها تاريخياً مع بداية التقسيم عام 1947م وما صاحب ذلك من أزمة سياسية بين البلدين أدت إلى اندلاع أولى الحروب بينهما في العام نفسه، ولد محمد علي جناح يوم 25 ديسمبر 1876م في مدينة كراتشي لعائلة مشهورة تعمل في التجارة، وتلقى تعليمه الأولي في مدرسة الإسلام ثم في مدرسة البعثة المسيحية. وفي عام 1893م التحق بكلية (لينكولن إن) لدراسة القانون ليصبح أصغر هندي يتخرج في هذه الكلية.
فور تخرجه عمل محمد علي جناح بمهنة المحاماة وبعد ثلاث سنوات أصبح واحداً من أكثر محامي كراتشي شهرة، وعرف عنه ذكاؤه وجرأته وجديته.
وفي عام 1905م بدأت رسمياً أولى خطوات محمد علي جناح في عالم السياسة حيث التحق بحزب المؤتمر الوطني الهندي، وفي العام نفسه سافر إلى لندن ليروج للمسألة الهندية مطالباً باستقلالها من الاستعمار البريطاني، وذلك أثناء الانتخابات البرلمانية التي كانت تشهدها بريطانيا آنذاك.
بعد عام من عودته عمل سكرتيراً لرئيس حزب المؤتمر الوطني الهندي دادابهاي نواروجي، وألقى أول خطاب سياسي له في مدينة كلكتا عام 1906م دعا فيه إلى استقلال الهند.
وفي عام 1910م انتخب محمد علي جناح عضواً في المجلس التشريعي الجديد، وكان صوته هو الأبرز داخل المجلس مطالباً بالاستقلال وداعياً إلى الوحدة بين الطوائف المختلفة، وظل عضواً فاعلاً بهذا المجلس طيلة أربعة عقود.
قرر محمد علي جناح أن يقطع علاقته بحزب المؤتمر الوطني الهندي عام 1920م ليترأس العصبة الإسلامية. وفي عام 1929م أصدر بياناً مهماً تضمن 14 بنداً طالب فيها بتخصيص ثلث مقاعد المجلس التشريعي المركزي للمسلمين، ووضع تشريع دستوري يتضمن حماية دينهم ولغتهم وثقافتهم.
أعلن فريق من زعماء الأقلية المسلمة في الهند استياءهم من بعض توجهات محمد علي جناح السياسية فآثر الهجرة إلى بريطانيا، وهناك استمر به المقام لأربع سنوات ثم قرر العودة مرة أخرى في عام 1934م.
طالب في اجتماع العصبة الإسلامية الذي عقد عام 1937م بالاستقلال التام للمسلمين ضمن اتحاد فدرالي هندي إسلامي، ثم صعد مطالبه في اجتماع للعصبة بلاهور عام 1940م ودعا إلى تقسيم شبه القارة الهندية إلى كيانين هما الهند وباكستان على أن تضم الأخيرة كل مسلمي الهند، وأرسل عام 1944م رسالة إلى المهاتما غاندي يوضح له فيها رؤيته لهذه القضية جاء فيها (نحن نصر ونتمسك بأن يكون المسلمون والهندوس أمتين كبيرتين، وذلك طبقاً لأي تعريف أو معيار للأمة. نحن أمة لمائة مليون مسلم، وعلاوة على هذا نحن أمة ذات أمور متميزة في الثقافة والحضارة واللغة والأدب والفن والهندسة المعمارية والأسماء والمصطلحات الخاصة والشعور بالقيم والعدل والتاريخ والملكات والطموح، وباختصار لنا وجهة نظرنا المتميزة عن الحياة ومن الحياة. ووفقاً لجميع مبادئ القانون الدولي نحن أمة).
وقد لقيت هذه الدعوة قبولاً لدى مسلمي الهند عام 1946م ووافقت عليها بريطانيا. وفي 14 أغسطس 1947م أعلن محمد علي جناح قيام جمهورية باكستان الإسلامية وأصبح أول رئيس لهذه الجمهورية الوليدة.
|