Saturday 25th December,200411776العددالسبت 13 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الريـاضيـة"

تعقيباً على مقال: (يا منتخبنا... يا منتحبنا!) تعقيباً على مقال: (يا منتخبنا... يا منتحبنا!)
على رسلك يا (حماد)!!

  سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة.. رعاه الله..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
فإنني أتمنى أن أجد لديكم متسعاً لمناقشة بعض ما ورد في مقال الكاتب: (حماد السالمي)، الذي عنون له ب(يا منتخبنا.. يا منتحبنا)، جرياً على عادتكم الحسنة، في إفساح المجال لمناقشة الآراء في صفحات جريدتكم.. وفقكم الله..
أقول:
من يتابع مقالات (حماد) - أنار الله له سبيل الخير - يلحظ أمراً غريباً!..
وهو أنه يحاول أن يجعل من أمر (الدعوة والدعاة)، سبباً لغالب المشاكل التي نعاني منها في مجتمعنا!!..
وكأنه قد آلى على نفسه ألا يفوت فرصة من الفرص، عند الحديث عن أي مصيبة أو حادثة، إلا ويجعل أمر (الدعوة والدعاة) هو لب المشكلة فيها! وأساس المصيبة! ومكمن الداء!!
ومن آخر تلك القضايا التي ناقشها (حماد)، قضية خروج المنتخب السعودي خاسراً من (خليجي 17)، الذي فاجأنا فيها بما لم يكن في حسباننا قط!..
فاجأنا باكتشافه السبب الرئيس (للخروج الكبير للمنتخب)..
ألا وهو: (الدعوة والدعاة)!!.
نعم!..
(الدعوة والدعاة)!!..
لقد حُقَّ لنا أن نقول بعد هذا الاتهام الغريب العجيب:
(يا زمن العجائب)!!..
حتى في مجال الرياضة (يا حماد)؟!!
هنيئا لك على هذا السبق!!..
(الدعوة والدعاة) هي السبب في هزيمة المنتخب السعودي؟!!.
يا سبحان الله!..
ما هكذا تورد الإبل يا (حماد) - أصلحك الله!!..
ولعلي أن أقف هنا بعض وقفات مع ما ذكره (حماد) في مقاله..
لقد حاول (حماد) أن يضمن مقاله هذا، جملا وكلمات، أراد من خلالها أن يرسخ في ذهن القارئ، أن (الدعوة والدعاة) هما أساس المشكلة، وصلب القضية في موضوع هزيمة المنتخب السعودي!!..
فتجده يقول مثلاً: (أتمنى.. أن نبحث عن أساس المشكل، في التراجع الذي ظهر على الكرة السعودية في السنوات الأخيرة..).
ويقول أيضاً: (إن المشكل أوسع وأكبر من منتخب يمثل المملكة العربية السعودية..)..
ويقول أيضاً: (كان ينبغي أن نتنبه إلى أن الرياضة السعودية في خطر منذ سنوات التألق تلك،وسوف يظل هذا الخطر قائماً، إذا لم نبدأ الحل من جذور المشكل..)..
ويقول أيضاً: (كتبت هنا قبل سنوات، محذراً من مثل هذا النفق الخطير..)..
ويقول أيضاً: (نور) الذي أساء السلوك في مباراتين في الدوحة، هو نتاج لمن يعمل منذ سنوات عدة، على إطفاء كل شمعة مضيئة على أرضية الكرة السعودية..)!!.
عبارات مخيفة!..
وأوصاف مرعبة!..
(أساس المشكل - الخطر - النفق الخطير - من يعمل منذ سنوات عدة لإطفاء كل شمعة مضيئة)!!..
إن القارئ لهذه الكلمات، يظن أن ثمة مؤامرة خطيرة، وأن هنالك خطة متشعبة، تحاك من أطراف مجهولين!!.
لكن (حماد) استطاع أن يكتشف هؤلاء وأن يبرزهم بقوله: (إذا أردتم معرفة من يكون هذا، فاذهبوا فوراً إلى مدارس التعليم العام، واسمعوا بعض الأشرطة الصوتية التي تقدم للتلاميذ والطلاب، مجاناً باسم الدعوة والصحوة، وانتبهوا إلى ما يرسل تباعاً من على منبر الجمعة في بعض المساجد، واعرفوا ماذا يقول بعض أولئك الذين يتلقفون ميكرفونات المساجد بعد الصلوات الخمس..!! إنها أيها السيدات والسادة، حرب المغالين والمتشددين والمتطرفين ضد الدورات الرياضية، والمسابقات الكروية، وضد كل المنظمين والمديرين واللاعبين، وبالخصوص نجوم كرة القدم في بلادنا الذين يوصفون في الخطاب المتشدد والمتطرف لهؤلاء، بأقذع الأوصاف، وربما وصل الأمر بأحد المنبريين والصوتيين في (الشريط الإسلامي)، إلى تفسيق وتكفير هذا اللاعب أو ذلك.
* هذا هو العمل الذي يلاحق به نجاحات الكرة السعودية منذ عدة سنوات، فما ترك مدرسة أو مخيماً أو منبراً أو محفلاً، إلا وسحب عليها بعض ضبابياته وكهفياته وهلامياته..!!.
إنه نفس (الموال)، وذات العادة التي عهدناها من (حماد)!!.
أسأل الله أن يوفقنا وإياه لهداه..
إن من يقرأ كلمات (حماد) السابقة، يظن أنه لا همَّ لعلمائنا ودعاتنا في المساجد والمدارس، سوى الرياضة وأهلها!!.
فهم دائماً يذكرون الرياضة في مدارسهم وعلى منابر الجمع، وبعد الصلوات الخمس - نعم الخمس كلها!!، كما يقول (حماد)!!..
في جميع المدارس!..
في جميع المساجد!..
على المنابر!..
بعد جميع الصلوات الخمس المفروضة!!..
عجيب أمرك يا (حماد)!!..
كل هذا يحدث عندنا؟!!..
سبحان الله!!..
ويا ليت الأمر قد اقتصر على مدرسينا وأئمتنا يذكرونها دائماً في أحاديثهم!..
إذاً لهان الأمر!!..
لكن الأمر قد تعدى ب(حماد)، إلى أن يرمي هؤلاء الدعاة، بأنهم يصفون لاعبي الكرة ب(
(الكفر)!!..
(الكفر) مرة واحدة يا (حماد)؟!!..
دعاتنا وعلماؤنا يقولون: إن لاعبينا كفار؟!!..
لا حول ولا قوة إلا بالله!..
بالله عليك: من الذي قال ذلك من علمائنا أو دعاتنا؟!!.
أثبت ذلك، وإلا فإن كلامك مردود وباطل!!..
أما (الفسق) فنعم!..
قد يرد هذا الوصف في كلام علمائنا، حين ينبهون على أخطاء تقع من بعض اللاعبين: ككشف العورة، والألفاظ النابية من بعضهم، ونحوها.. وأنا هنا أحب أن أضيف الى رصيدك المعرفي، أن الفسق هو: الخروج عن الطاعة - كما دلت على ذلك كتب اللغة والشرع - ولذا فإن من يخرج عن طاعة الله يسمى فاسقاً، باعتبار ما وقع فيه من ذنب، ولكن ليس معنى ذلك أنه يكفر - كما تقول أنت!!..
يقول (حماد): (عندما خبا دور المعلم الرياضي في المدرسة، وانتشرت ثقافة (الدعوة والدعاة) في الفصول الدراسية بديلا عنها..)!!.
أولا : من الذي قال: إن حصص الرياضة قد استبدلت ب(ثقافة الدعوة والدعاة)؟!!.
إن كنت لا تعلم، فإنه يسرني أن أخبرك بأن حصص التربية البدنية، ما زالت باقية!..
ثانيا : ما المشكلة في انتشار ثقافة (الدعوة)، وثقافة (الدعاة) - وأنا هنا أتكلم عمن يدعو إلى الله على بصيرة؟!!.
ألم يأمرنا ربنا بالدعوة إلى سبيله؟؟..
ألم يقل رسولنا- صلى الله عليه وسلم-: (بلغوا عني ولو آية)؟؟.
ألسنا مسلمين؟!!.
ثم دعني أسألك سؤالا مهما بعد كل ما سبق يا (حماد):
لماذا تجعل (الدعوة والدعاة) كبش الفداء الدائم لأغلب مشاكلنا؟!!..
في القضايا الدينية: (الدعوة والدعاة) هم السبب في مشاكلنا!!..
في القضايا الفكرية: (الدعوة والدعاة) هم السبب في مشاكلنا!!..
وحتى في القضايا الرياضية: (الدعوة والدعاة) هم السبب في مشاكلنا!!..
والله أعلم بما تخفيه لنا مقالاتك في قادم الأيام يا (حماد)!!..
يقول حماد: (وظهر من المعلمين، من يرتاب في أمر الرياضة البدنية، هل هي حلال أم حرام..؟)!.
أقول : إن كان ما تقوله حقاً يا (حماد)! فسوف أضع بين يديك الآن فتوى لسماحة الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله - في هذا الشأن يقول- رحمه الله-:
(ممارسة الرياضة جائزة إذا لم تله عن واجب، فإن ألهت عن شيء واجب، فإنها تكون حراماً، وإن كانت ديدن الإنسان، بحيث تكون غالب وقته، فإنها مضيعة للوقت، وأقل أحوالها في هذه الحال الكراهة، أما إذا كان الممارس للرياضة، ليس عليه إلا سروال قصير، يبدو منه فخذه أو أكثره، فإنه لا يجوز، فإن الصحيح أنه يجب على الشباب ستر أفخاذهم، وأنه لا يجوز مشاهدة اللاعبين وهم بهذه الحالة، من الكشف عن أفخاذهم) انتهى كلامه- رحمه الله (فتاوى إسلامية: جمع: محمد المسند: 4-431)..
أخيراً يا (حماد)..
لقد أبان لنا مقالك هذا، أن لديك اطلاعاً واسعاً على قضايا عديدة..
وأن لديك استعداداً لمناقشة جميع القضايا، في كافة المجالات..
ولذا فإني أتمنى أن تكتب مقالا تبدي فيه محاسن الإسلام وشمائله، لعل قارئاً أن ينير الله قلبه حين يقرؤه، ويكون لك أجر ثوابه..
أو مقالاً تدافع فيه عن اتهامات المبطلين، وانتحالات المفسدين، الموجهة إلى الإسلام، لعل الله أن ينصر بك دينه..
أو مقالاً تبرز فيه شيئاً من الجوانب المشرقة لعلمائنا الأجلاء قديماً أو حديثاً..
أو شيئاً نحو هذا!..
أخي- حماد..
لقد قرأنا لك مقالات كثيرة، كنت فيها حريصاً على إبراز المعايب والأخطاء لمعالجتها - كما ترى..
أما آن لنا أن نقرأ لك مقالات أخرى، تحمل الإيجابيات والمحاسن؟!..
بلى قد آن..
وهذا هو الظن فيك..
جعل الله أعمالنا خالصة لوجهه سبحانه، وموافقة لنهج نبيه- صلى الله عليه وسلم-..
اللهم آمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

ماجد بن محمد العسكر
الخرج


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved