وردية الوجه من الأمراض الشائعة لدى ذوي البشرات البيضاء، لكنها مع ذلك ليست قليلة الشيوع في بلادنا، حيث تصيب الوردية النساء بمعدل أكبر من الرجال، لكن إصابة الرجال غالباً ما تكون أشد. وهي تصيب الأعمار المتوسطة من الجنسين، وتسمية العد الوردي Acne Rosacea ليست صحيحة حقيقة لأن المرض مختلف كلية عن العد الشائع أو حبوب الشباب Acne vulgaris.
وتبدأ الوردية باحمرار الوجه بشكل نوب تحرض بتناول الأطعمة الحارة كالتوابل، أو المشروبات الساخنة، أو التعرض للشمس، أو حتى الانفعالات الشديدة. ولاحقاً يصبح احمرار الوجه ثابتاً وتبدأ الشعيرات الدموية بالتوسع.
وقد يترافق هذان المظهران بتورم خفيف بالوجه بشكل متردد. ويترافق كل ذلك مع حس حرقان وعدم ارتياح عموماً، وغالباً ما يصف المرضى جلدهم بالحساس الذي لا يحتمل أي كريمات أو منظفات يلي المرحلة السابقة ظهور حبوب حمراء وبثور Papules and Pustules لكن بدون زؤان أو رؤوس سوداء وهذا أحد الفروق المهمة سريرياً عن حبوب الشباب.
وقد يزداد تورم الوجه ويصبح الجلد سميكاً مما يؤدي لغلظ الملامح أو ما يعرف بسحنة الأسد (Leonine Facies) وتكون أوضح ما يكون بالأنف الذي يتضخم وتظهر عليه تقببات Rhino Phyma لكن هذه المرحلة نادراً ما تشاهد لدى النساء وإنما تشاهد غالباً لدى الذكور. نصف المرضى لديهم إضافة إلى ما سبق أعراض عينية مثل الشعور الدائم بعدم الارتياح أو وجود جسم غريب مع أحمرارها وأحياناً التهاب حواف الأجفان.
* ما هي الأسباب؟
لا يمكن الكلام عن أسباب للوردية، لأنه ما من شيء اكد دوره كمسبب لكن هناك عوامل متهمة ومفاقمة للمرض.
فالعوامل المفاقمة لاحمرار الوجه -كما ذكرنا سابقاً- هي التعرض للشمس، الأغذية الحارة، الانفعالات وتناول الكحول.
ومن العوامل المتهمة التهاب المعدة ب Helicobacter Pylori ولكن لم يوجد دليل واضح حول دورها. وأيضاً هناك طفيليات هي Demodex Falliculorum وجدت بأعداد كبيرة في الأجربة الشعرية الزهمية لمرضى الوردية لكن دوراً أكيداً لها لم يمكن إثباته بعد. هناك خطأ علاجي شائع ومهم قد يزيد من الوردية، وهو إعطاء الستيروئيدات (الكورتيزونات) لتخفيف الأعراض المزعجة المرافقة للوردية، وهي فعلاً تتحسن بشكل واضح في البداية، لكن لاحقاً تتفاقم الوردية بشكل كبير باستخدام الكورتيزونات وخصوصاً القوية منها.
المعالجة: تختلف المعالجة باختلاف مراحل الوردية.. فخلال مرحلة الاحمرار النوبي وخلال المراحل التالية أيضاً من المهم تجنب العوامل التي تحرض نوب الاحمرار أو تفاقمها، وتجنب المخرشات كالمنظفات التي أساسها الكحول، تجنب الأشعة (UV) باستخدام الواقيات الشمسية مثلاً.. كما يمكن أحياناً اللجوء إلى بعض الأدوية ذات التأثيرات الوعائية مثل (B. blokres) أو الليزر الوعائي (Vascular laser) كعلاج للتوسع الشعري المرافق للاحمرار المزمن. وعند ظهور الحطاطات أو البثور نحتاج لاستخدام مضادات حيوية واسعة الطيف داخلاً مثل السيكيلينات، أو أدوية أخرى بتأثيرات مختلفة مثل: Metronidazole، Isotretenoin إضافة للعلاجات الموضعية بمحاليل المضادات الحيوية أو الرتنوئيد أو Metronidazole مشاركة مع كريمات الترطيب المناسبة.. فيمة الأنف فيتم علاجها جراحياً أو بالليزر، أما ال Isotretenoin فقد ينفع بالمراحل الباكرة فقط. وهناك حالة واحدة نضطر فيها لاستخدام الكورتيزونات الجهازية وهي تقيح جلد الوجه، وتكون الكورتيزونات ضرورية للسيطرة على هذا الاختلاط النادر للوردية، بعد ذلك تتابع بالعلاجات الأخرى مثل Isotretenoin تستجيب الإصابة العينية للعلاج بالمضادات الحيوية الجهازية، أو الاستخدام الموضعي لبعض المضادات أو المرطبات مثل البارافين. وأخيراً يجب الإشارة إلى أن وردية الوجه كالعديد من أمراض الجلد هي مرض مزمن بالتعريف، لذا لا يمكن تحديد فترة العلاج لها بعدد معين من الأسابيع، وهي الفترة اللازمة للسيطرة على الحالة، ولكن استمرار المريض بعد ذلك على بعض العلاجات الموضعية البسيطة يحافظ على النتائج المطلوبة.
د. يارا حافظ
عيادات ديرمان - الرياض |