في مثل هذا اليوم من عام 1952 ألقت الملكة إليزابيث أول خطاب لها منذ اعتلائها عرش بريطانيا. فقد استمع ملايين البريطانيين وشعوب الكومنولث إلى أول خطاب يذاع على الهواء للملكة إليزابيث بمناسبة أعياد الميلاد. وطبقاً لأحد التقاليد التي بدأت عام 1932م، ألقت الملكة خطبتها التي بثتها إذاعة البي بي سي من منزلها في ساندرينجهام في تمام الساعة 15.07 بتوقيت جرينيتش. واستخدمت الملكة نفس المكتب والمقعد اللذين استخدمهما والدها الملك جورج السادس ووالده الملك جورج الخامس.
بدأت الملكة خطبتها بقولها (في كل عيد ميلاد، وفي مثل هذا الوقت من كل عام، كان والدي العزيز يوجّه رسالة إلى شعبه في كل أنحاء العالم. واليوم أقوم بذلك من أجلكم، من أجل شعبي. كما اعتاد والدي أن يفعل، فإنني أتحدث إليكم من منزلي حيث أقضي عيد الميلاد مع عائلتي). كما أتت على ذكر أولئك الذين يضحون بأرواحهم من أجل
بلادهم، في إشارة إلى القوات المسلحة البريطانية في كوريا والمالايا وكينيا. وشكرت مواطنيها على إخلاصهم ومحبتهم منذ جلوسها العرش منذ عشرة أشهر ووعدتهم بمواصلة عمل أبيها وجدها لتوحيد دول الكمنولث البريطاني والإمبراطورية البريطانية. وطلبت منهم أن يصلّوا من أجلها في حفل التتويج الذي سيقام في الصيف القادم.
وأعلن رئيس وزراء نيوزيلندا أن الملكة سوف تلقي في عيد الميلاد القادم من المجلس التشريعي في أوكلاند. وسجلت الخطبة وأعيد بثها طوال الأيام التالية. وفي عام 1957 أذيع الخطاب تليفزيونياً لأول مرة. وبدءاً من عام 1960 أصبحت خطب الملكة تسجل ثم تذاع بعد ذلك في الإذاعة والتليفزيون.
|