في مثل هذا اليوم من عام 1989م أعدم الرئيس الروماني المخلوع نيقولاى تشاوشيسكو وزوجته إيلينا رمياً بالرصاص بعد أن أدانتهما إحدى المحاكم العسكرية السرية بارتكاب جرائم ضد الدولة.. فقد اتهما وأدينا بتهم القتل الجماعي والتسبب في انهيار الاقتصاد القومي وارتكاب العديد من الجرائم الأخرى.
وأعلنت أنباء إعدامهما على الشعب الروماني عبر شاشة التليفزيون، حيث أعلن عن قيام الرئيس الروماني وزوجته بتهريب أموال طائلة إلى خارج البلاد.
وأدت أنباء إعدام الرئيس وزوجته إلى ابتهاج الجماهير التي تدفقت على الشوارع من أجل التعبير عن سعادتها، ولكن كانت هناك بعض مظاهر القلق من جانب القوات المؤيدة للزعيم المخلوع.
وقد أنهى هذا الحدث 24 عاماً من دكتاتورية الرئيس الروماني كزعيم للحزب الشيوعي قضى منها 21 سنة في رئاسة رومانيا قمع خلالها كل أنواع المعارضة باستخدام القوة الوحشية.
وقامت جبهة الإنقاذ الوطنية بتولي إدارة البلاد واعترفت بها كل من أمريكا والاتحاد السوفييتي، ولكن أعلن البيت الأبيض عن أسفه لعدم عقد المحاكمة على الملأ.
وتعهدت الحكومة الجديدة باستبدال حكم تشاوشيسكو الدكتاتوري بحكم ديموقراطي، كما تعهدت بالسماح بحرية الرأي وقيام المشاريع التجارية الخاصة والانفتاح على العالم.
وطالب زعماء الحزب العالم الغربي بأن يقدم يد العون من أجل المساهمة في تنفيذ برنامجه الإصلاحي الجديد.
وقد أتاحت تلك النهاية السعيدة، المتمثلة في القضاء على استبداد تشاوشيسكو، للرومانيين الفرصة للاحتفال بأعياد الميلاد في كل أنحاء البلاد للمرة الأولى منذ 40 عاماً من الحكم الشيوعي.
وقد استجاب الله لدعائهم بعد عشر سنوات من المظاهرات والعنف والاحتجاج وعدم الاستقرار، وأدى ذك إلى نقص المواد الأساسية مثل الأطعمة وغيرها، فاقتحم المتظاهرون قصر تشاوشيسكو وحاول وزوجته الهرب من بوخارست، لكن ألقي القبض عليهما على يد القوات العسكرية التي انقلبت عليهما، وبعد يومين من إعدام نيقولاى وزوجته تم عرض أفلام الفيديو التي صورت محاكمتهما وإعدامهما على التلفزيون الروماني والعالمي وشاهد الملايين جثتيهما وقد اخترقها الرصاص، وهدأت مظاهر الاحتجاج والثورة التي استمرت بعد إعدامهما.
وفي عام 1990م أجريت الانتخابات في رومانيا وعلى إثرها تقلدت جبهة الإنقاذ الوطني السلطة وأمسكت بمقاليد الأمور رسمياً بعد أن ألغي نظام الحزب الواحد.
|